شهدت إسبانيا موجة من عمليات سرقة زيت الزيتون
في سبتمبر/أيلول، وصلت أسعار زيت الزيتون إلى أعلى مستوى لها منذ بدء تسجيل الأسعار، حيث ارتفعت بنسبة 117% على أساس سنوي وفقًا لصندوق النقد الدولي.
سعر زيت الزيتون يساوي سبعة عشر ضعف قيمة نفس الوزن من الزيتون الخام؛ وهو الآن يساوي سبعة أضعاف ثمنه في عام 2019.
لماذا ارتفع السعر؟
لقد كان زيت الزيتون جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط منذ آلاف السنين، وبينما بدأ العالم يدرك الفوائد الصحية للنظام الغذائي في المنطقة، زادت الشهية لزيت الزيتون.
تعد إسبانيا أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم، حيث تمثل ما يقرب من نصف الإجمالي السنوي، تليها إيطاليا واليونان، ويوفر فصل الصيف والشتاء المعتدل في جنوب أوروبا مناخًا مثاليًا لأشجار الزيتون.
ارتفاع الطلب تزامن مع نقص العرض، حيث أدت موجات الحر الطويلة والجفاف والطقس القاسي إلى إعاقة الإنتاج.
موسم سيء
كان الموسم الماضي سيئًا بشكل خاص، فكان لدى إسبانيا ربيع حار.
في أبريل، كانت بعض المناطق أكثر دفئًا بمقدار 5 درجات مئوية عن المتوسط لذلك الشهر، مما يعني أن بساتين الزيتون لم تزدهر.
وفقاً لوزارة البيئة، عانى ثلث البلاد من “جفاف طويل الأمد” في يونيو/حزيران، مما أدى إلى إتلاف أشجار الزيتون القليلة التي كانت مزهرة.
وفي الوقت نفسه، في إيطاليا، حيث كانت درجات الحرارة شديدة الحرارة أيضًا، دمرت بكتيريا Xylella fastidiosa ، الأشجار.
ويعتقد أن المرض، الذي ينتشر عن طريق الحشرات، قد دخل عن طريق نبات زينة من كوستاريكا في عام 2008، ومنذ ذلك الحين قتل ما يقدر بنحو 21 مليون شجرة.
وقد وجدت الأبحاث أن الأحداث المناخية القاسية تجعل بساتين الزيتون أكثر عرضة لتفشي الأمراض.
نتيجة لهذا انخفض الإنتاج في الاتحاد الأوروبي بنحو 40% في العام الماضي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار.
عاملان آخران
هناك عاملان تسببا في ارتفاع أسعار زيت الزيتون، فقد أدى ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع تكلفة الأسمدة إلى تقليص هوامش أرباح المزارعين.
كما حظرت تركيا، وهي إحدى الدول القليلة التي تمتعت بمحصول جيد للزيتون، تصدير زيت الزيتون بكميات كبيرة في محاولة لخفض الأسعار المحلية، وقد أدى ذلك إلى إبقاء الأسعار مستقرة في تركيا، لكنه دفعها إلى الارتفاع في أماكن أخرى.
سرقة زيت الزيتون
شهدت إسبانيا موجة من عمليات سرقة زيت الزيتون، وفي أغسطس/آب، سرق لصوص ما قيمته 500 ألف دولار من أحد المستودعات في مقاطعة قرطبة.
وقامت سلطات البلاد بإزالة 11 علامة تجارية لزيت الزيتون من أرفف المتاجر الكبرى بعد أن تبين أنها منخفضة الجودة وغير صالحة للاستهلاك البشري.
ويبدو أن حصاد العام المقبل لن يكون أفضل من هذا العام، ففي سبتمبر/أيلول، دمر المطر أشجار الزيتون في بوليا الإيطالية.
كما أن هناك جفاف آخر يلوح في الأفق في إسبانيا، ومن المتوقع أن يكون الإنتاج في عام 2024 أقل بمقدار الثلث عن متوسط السنوات الأربع السابقة، وفقًا لوزارة الزراعة في البلاد.