حرب غزة تضرب الاقتصاد الإسرائيلي
مع توقع الاقتصاديين انكماشا حادا وعجزا حكوميا كبيرا في إسرائيل مع تصاعد المخاوف من صراع ممتد، صحيفة الفاينانشال تايمز تناولت الموضوع تحت عنوان “الحرب مع حماس تضرب الاقتصاد الإسرائيلي”.
‘There is no work’: war with Hamas hits Israel’s economy https://t.co/NSLZaHOMFq
— FT World News (@ftworldnews) October 23, 2023
وبينما تعاني البلاد من أعنف هجوم على أراضيها في 7 أكتوبر، انهارت تجارة الشركات، وتوضح الصحيفة أن الحرب ضربت إسرائيل الدولة التي ازدهر اقتصادها، على الرغم من صراعها المستمر منذ عقود مع الفلسطينيين، في حين تعاني الضفة الغربية وقطاع غزة منذ فترة طويلة من الفقر والبطالة.
وأجبرت الصدمة الأولية الناجمة عن هجوم حماس في 7 أكتوبر المتاجر والمطاعم الإسرائيلية على إغلاق أبوابها، وإلغاء مئات الرحلات الجوية، وأدت التعبئة القياسية لجنود الاحتياط العسكريين حيث تم استدعاء حوالي 360 ألف جندي إلى ترك الشركات التي لا تزال مفتوحة تعاني من نقص الموظفين.
مدن أشباح
وأدى إطلاق الصواريخ من قبل حماس في غزة، وتزايد التوترات مع حزب الله المدعوم من إيران في لبنان إلى إخلاء مناطق واسعة على حدود إسرائيل الشمالية والجنوبية، ففي مناطق جنوب إسرائيل المحيطة بقطاع غزة، والتي تحملت العبء الأكبر من هجوم حماس، فإن علامات الألم الاقتصادي واضحة في كل مكان، فقبل الحرب، كانت بلدة سديروت يقطنها 30 ألف مستوطن، لكن تحولت الآن لمدينة أشباح، حيث تم إجلاء أكثر من 90% من سكانها، وأغلقت المتاجر أبوابها.
تأثيرات الحرب على الأسواق والقطاع المالي
وامتدت آثار الحرب والتوترات الإقليمية إلى الأسواق الإسرائيلية، حيث انخفض مؤشر الأسهم القيادية TA-35 بنسبة 9%، وانخفض سعر الشيكل إلى أقل من 4 شيكلات مقابل الدولار، كما ارتفعت أسعار التأمين على ديون الحكومة الإسرائيلية إلى عنان السماء، مع توقع المستثمرين أن الصراع طويل الأمد ستكون له تكاليف اقتصادية كبيرة.
رسم بياني يوضح خسارة الشيكل أكثر من 5% من قيمته منذ بداية الحرب (FT)
وقال جاي بيت أور، كبير الاقتصاديين في شركة بساجوت للاستثمار، إن التداعيات يمكن أن تكون أسوأ من المواجهة التي استمرت شهرًا بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، وهي واحدة من أكبر حروبها الأخيرة وانخفض الناتج المحلي خلالها بنسبة تصل إلى 2 أو 3% خلال الربعين الثالث والرابع من هذا العام.
وقال أور لفاينانشال تايمز، إن إسرائيل أمام عملية طويلة ستتسبب في خسائر فادحة للاقتصاد الإسرائيلي، حيث يقوم الناس بإلغاء العطلات والحفلات والمناسبات، وأصبح الكبار والصغار حبيسي المنازل، لذلك لا يستطيع الكثير منهم العمل، كما تحولت المدارس في جميع أنحاء إسرائيل إلى التعلم عن بعد.
تأثيرات الحرب على قطاع السياحة
وعانت السياحة أيضًا خاصة مع تزامن الحرب مع بدء موسم الذروة التقليدي في أكتوبر وديسمبر في البلاد، وقالت جانيت بيليج، رئيسة جمعية المرشدين السياحيين الإسرائيليين، إنه تم إلغاء بعض الرحلات لمدة تصل إلى عامين من الآن، وسط مخاوف من أن يؤدي الهجوم البري لغزة إلى اندلاع صراع إقليمي.
وذكرت بيلج للصحيفة إن إلغاءات الرحلات تلقتها الشركات بشكل يومي، مضيفة أن انهيار الأعمال يذكر بما حدث خلال الوباء، وتضيف أن القطاع تعافى لتوه من آثار كورونا لكنه الآن يعود لنفس النقطة مرة أخرى.
رسم بياني يوضح تعافي قطاع السياحة بعد جائحة كورونا (FT)
تأثيرات الحرب على قطاع الخدمات العامة
كما عانى قطاع الخدمات من ضغوط حادة، فقبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، كانت المطاعم الـ14 التابعة لجيريمي ويلفيلد في جميع أنحاء البلاد تجتذب آلاف العملاء يوميا، لكن في الأسبوعين التاليين لاندلاع الصراع، توقفت أعمال ويلفيلد وتم إغلاق 12 مطعمًا من أصل 14 مطعمًا، وفي أحد المطعمين اللذين ظلا مفتوحين، دخل خمسة أشخاص فقط خلال ساعة الغداء يوم الخميس.
وتقول لفاينانشال تايمز نينا مزراحي وهي سائقة تاكسي من شمال إسرائيل، إنها كانت تقوم بما بين 20 إلى 40 رحلة يوميًا، لكن في الأسبوع الماضي، بلغ متوسط رحلاتها لواحدة يوميا.
عجز الموازنة
وتشير الصحيفة إلى أنه مع تزايد وضوح حجم التأثير المحتمل، تزايدت الطلبات على المساعدة الحكومية، وأعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريش نهاية الأسبوع الماضي عن خطة لمساعدة الشركات التي تضررت إيراداتها لتغطية تكاليفها الثابتة، بالإضافة إلى المساعدة المالية للعمال غير القادرين على الوصول إلى العمل، كما تدخل البنك المركزي أيضا، وأعلن الأسبوع الماضي أنه سيبيع ما يصل إلى 30 مليار دولار من احتياطيات الدولار لدعم الشيكل.
وقال سموتريش إنه نتيجة لخطط المساعدة، قد يرتفع العجز الحكومي إلى 3.5% هذا العام، أي أكثر من نسبة 1.1% التي كانت تستهدفها الحكومة في السابق، ويتوقع الاقتصاديون أن تحقق إسرائيل عجزا أكبر بكثير في العام المقبل.