بعد ارتفاع قيمته.. هل الوقت الحالي مناسبًا للاستثمار في الذهب؟

يُنظر إلى الذهب على أنه أحد الأصول الآمنة في أوقات عدم اليقين

ارتفعت أسعار الذهب عالميًا، للأسبوع الثاني على التوالي، لأعلى سعر لها منذ ستة أشهر.

ويتوقع بعض الاقتصاديون أن يرتفع المعدن الثمين أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2074.88 دولارًا والذي وصل إليه في أغسطس 2020.

كتب مارك نيوتن، رئيس الإستراتيجية الفنية في Fundstrat، في مذكرة حديثة للعملاء: “يظهر الذهب دليلاً إضافيًا على أن يسير لأعلى مستوياته الجديدة على الإطلاق”.

وقال نيوتن: “أتوقع أن يصل الذهب لـ2500 دولار للأونصة، وأنصح بشراء المعادن الثمينة نظرًا لانخفاض أسعار الفائدة الحقيقية، وارتفاع الدورات والصراع الجيوسياسي المستمر”.

وقالت ميشيل شنايدر، الشريكة ومديرة التعليم التجاري والأبحاث في MarketGauge.com، إنها تعتقد أن الذهب قد يصل إلى 3000 دولار، مشيرة إلى أن الذهب صمد “في مواجهة الدولار المستقر ومعدلات الفائدة الأعلى”.

سوق الذهب

يُنظر إلى الذهب على أنه أحد الأصول الآمنة في أوقات عدم اليقين، ويأتي ارتفاع سعره وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بين حماس وإسرائيل.

كما أن توقع نهاية دورة التشديد التي يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي يجذب المشترين أيضًا، وقد أدت تكهنات السوق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة إلى انخفاض أسعار سندات الخزانة طويلة الأجل.

إن انخفاض عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين من السندات.

وكانت البنوك المركزية من بين أكبر مشتري الذهب في العامين الماضيين، وارتفعت احتياطيات الذهب الرسمية العالمية بنسبة 120٪ على أساس ربع سنوي، وفقًا لمجلس الذهب العالمي التابع لمجموعة الصناعة.

وتعد الصين أكبر مشتر، تليها بولندا وسنغافورة.

أزمة الصين والهند

في حين أن الإشارات التي تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الغربية الأخرى قد انتهت من زيادة أسعار الفائدة تعد إيجابية للمعدن الثمين، إلا أنها ليست العامل الوحيد.

تشكل الصين والهند أكثر من 50% من سوق الذهب الفعلي، مما يمنح الدولتين الآسيويتين الثقيلتين تأثيرًا كبيرًا على مسار الأسعار المحتمل.

وبقيمة العملة المحلية، يقترب الذهب من مستويات قياسية في كل من الصين والهند، وهناك دلائل على أن هذا قد يبدأ في التأثير على تجارة التجزئة في كلا البلدين.

بالروبية الهندية، وصل الذهب إلى 168,145 روبية للأوقية يوم الاثنين، بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 169,401 روبية منذ 4 مايو.

في حين أن الطلب على الذهب في الهند كان قوياً حتى الآن في عام 2023، يبدو أن ذلك قد يتراجع الآن.

تضاعفت التخفيضات التي يقدمها التجار على الأسعار المحلية الرسمية، بما في ذلك 15% رسوم استيراد و3% رسوم مبيعات، إلى 6 دولارات للأوقية الأسبوع الماضي وسط تقارير عن الطلب الضعيف لموسم الزفاف القادم.

هذا يحدث بالمثل في الصين، حيث انخفضت العلاوة على الأسعار الفورية إلى 20 إلى 40 دولارًا للأوقية الأسبوع الماضي من 43 دولارًا إلى 58 دولارًا سابقًا.

والمؤشر الآخر للطلب الصيني هو وارداتها من هونج كونج، والتي انخفضت للشهر الثاني على التوالي في أكتوبر.

وأظهرت بيانات من إدارة التعداد والإحصاء في هونج كونج أن صافي واردات الصين من هونج كونج انخفض بنسبة 23% إلى 26.793 طن متري في أكتوبر، مقارنة بـ 34.757 طن في سبتمبر.

يعد ارتفاع الأسعار واستمرار عدم اليقين الاقتصادي في أكبر مستهلك للذهب في العالم من الأسباب الأكثر ترجيحًا لضعف الطلب على الواردات.

وصل الذهب الفوري بالعملة الصينية إلى 14433 يوانًا للأوقية يوم الاثنين، ليقترب من أعلى مستوى قياسي عند 14701 يوان اعتبارًا من 27 أكتوبر، والسعر الآن أعلى بنسبة 15.7٪ من أدنى مستوى لعام 2023 البالغ 12479 يوانًا، والذي سجله في منتصف فبراير.

قد يؤدي ارتفاع سعر الذهب للمستهلكين في الصين إلى تقليص الطلب بشكل أكبر في الربع الرابع، بعد أن أعلن مجلس الذهب العالمي عن انخفاض في الربع الثالث.

وقال المجلس في أحدث تقرير له عن اتجاهات الطلب على الذهب إن الطلب على المجوهرات في الصين بلغ 153.7 طن متري في الربع الثالث، بانخفاض 6٪ عن 163.2 طنًا متريًا في نفس الربع من العام الماضي.

وينطبق الشيء نفسه على الهند، التي شهدت أيضًا طلبًا معقولًا على المجوهرات في الربع الثالث، حيث أبلغ المجلس عن زيادة بنسبة 7٪ إلى 155.7 طنًا متريًا من 146.2 طنًا متريًا في نفس الفترة من عام 2022.

الاستثمار في الذهب

يرى خبير أسواق الذهب، أمير رزق، إن أسواق الذهب العالمية شهدت تحركًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن قيمة الدولار كان من العوامل التي أثرت على أسعار الذهب على المستوى المحلي والدولي.

وأوضح رزق أنه يتم الآن التوجه لشراء السبائك الذهبية، وفي المقابل تتراجع عمليات بيع وشراء المشغولات الذهبية.

ونصح رزق بعدم شراء المشغولات الذهبية هذه الفترة، معتبرًا أن شراء السبائك الذهبية مناسبًا لهذه الفترة، وشدد على ضرورة عدم البيع الآن حتى تستقر أسعار الذهب.