العمل من المنزل.. هل انتهى زمنه بعد ثلاثة أعوام من الوباء؟

العمل من المنزل بدأ يقل عقب سنوات من وباء كورونا

أصبح العمل عن بُعد نادرًا بعد سنوات قليلة من تسبب وباء كورونا في انتقال ملايين الأمريكيين من مواقع العمل إلى الطوابق السفلية وغرف النوم.

مؤسسات الأعمال الأمريكية قالت أن 72.5% من موظفيها نادرًا ما أن عملوا عن بعد أو لم يعملوا على الإطلاق في العام الماضي، وفقًا لتقرير وزارة العمل  الأمريكية.

وارتفع هذا الرقم من 60.1% في عام 2021. وأظهر الاستطلاع أن حوالي 21 مليون إضافيين عادوا للعمل من المكاتب بدوام كامل في عام 2022، مقارنة بالعام السابق والذي كان فيه العمل من المنزل بنسبة أكبر.

وقالت وزارة العمل إن الرقم الجديد قريب أيضًا من حصة المؤسسات – 76.7 % – التي قالت إنها لم يكن لديها موظفين يعملون عن بعد قبل جائحة كورونا في فبراير 2020.

العودة للمكاتب

بدأ أرباب العمل مؤخرًا في الضغط بشكل أكبر لجعل الموظفين يعملون في الموقع في كثير من الأحيان بدلا من العمل في المنزل، حيث أدت مخاوف الركود إلى زيادة التركيز على إنتاجية العمال.

قال مايك شتاينتز، المدير التنفيذي الأول لشركة التوظيف روبرت هاف: “هناك شعور بأن الابتكار والإبداع والتعاون يمكن أن يتضرر عندما تكون الفرق منفصلة”.

وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة التوظيف العالمية أن 92% من المديرين يفضلون أن تعمل فرقهم في الموقع.

وقال شتاينتز: “إنهم يعتقدون أن الموظفين ببساطة أكثر إنتاجية في المكتب”. “إنهم يشعرون أيضًا أنه من المهم توجيه وتدريب كل من الموظفين الحاليين والجدد”.

تضغط شركة والت ديزني الآن للعمل لأربعة أيام في الأسبوع من الموقع، وطلبت شركة ستاربكس من موظفي المكتب الحضور بنسبة أكبر.

العمل الهجين

انخفضت حصة مؤسسات الأعمال التي طبقت العمل الهجين، حيث يقسم الموظفون الوقت بين المنزل ومواقع العمل، في جميع الصناعات التي تم قياسها في عام 2022 مقارنة بعام 2021، حيث انخفضت بنسبة 13.4 نقطة مئوية عبر القطاع الخاص، وفقًا لوزارة العمل الأمريكية.

حدث انخفاض حاد بشكل خاص في القطاع المالي، بما في ذلك البنوك وشركات السمسرة. وانخفضت حصة المؤسسات المالية المطبقة للعمل الهجين بمقدار النصف، لتصل إلى 22% في عام 2022 من 44.9% في عام 2021.

كان العمل عن بُعد نادرًا بشكل خاص في وظائف تقديم الخدمات، مثل البيع بالتجزئة والمطاعم وأماكن الإقامة. وساهمت مكاسب التوظيف في تلك الفئات في زيادة عدد الموظفين العاملين في مواقع العمل.

كما استحوذ التوظيف في مجال الترفيه والضيافة وتجارة التجزئة على ما يقرب من 30% من مكاسب بلغت 7.7 مليون وظيفة في القطاع الخاص منذ أغسطس 2021.

يعني إلغاء العمل الهجين عودة بالجملة إلى موقع العمل للعديد من الشركات – ولكن ليس كلها.

 

 

العمل عن بعد

ظل العمل من المنزل أو عن بعد شائعا إلى حد ما العام الماضي في بعض الوظائف التي كانت تتم تقليديا في المكتب.

ففي قطاع المعلومات، الذي يشمل شركات التكنولوجيا والإعلام، قالت 67.4% من المؤسسات إن موظفيها عملوا عن بُعد لبعض الوقت أو طوال الوقت، وفي القطاع المهني والتجاري، الذي يشمل شركات المحاماة والمحاسبة، بلغت الحصة 49%.

كما تشير الأبحاث التي أجراها الاقتصاديون باستخدام مسح مختلف إلى أن العمل من المنزل أو عن بُعد استمر حتى عام 2023، على الرغم من أنه أظهر علامات الانزلاق مؤخرًا.

ففي فبراير 2023، كان 27.7% من إجمالي أيام العمل من المنزل، بعد أن ظل ثابتًا إلى حد ما بمتوسط ​​30% شهريًا في عام 2022، وفقًا لبحث أجراه الاقتصاديون خوسيه ماريا باريرو من معهد تكنولوجيكو أوتونومو دي المكسيك، ونيكولاس بلوم من ستانفورد، وستيفن ديفيز من جامعة شيكاغو.

قال بلوم إن هناك عاملين يقودان إلى الانخفاض الطفيف في أيام العمل من المنزل، موضحًا أن الشركات تحث المديرين والمهنيين على العودة إلى المكتب لمزيد من الأيام كل أسبوع.

أظهر الاستطلاع الذي أجراه بلوم وزملاؤه أن النسبة المئوية للموظفين الذين يعملون بشكل كامل في الموقع وصلت إلى 60.8% في فبراير، ارتفاعًا من 54.6% في نوفمبر 2021. وقد أدى انخفاض نسبة العاملين عن بُعد بشكل كامل إلى دفع أكثر من ثلثي هذا التحول.

قال بلوم: “يُطلب من هؤلاء العمال الذين يعملون عن بعد بشكل كامل العودة ببطء إلى المكتب، أو نقلهم إلى الخارج”. “الأجور في الولايات المتحدة مرتفعة للغاية، لذا فإن نقل العمال عن بُعد بالكامل إلى المكسيك أو الفلبين أو الهند يمكن أن يولد وفورات ضخمة في التكاليف.”

ومع ذلك، من غير المحتمل أن يختفي العمل من المنزل أو عن بُعد تمامًا.

فالآن حوالي 13% من الوظائف الشاغرة الحالية تخص وظائف العمل فيها عن بعد، وفقًا لشركة التوظيف ManpowerGroup. وهذا أقل من 17% في مارس 2022 ولكنه أعلى بكثير من مستوى ما قبل الجائحة البالغ 4%.