محمد عبد الحليم
سجلت البلاد 6.39 ولادة لكل 1000 شخص
سجلت الصين انخفاضا قياسيا في معدل المواليد في عام 2023 مع انكماش عدد سكانها للعام الثاني على التوالي.
يمثل هذا الاتجاه أزمة تحدي ديموغرافي سيكون له آثار كبيرة على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
سجلت البلاد 6.39 ولادة لكل 1000 شخص، بانخفاض عن 6.77 في العام السابق، حسبما أعلن المكتب الوطني الصيني للإحصاء.
معدل المواليد هذا العام هو الأدنى منذ تأسيس الصين الشيوعية في عام 1949.
وقال المكتب إن نحو 9.02 مليون طفل ولدوا، مقارنة بـ 9.56 مليون طفل في عام 2022، وانخفض إجمالي عدد السكان في عام 2023 إلى 1.409 مليار، بانخفاض 2.08 مليون شخص عن العام السابق.
وقال لاري هو، كبير الاقتصاديين الصينيين في مجموعة ماكواري: “من المؤكد أن الانخفاض الحاد العام الماضي يجب أن يرجع جزئيًا إلى عمليات الإغلاق، ومن المرجح أن تنتعش الولادات الجديدة في عام 2024، على الرغم من أن الاتجاه الهبوطي الهيكلي لا يزال دون تغيير”.
تراجع اقتصادي
يأتي التحول الديموغرافي في البلاد في وقت يتباطأ فيه نموها، وأكد المكتب الوطني للإحصاء أن الاقتصاد الصيني نما بنسبة 5.2% العام الماضي، مقارنة بالهدف الحكومي البالغ حوالي 5%.
وفي حين يمثل هذا التوسع انتعاشًا كبيرًا مقارنة بعام 2022، عندما نما الاقتصاد الصيني بنسبة 3% فقط، فإنه لا يزال واحدًا من أسوأ الأداء الاقتصادي للبلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود.
تراجعت الأسهم الصينية بعد صدور بيانات الإحصاء، وانخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 4.1% بحلول منتصف بعد الظهر، متجهًا نحو أدنى مستوى إغلاق له منذ أكتوبر 2022، وانخفض مؤشر CSI300، الذي يتكون من 300 سهم رئيسي مدرج في شنغهاي وشنتشن، بنسبة 2.2%، شهد كلا المؤشرين عامًا كئيبًا في عام 2023، حيث انخفض كل منهما بأكثر من 10٪.
عانت الصين من سلسلة من المشاكل الاقتصادية، بما في ذلك هجرة المستثمرين والانكماش.
وسيجبر تقلص عدد السكان بكين الآن على إجراء بعض التغييرات الهيكلية في اقتصادها وإعادة تشكيل القطاعات بما في ذلك الرعاية الصحية والإسكان.
ويعتقد أن نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين سوف يتباطأ إلى 4.1٪ في عام 2024 بسبب العديد من الرياح المعاكسة الكبيرة للنمو، بما في ذلك الانكماش المستمر في قطاع العقارات والاستهلاك الضعيف.
وفي ديسمبر/كانون الأول، انخفضت أسعار المنازل الجديدة بأعلى مستوى في ما يقرب من تسع سنوات، وفقًا لحسابات رويترز بناءً على بيانات المكتب الوطني للإحصاء، وانخفض الاستثمار العقاري بنسبة 9.6٪ في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، مسجلاً العام الثاني على التوالي من الانخفاضات.
تحليل انخفاض المواليد
تأتي أحدث الأرقام بعد انخفاض عدد سكان الصين لأول مرة منذ عقود في عام 2022 فيما قال محللون إنه أول انخفاض في البلاد منذ مجاعة عام 1961 التي أثارها الزعيم السابق ماو تسي تونغ.
وفي العام الماضي، تفوقت الهند على الصين باعتبارها الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم.
ويأتي تباطؤ معدل المواليد على الرغم من سعي الحكومة لتشجيع المزيد من الأزواج على إنجاب الأطفال بعد عقود من سياسات الإنجاب التقييدية.
وقال يانزونغ هوانغ، زميل بارز في الصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية (CFR) في نيويورك: “هناك عدد أقل من الأشخاص الذين يتزوجون وعدد أقل من الأزواج الذين يرغبون في إنجاب الأطفال”.
ويتزامن انخفاض معدل المواليد مع تقلص قوة العمل والشيخوخة السكانية السريعة، وهو التحدي المزدوج الذي يواجه الحكومة الصينية في نضالها لتمويل الرعاية الصحية ومعاشات التقاعد للمواطنين المسنين، في حين تهدف إلى الحفاظ على النمو في اقتصاد يديره عدد أقل من الأشخاص في سن العمل.
وانخفض عدد السكان العاملين في الصين، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و59 عاما، بمقدار 10.75 مليون في العام الماضي، مما يزيد من الانكماش المستمر.
وفي الوقت نفسه، استمر عدد السكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا في التوسع، فأصبح أكثر من خمس السكان، أو ما يقرب من 297 مليون شخص، الآن في هذه الفئة العمرية.
كما ارتفع معدل الوفيات وعدد الوفيات في الصين في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، وفقا للبيانات الصادرة.
وأفادت السلطات أن معدل الوفيات بلغ 7.87 لكل ألف شخص و11.1 مليون حالة وفاة، في حين أنه كان في عام 2022، 10.41 مليون حالة وفاة بمعدل وفيات 7.37 لكل ألف.
إن الزيادة البالغة 690 ألف حالة وفاة في العام الماضي مقارنة بعام 2022 هي “جديرة بالملاحظة” عند مقارنتها بالزيادات الإضافية الأصغر خلال سنوات ما قبل الوباء، وفقًا لهوانغ.