أزمة المناخ ترفع أسعار الحمضيات والسكر لمستويات قياسية
ارتفعت أسعار مجموعة من السلع الزراعية في الأشهر الأخيرة، مدفوعة بالأضرار المرتبطة بالطقس وتزايد المخاطر المناخية في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى نقص الإمدادات.
مؤخرًا، أعلنت الصين والهند وفيتنام وباكستان تضررها من أزمة المناخ، وتأثر محاصيل الأرز خصوصًا بالتغييرات المناخية.
في هذا السياق، يقول الدكتور محمود حسنين، الأستاذ المساعد بمعهد أمراض النبات في مركز البحوث الزراعية المصري، إن التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير على الزراعات بأنواعها المختلفة، من خلال التأثير على: إنتاجية النبات، نوعية الأمراض والفطريات التي تصيبه، وتغير خصائص التربة، وتحريك مواعيد الزراعة والحصاد.
وأضاف حسنين، في تصريح خاص لـ”أخبار الآن”، أن أمراض النبات حدث بها اختلال، نتيجة تغير خصائص الفطريات بسبب تغير درجات الحرارة، فبعض الفطريات نشطت وبعضها خمل، مما يستوجب التدخل برشم كيماويات معينة لتكييف الظروف للوضع الجديد.
وأوضح الأستاذ بمعهد أمراض النبات أن بعض خصائص التربة وإنتاجية النبات تتغير بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما أن مواسم الزراعة تتحرك أسبوع أو اثنين أو أكثر لتتكيف مع الموجات الحارة.
وأشار حسنين إلى أنه لا يمكن تجاهل التغيرات المناخية على الزراعة، لكنه أكد أن الحل يكون في التحرك السريع للتكيف معها، رافضًا فكرة أن تتبادل دول العالم الزراعات، بأن تزرع دولة ما القمح بدلاً من الأرز، أو العكس نتيجة التغيرات المناخية، موضحًا أن هناك سلع اقتصادية لن تتخلى عنها دول العالم، وحتى لو تغيرت الظروف المناخية، فإنها ستقوم بالبحث عن طرق لمنع التصدير أو استخدام البحوث الزراعية للحفاظ على إنتاجها، حفاظًا على أمنها الغذائي.
ارتفاع الأسعار
بلغت العقود الآجلة لعصير البرتقال والماشية الحية والسكر الخام والكاكاو أعلى مستوياتها خلال العام هذا الشهر. وقال بول كاروسو، مدير استثمارات السلع الأساسية في أنكورا، إن أسعار أسواق صاعدة مدفوعة بالعرض في الوقت الحالي”.
ارتفع عصير البرتقال بسبب نقص إمدادات الحمضيات العالمية والأعاصير التي ضربت ولاية فلوريدا الأمريكية في الخريف الماضي، المنتج الرئيسي لعصير البرتقال للولايات المتحدة، كما خفض كبار المصدرين، بما في ذلك البرازيل والمكسيك، إنتاجهم التقديري من محاصيل البرتقال لهذا العام بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تصعب حصاد البرتقال.
وصل سوق العقود الآجلة للعصير إلى مستوى قياسي بلغ 3.50 دولارًا للرطل هذا الشهر. وبالمثل، سجلت العقود الآجلة للماشية الحية رقمًا قياسيًا، حيث وصلت إلى 1.9205 دولارًا للرطل الواحد.
ارتفاع أسعار الحلوى
لم تكن وجبة الإفطار أو الغداء فقط هي التي أصبحت أكثر تكلفة، بل أصبحت الحلوى أيضًا أكثر تكلفة.
ارتفعت أسعار السكر الخام والكاكاو في الأشهر الأخيرة. وصلت العقود الآجلة للسكر إلى 27.62 سنتا للرطل الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى منذ عام 2012، في حين ارتفعت العقود الآجلة للكاكاو إلى 3763 دولارًا للطن المتري هذا الشهر، وهو أيضًا أعلى مستوى منذ أكثر من عقد من الزمن.
ارتفعت أسعار السكر في وقت سابق من هذا العام مع ارتفاع الطلب جنبًا إلى جنب مع قلة المحاصيل من الدول المنتجة الرئيسية، مثل الهند وتايلاند، نتيجة للأحوال الجوية القاسية. فالهند، على سبيل المثال، هي ثاني أكبر منتج للسكر في العالم بعد البرازيل.
وقال داروي كونغ، رئيس السلع والموارد الطبيعية في DWS: ”السلع الناعمة على وجه الخصوص هشة للغاية وحساسة للغاية لتغير الطقس”، الأمر الذي يمكن أن يعطل الإنتاج.
وأضاف: ″لهذا السبب نرى الأسعار ترتفع، ولا يوجد حل على المدى القصير لأنه لا يوجد سوى عدد قليل من الناس يمكنهم الإنتاج. وهذا ليس حساسًا للطلب بقدر ما هو حساس لجانب الإنتاج”.
ونظرًا لعدم تضمين الغذاء والطاقة في حسابات التضخم الأساسي، أضاف كونغ أن المستهلكين قد يواجهون أسعارًا يومية أعلى مما يأخذه صناع السياسات في البنوك المركزية في الاعتبار. وقال إن ذلك يمكن أن يخلق “تشعبًا” في وجهات النظر حول التضخم وهو ما يكون أكثر صرامة على المستهلكين، على الأقل على المدى القصير.
يتحمل المتسوقون العبء الأكبر من ارتفاع الأسعار حيث تحاول أكبر شركات الأغذية في العالم تجاوز تكاليف المدخلات المتزايدة.
الذرة والقمح
من المؤكد أن أسعار السلع الزراعية الأخرى، مثل الذرة والقمح، انخفضت عن أعلى مستوياتها في وقت سابق من هذا العام، الأمر الذي أدى إلى تحسين التوقعات بالنسبة للمستهلكين.
انخفضت العقود الآجلة لفول الصويا إلى أدنى مستوى لها منذ شهر الأسبوع الماضي، وسجلت الذرة والقمح أعلى مستوياتها منذ بداية العام في يناير وفبراير، ثم انخفضت منذ ذلك الحين.