هل تدفع الشركات موظفيها إلى الاستقالة بحيلة جديدة؟
في العديد من الشركات، يستيقظ الموظفون على رسائل بريد إلكتروني مزعجة، تقول لهم: إنهم لم يُطردوا من العمل ولكن وظائفهم تم إلغائها.
يصف الأشخاص الذين يتلقون هذه المذكرات شعورهم بمجموعة من المشاعر، بدءًا من الارتياح لأنهم ما زالوا يعملون إلى الشعور بالخوف من أن رؤسائهم يريدون منهم بشكل غير مباشر أن يغادروا، في وقت لم يعد سوق عمل فيه قويًا كما كان عليه قبل عام، مما يجعل الكثيرين يعتقدون أن الخيار الأفضل هو البقاء في مكانهم والبحث عن التكييف مع الوضع الجديد.
شركة أديداس، أدوبي, آي بي إم وشركات أخرى، أعادت تعيين الموظفين كجزء من إعادة هيكلة الشركة.
تضاعفت قرارت إعادة التعيين، أو مصطلحات مماثلة، خلال مكالمات أرباح الشركة أكثر من ثلاثة أضعاف بين أغسطس الماضي وهذا الشهر، وفقًا لبيانات من AlphaSense، وهي منصة للأبحاث المالية.
ديناميكية الشركات
قال آندي تشالنجر، نائب الرئيس الأول في شركة تشالنجر جراي آند كريسماس: “إن إعادة التعيين هي بالتأكيد جزء كبير من الديناميكية في الوقت الحالي”.
بالنسبة للشركات التي أنفقت عدة سنوات -وأموالاً كبيرة- لتوظيف أفضل المواهب، فإن إعادة تعيين الموظفين في أدوار جديدة يمكن أن يكون وسيلة لشغل الوظائف الحيوية للخطط المستقبلية مع خفض التكاليف المرتبطة بالاستراتيجيات القديمة، كما يقول المسؤولون التنفيذيون في الموارد البشرية.
يمكن أن تكون أيضًا لعبة انتظار. يقول المدريون التنفيذيون إنه لو كان دفع مكافآت نهاية الخدمة أو أشهر من إعانات البطالة مكلفًا، فإن هذا القرار يجعل الموظفين يقررون المغادرة بأنفسهم إذا شعروا بأنهم عالقون في وظيفة لا يريدونها.
وقال تشالنجر إن الشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها أعلنت عن تخفيضات في الوظائف بنسبة 42% في يوليو مقارنة بشهر يونيو. وكانت تخفيضات الوظائف في شهر يوليو أيضًا أقل بنسبة 8% عن نفس الفترة من العام السابق، وهي المرة الأولى هذا العام التي تكون فيها تخفيضات الوظائف الشهرية أقل مما كانت عليه في عام 2022.
في المنتديات عبر الإنترنت، قال العديد من الموظفين إنهم قلقون بشأن ما إذا كانت إعادة تعيينهم تعني أنه سيتم طردهم في نهاية المطاف من الباب. لقد تساءلوا أيضًا عن كيفية الخروج من العمل الجديد والعودة إلى المنصب الذي يريدونه بالفعل.
قالت روبرتا ماتوسون، المدربة التنفيذية ومستشارة للشركات، إن عملية إعادة التنظيم يمكن أن تخلق قلقًا للعاملين، لكنها في بعض الأحيان تكون خطوة حقيقية من جانب الشركة لتجنب السماح للموظفين بالرحيل.
وأضافت: “إنهم يشيرون إليك بشكل أساسي”، وقالت على لسان الشركات: “هذه هي الطريقة الوحيدة بالنسبة لي لإبقائك في وظيفة معنا، لذلك نحتاج إلى إعادة تعيينك، ولو كنت مكانك، كنت سأتولى المهمة”.
وفي أحيان أخرى، يتم دفع العمال عمدًا إلى وظائف من المؤكد أنهم سيكونون غير مرتاحين فيها، مما يدفعهم إلى الاستقالة.