رئيس وكالة الطاقة الدولية: سوق الطاقة في أوروبا يواجه 3 تحديات رئيسية هذا العام
قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، إن أوروبا ربما قامت بعمل جيد في تقليل اعتمادها على النفط والغاز الروسيين وتخفيف أزمة الطاقة التي سببتها الحرب في أوكرانيا، لكنها “لم تخرج من الغابة حتى الآن”.
وأضاف بيرول: “كانت أوروبا قادرة على تحويل أسواق الطاقة لديها، وخفض حصتها من الغاز الروسي إلى أقل من 4%، ولم يمر اقتصادها بعد بالركود”.
وقال بيرول متحدثا على هامش قمة مجموعة السبع في هيروشيما باليابان: “الانبعاثات في أوروبا انخفضت، وتخزين الغاز في مستويات جيدة للغاية”.
لعبت روسيا تقليديًا دورًا محوريًا في مجمع الطاقة العالمي، لكن اعتماد الدول الغربية على الطاقة في البلاد انخفض بشدة مع استمرارها في الكشف عن عقوبات جديدة ردًا على غزو روسيا لأوكرانيا.
قال رئيس وكالة الطاقة الدولية: “لقد قامت دول أوروبا بعمل جيد الشتاء الماضي”، مشيرًا إلى أن المنطقة نجحت في الحفاظ على الكهرباء والتدفئة، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى شتاء أكثر اعتدالًا مما كان متوقعًا.
وحذر بيرول من أن سوق الطاقة في المنطقة لا يزال أمامه ثلاث عقبات رئيسية يجب التغلب عليها هذا العام، وهي:
1- ارتفاع الطلب من الصين
كانت إمدادات الطاقة العالمية وفيرة العام الماضي عندما كانت الصين لا تزال قيد الإغلاق واشترت كميات أقل من النفط والغاز بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي، ومع ذلك، لا يمكن قول الشيء نفسه الآن، وقد تواجه أوروبا شتاءً أكثر صعوبة هذا العام.
قال بيرول إنه من المتوقع أن يرتفع الطلب على الغاز الطبيعي المسال من الصين في النصف الثاني من العام، مضيفًا أن واردات الغاز إلى الصين هي “محدد رئيسي” للطلب في أسواق الغاز الطبيعي.
لكن بيرول كان يعتقد أنه يمكن أن يكون هناك جانب إيجابي – فقد تكون الأسعار أكثر اعتدالاً مما كان متوقعاً ولا يتوقع أن يرى “طفرة كبيرة” في الواردات من الصين.
ومع ذلك، قال إن هناك رواية مختلفة تدور أحداثها في قصة النفط في الصين، فقد أدى خروج الصين من سياسة عدم انتشار فيروس كورونا في ديسمبر إلى زيادة الطلب على الطاقة، مع توقع وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط سيزداد بأكثر من مليوني برميل يوميًا هذا العام.
وأشار بيرول إلى أنه ليس من المستغرب أن تكون الصين، ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، مسؤولة عن ما يقرب من 60% من ارتفاع الطلب.
2- التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة
كما يراقب المشاركون في سوق الطاقة العالمية عن كثب المفاوضات المتوترة بين البيت الأبيض والجمهوريين بشأن سقف ديون الولايات المتحدة.
بدون اتفاق، قد تواجه الولايات المتحدة تعثرًا في التخلف عن السداد في أوائل يونيو رغم أن هذا يعتبر غير مرجح.
توقفت المفاوضات مؤقتًا أثناء حضور الرئيس بايدن قمة مجموعة السبع في اليابان، لكنه من المقرر أن يعود إلى واشنطن العاصمة اليوم الأحد.
قال الرئيس في مؤتمر صحفي في القمة إنه “غير قلق على الإطلاق” بشأن المفاوضات وإنه “سنكون قادرين على تجنب التخلف عن السداد وسننجز شيئًا لائقًا”.
وقال بيرول إن تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون سيؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط والأسعار، لكنه وافق على أن مثل هذا السيناريو غير مرجح.
وأضاف: “أتجنب إعطائك رقمًا دقيقًا، لكن يمكننا أن نتوقع انخفاضًا كبيرًا في سعر النفط إذا رأينا مثل هذا التخلف عن السداد”.
وأضاف: “سيتم التعامل مع هذه القضية في الولايات المتحدة، ولا أرى مخاطر كبيرة على أسواق النفط العالمية. لكن بطبيعة الحال، فإن أسواق النفط دائمًا ما تنطوي على مخاطر”.
انتعشت أسعار النفط يوم الجمعة من خسائر فاقت 1% في اليوم السابق حيث تحول المستثمرون إلى تفاؤل حذر بأن مخاطر التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة تتراجع مع استمرار المحادثات .
3- الاعتماد على روسيا
التحدي الرئيسي الآخر الذي يواجه أسواق الطاقة في أوروبا هو أن اعتمادها على الغاز الروسي لم يتم القضاء عليه تمامًا وأن توقعات الإمداد غير مؤكدة.
ومنيت العديد من دول المنطقة بأزمة طاقة العام الماضي عندما انخفضت واردات الغاز الروسي بشدة.
قالت الشركة في يناير / كانون الثاني إن صادرات الغاز من عملاق الطاقة الروسي الحكومي جازبروم إلى سويسرا والاتحاد الأوروبي تراجعت بنسبة 55% في عام 2022. وأشار بيرول إلى أنه إذا كان هناك المزيد من التخفيضات في واردات الغاز “لأسباب سياسية”، فقد تواجه أوروبا مرة أخرى “بعض التحديات” في الشتاء القادم.
يعتقد بيرول أن مجموعة الدول السبع والدول الأوروبية لن تعود إلى عقد أي اتفاقيات مع روسيا، مضيفًا أن قصة الغاز الروسي “انتهت”.