“بينانس” تضحي بمؤسسها و 4 مليارات دولار
توصلت أكبر بورصة للعملات الرقمية في العالم “بينانس” إلى تسوية مع الحكومة الأمريكية تتضمن تنحي مؤسس “بينانس” تشانجبينج تشاو (المعروف اختصاراً بـ “سي زي”) التنحي عن منصبه ودفع غرامات يبلغ مجموعها 4.3 مليار دولار.
ووفق صحيفة “وول ستريت جورنال” ووكالة “أسوشيتد برس” يعتزم تشانجبينج تشاو ترك منصبه كرئيس تنفيذي، والإقرار بالذنب في انتهاكات بشأن مكافحة غسل الأموال كجزء من تسوية بمليارات الدولارات مع المنظمين الأمريكيين.
وقالت المصادر، إنه من المقرر أن يَمثُل “تشاو” أمام المحكمة الفيدرالية في سياتل، فضلًا عن موافقة “بينانس” على دفع غرامات يبلغ مجموعها 4.3 مليار دولار، لتسوية الادعاءات المدنية التي قدمها المنظمون.
وذكرت تقارير في وقت سابق، أن مساعي وزارة العدل الأمريكية هي الحصول على ما بين 4 و5 مليارات دولار من “بينانس”، لتسوية تحقيق استمر لسنوات في أعمال أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم.
يأتي ذلك بعد أشهر من اتهام الشركة بالعمل كبورصة غير مسجلة للأوراق المالية وانتهاك عدد كبير من قوانين الأوراق المالية الأمريكية في دعوى قضائية رفعتها الجهات التنظيمية، وكانت التهم مماثلة للممارسات التي تم الكشف عنها بعد انهيار ثاني أكبر بورصة للعملات المشفرة، “إف تي إكس” FTX، العام الماضي.
و”بينانس” هي شركة ذات مسؤولية محدودة في جزر كايمان أسسها الرئيس التنفيذي المعروف باسم “سي زي”.
كما واجه “سي زي” أيضا مزاعم بتحويل أموال العملاء، وإخفاء حقيقة أن الشركة كانت تخلط أصول المستثمرين بمليارات الدولارات وترسلها إلى طرف ثالث يملكه “سي زي” أيضاً.
في الوقت الذي رفعت فيه هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية دعوى قضائية ضد الشركة، قالت “بينانس” إنها كانت تتعاون مع التحقيق لكنها قالت إن الوكالة “اختارت التصرف من جانب واحد والتقاضي”.
وشابت صناعة العملات الرقمية الفضائح وانهيارات السوق. وأُدين سام بانكمان فريد، مؤسس شركة وساطة العملات المشفرة الفاشلة البالغ من العمر 31 عاما، في وقت سابق من هذا الشهر بالاحتيال لسرقة ما لا يقل عن 10 مليارات دولار من العملاء والمستثمرين.
الاتهامات الموجهة إلى “بينانس” وتشاو
كُشف عن القضية الحكومية ضد “بينانس” في المحكمة الفيدرالية بولاية واشنطن، حيث كان تشاو يستعد لتقديم التماسه، ووُجهت للشركة ثلاث تهم، بما في ذلك انتهاكات غسل الأموال، والتآمر لإجراء أعمال تحويل أموال غير مرخصة، وانتهاك العقوبات.
انخفضت “BNB”، العملة الرقمية المرتبطة بنظام “بينانس”، حوالي 5% بعد تداول الأنباء. بعد أن كانت قد وصلت لأعلى مستوى له منذ خمسة أشهر في وقت سابق من اليوم بعد ورود أنباء عن أن وزارة العدل ستؤكد قريباً إجراء تسوية مع البورصة.
ينص الإيداع على أن شركة “بينانس” وتشاو مشتركان في”جهد متعمد ومحسوب” للاستفادة من السوق الأمريكية، في الفترة من أغسطس 2017 حتى أكتوبر 2022 تقريباً، دون تنفيذ الضوابط التي يقتضيها القانون.
يُنتظر أن يعقد المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند، ووزيرة الخزانة جانيت يلين، مؤتمراً صحفياً للإعلان عن المزيد من التفاصيل حول التسوية.
سقوط “بينانس”
يمثل القرار ضد أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم ورئيسها واحدة من أكبر العقوبات المفروضة داخل صناعة العملات الرقمية، والتي تواجه تدقيقاً شديداً من وزارة العدل والوكالات الحكومية الأخرى والمشرعين.
وظهرت منصة “بينانس” في ساحة العملات الرقمية عام 2017، وتفوقت سريعاً على منافسين أكبر، وصعدت حصتها السوقية إلى أكثر من 60% حول العالم بعد انهيار “إف تي إكس” في نوفمبر 2022. وهوت حصتها السوقية المجمعة للعملات الرقمية الفورية والمشتقات إلى أقل من 44% هذا الشهر، بحسب بيانات أبحاث “سي سي داتا” (CCData).