خسائر الممتلكات بسبب أزمة المناخ ستصل لأكثر من 60% بحلول 2040
حذر رئيس أحد أكبر وسطاء قطاع التأمين في العالم، من أن تغير المناخ يزعزع استقرار صناعة التأمين، ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار ويدفع شركات التأمين إلى الخروج من الأسواق عالية المخاطر.
أخبر رئيس Aon PLC، إريك أندرسن، في مارس الماضي، لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي أن تغير المناخ يدفع لحالة من عدم اليقين في صناعة مبنية على التنبؤ بالمخاطر وقد خلق “أزمة ثقة حول القدرة على التنبؤ بالخسارة”.
وقال أندرسن للجنة الميزانية بمجلس الشيوخ إن شركات إعادة التأمين، التي تساعد شركات التأمين على دفع الخسائر الكارثية، “انسحبت من المناطق عالية المخاطر، حول حرائق الغابات والفيضانات على وجه الخصوص”.
تأثير المناخ
تأثيرات تغير المناخ تحيط بنا في كل مكان، من ارتفاع مستوى سطح البحر، وموجات الحرارة الشديدة، والجفاف، إلى الأمطار الغزيرة، والعواصف الأكثر قوة.
هذه الآثار تجعل الكوارث الطبيعية أكثر حدة وأكثر تواترا.
في الولايات المتحدة كمثال، بلغت الخسائر الناجمة عن كوارث الجفاف وحرائق الغابات في الجنوب الغربي، والعواصف الشديدة في الغرب الأوسط، معدلات مرتفعة من الأضرار، وبلغت التكلفة التراكمية للكوارث على مدى السنوات الخمس الماضية 788.4 مليار دولار.
مع تزايد تكرار الكوارث الطبيعية وزيادة تكلفتها، تواجه شركات التأمين تحديات كبيرة.
لماذا ارتفعت تكاليف الكوارث؟
لقد أصبحت الكوارث الطبيعية أكثر تكلفة، ليس فقط لأن تغير المناخ يزيد من حدتها، ولكن أيضا بسبب العوامل البشرية، التي من بينها أن المزيد من الناس ينتقلون إلى مناطق ذات مخاطر أعلى للتأثيرات المناخية بسبب رخص المنازل.
التحدي الآخر هو أن تغير المناخ يعمل على توسيع المناطق المعرضة لخطر الكوارث المختلفة. على سبيل المثال، تتزايد مخاطر الفيضانات حتى في المناطق التي لا تقع على الساحل أو في السهول الفيضية.
مشاكل التأمين ضد الكوارث
نتيجة للزيادة في عدد وشدة الكوارث الطبيعية، يتعين على شركات التأمين أن تدفع المزيد من المطالبات.
كان إعصار ساندي أعنف عاصفة رياح تضرب شمال شرق الولايات المتحدة منذ أربعة عقود، حيث بلغت خسائره المؤمن عليها ما يقرب من 26 مليار دولار، وقد أدت حرائق الغابات في كاليفورنيا في عامي 2017 و2018 إلى قيام شركات التأمين بدفع 29 مليار دولار من المطالبات بينما لم تجمع سوى 15.6 مليار دولار من أقساط التأمين.
يتراوح إجمالي الخسائر المؤمن عليها من إعصار إيان من 53 إلى 74 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل الخسائر الناجمة عن الفيضانات إلى 10 مليارات دولار أخرى.
بسبب إنفاقها على الأعاصير السابقة غادرت العديد من شركات التأمين الكبرى السوق على مدار العشرين عامًا الماضية، وتعسرت العديد من الشركات، وخضعت عشرات منها للمراقبة من قبل الجهات التنظيمية لأن مواردها المالية هشة.
رفع معدلات الأقساط
عندما لا تتمكن شركات التأمين من دفع فواتيرها، فإنها تعتمد على إعادة التأمين الخاصة بها، وهو تأمين لشركات التأمين للتعامل مع المطالبات المرتفعة للغاية. لكن سوق إعادة التأمين ذو طابع عالمي، لذا إذا وقعت كارثة طبيعية في جانب من العالم، فإن تكاليف بوليصة التأمين الخاصة بمالك المنزل في الجانب الآخر قد ترتفع مع قيام شركة إعادة التأمين نفسها برفع أقساط التأمين.
يمكن أن تزيد خسائر الممتلكات الناجمة عن الكوارث الطبيعية بسبب تغير المناخ بأكثر من 60 في المائة بحلول عام 2040 وفقا لشركة سويس ري، أكبر شركة إعادة تأمين في العالم.
نتيجة لذلك، من المتوقع أن تزيد أقساط التأمين على أصحاب المنازل بنسبة 5.3 في المائة سنويًا، وقد ارتفعت أقساط التأمين بالفعل بنسبة 12.1% في جميع أنحاء الولايات المتحدة من عام 2021 إلى عام 2022.
وبسبب نظام تصنيف المخاطر الجديد، من المتوقع أن يواجه 77 بالمائة من حاملي وثائق التأمين الحاليين زيادة في معدل الأقساط.
ارتفعت بعض أقساط التأمين على العقارات الساحلية بالفعل إلى 4000 دولار – 5000 دولار من 700 دولار أو 800 دولار.