كيف يؤثر التغير المناخي على الطاقة المتجددة؟
- توفر الموارد المتجددة 15% من الطاقة الأولية العالمية
يؤثر التغير المناخي على جميع القطاعات المهمة في الاقتصاد العالمي، بداية من الزراعة حتى الصناعة وقطاع الاتصالات.
يطالب نشطاء المناخ بتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وزيادة استخدام الطاقة المتجددة لتقليل انبعاثات الكربون لتخفيف آثار أزمة المناخ.
لكن حتى مصادر الطاقة المتجددة يؤثر عليها التغير المناخي بشكل متفاوت، فهل يعوق ذلك التحول العالمي إليها؟.
استخدام الطاقة المتجددة
أصبحت موارد الطاقة المتجددة أكثر أهمية في إجمالي إمدادات الطاقة الأولية، فحاليًا، توفر الموارد المتجددة 15% من الطاقة الأولية العالمية، معظمها في شكل طاقة حيوية (10%) وطاقة كهرومائية (3%)، والباقي في مصادر الطاقة المتجددة الأخرى (2%) مثل الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح.
تشير سيناريوهات توقعات الطاقة العالمية ونماذج التقييم المتكاملة إلى أنه بحلول عام 2040، قد توفر مصادر الطاقة المتجددة ما بين 20 إلى 30% من الطاقة الأولية في العالم، وتشير الدراسات إلى أنه من الممكن نظريًا التحرك نحو نظام طاقة متجدد بالكامل بحلول عام 2050.
نظرًا لأن العمليات المناخية تغذي معظم موارد الطاقة المتجددة، فقد تم تحديد تأثير تغير المناخ على إمدادات الطاقة المتجددة كمجال رئيسي لمزيد من الدراسات، ومع ذلك، فقد ركزت العديد من الدراسات حتى الآن إما على منطقة معينة أو على تكنولوجيا معينة.
تأثير أنماط الطقس المتقبلة
لا يعني تغير المناخ طقساً أكثر دفئاً فحسب، بل يعني أيضاً أنماط طقس أكثر تقلباً.
أجابت دراسة نشرت في يناير 2021 في مجلة Nature Climate Change عن كيفية تأثير هذا الطقس على ثماني تقنيات رئيسية متجددة .
وجدت الدراسة أن المخاطر التي تتعرض لها مصادر الطاقة المتجددة متواضعة نسبيا، ومع ذلك، يمكن أن تنخفض الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح في بعض المناطق وتزيد في مناطق أخرى، في حين أن إمكانات الطاقة الشمسية يمكن أن تنخفض.
وقامت الدراسة بتقييم تأثير سيناريوهين مختلفين لظاهرة الاحتباس الحراري على الخلايا الكهروضوئية الشمسية، والطاقة الشمسية المركزة، وطاقة الرياح البحرية، والطاقة الحيوية، والطاقة الكهرومائية.
تم استخدام النماذج المناخية العامة لرسم خرائط للمعلمات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر على مصادر الطاقة المتجددة، على سبيل المثال، كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلى الأرض، ودرجة الحرارة، وسرعة الرياح، وتدفقات المياه الجوفية.
وجدت الدراسة أنه في السيناريو الأول، حيث تبدأ الانبعاثات في الانخفاض في عام 2020 وتصل إلى صافي الصفر بحلول عام 2100 ، كان التأثير على مصادر الطاقة المتجددة غير مؤكد، “مع عدم وجود إشارة واضحة في أي من الاتجاهين”.
وفي السيناريو الثاني، حيث كان الاحترار أكثر وضوحا، كان هناك تأثير أكبر على مصادر الطاقة المتجددة، مع زيادة بعض المصادر وتناقص إمكانات البعض الآخر.
وجدت عمليات المحاكاة أنه في جميع أنحاء العالم، زادت إمكانات الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الكهروضوئية على الأسطح السكنية بنسبة 2 في المائة، وزادت إمكانات الطاقة الكهرومائية بنسبة 6 في المائة.
وارتفعت إمكانات الطاقة الحيوية في جميع أنحاء العالم بنسبة 32 في المائة، في حين انخفضت إمكانات الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح على نطاق المرافق.
حتى هذه النتائج كانت متحفظة لأن الدراسة لا تأخذ في الاعتبار الظواهر الجوية المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ.
وقالت الدراسة إن “الفترات الطويلة من هدوء الرياح أو الجفاف، أو انخفاض القدرة على التنبؤ بأنماط الطقس، يمكن أن تكون مزعجة لأنظمة الطاقة التي تتمتع بحصة عالية من مصادر الطاقة المتجددة في المستقبل”، وأضافت “قد تحدث هذه الفترات بشكل متكرر أو مكثف في ظل تغير المناخ”.