هل أصبح الذكاء الاصطناعي مهددا للبشرية؟
قال نائب رئيس وزراء سنغافورة، لورانس وونغ، إنه يتوقع أن تؤدي التكنولوجيا – بما في ذلك الذكاء الاصطناعي – إلى تعطيل سوق العمل، لكنها لن تلغي الوظائف تمامًا.
مبينا أنه يمكن للتكنولوجيا أن تجعل البشر أكثر إنتاجية وتخلق المزيد من فرص العمل، كما قال في قمة آسيا تيك وسنغافورة.
وأضاف: “لا أعتقد أننا سننتهي بمستقبل بلا وظائف، مستقبل عاطل عن العمل حيث تتولى الآلات عمل البشر في كل شيء لأن التكنولوجيا يمكن أن تحل محل بعض المهام”.
وتابع وونغ، الذي يشغل أيضًا منصب وزير المالية، إن ما سيتغير هو “طبيعة الوظائف في المهن ذات الياقات الزرقاء” وحذر من أن “وتيرة التغيير سوف تتسارع، وسيزداد حجم الاضطرابات مع مرور الوقت”.
وأضاف: “يمكن أن يجعلنا أيضًا أكثر إنتاجية في أداء المهام الأخرى. وبذلك، سيخلق مهام جديدة ووظائف جديدة”.
أصبح الذكاء الاصطناعي هو الكلمة الرائجة الجديدة في عالم الأعمال، بعد أن انتشر chatbot ChatGPT بعد صدوره في نوفمبر. وصل روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي يمكن أن يولد ردود فعل بشرية على مطالبات المستخدمين، إلى 100 مليون مستخدم في شهرين فقط بعد إطلاقه.
حتى أن بعض الباحثين والمحللين قد اقترحوا أنه قد يؤدي إلى انقراض البشرية واستبدال الوظائف.
هؤلاء الخبراء، بما في ذلك سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI مالك ChatGPT، بالإضافة إلى المديرين التنفيذيين من Google
اللوائح اللازمة
وحذّرت غيتا غوبيناث، النائبة الأولى للمدير العام لصندوق النقد الدولي، من “اضطرابات كبيرة” في أسواق العمل ومخاطر “كبيرة جداً” ناشئة عن الذكاء الاصطناعي التوليدي، وفقاً لتقرير لـ”فاينانشيال تايمز”، ودعت الحكومات إلى وضع لوائح تحكم التكنولوجيا.
في المقابل، قال وونغ من سنغافورة إن العمال بحاجة إلى تعلم التكيف وسط الاضطرابات الوشيكة الناجمة عن الذكاء الاصطناعي.
وأردف: “من المفهوم أنّ هذا سيخلق القلق عند أولئك الذين هم أقلّ قدرة على التكيّف، لذلك، سنبذل جميعاً المزيد لمساعدة العمال على تحديث مهاراتهم حتى يتمكنوا من الحفاظ على قدرتهم التنافسية في عالم رقمي متطوّر”.
وشدّد على أن المنظمين بحاجة إلى تنفيذ “دعم شامل” في شكل مطابقة الوظائف وتنمية المهارات، مشيراً إلى أن ذلك سيتطلّب جهوداً متضافرة واستباقية من جانب الحكومات والصناعة ومقدّمي التدريب على المهارات”.
وفي هذا الإطار، أطلقت سنغافورة “AI Verify”، أول مجموعة أدوات اختبار في العالم لمساعدة الشركات على التقييم والتحقق بموضوعية ما إذا كانت منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم مسؤولة وتفي بالمبادئ الدولية.
وتهدف الدولة لمواصلة العمل مع الصناعة في مشاريع تجريبية ودفع تطوير معايير اختبار الذكاء الاصطناعي.