تقطعت السبل بأكثر من 12 ناقلة محملة بخام سوكول الروسي
أصبح النفط الروسي “ترندًا” هذا الشهر، ليس بسبب سعره، ولا كثرة الطلب عليه، ولكن بسبب الأزمات التي يواجهها هذه الأيام.
يواجه النفط الروسي أزمتين رئيسيتين: استهدافه من قبل القوات الأوكرانية، ووجود عقبات في تصريفه للعملاء الذين تعاملوا مع روسيا بعد توقيع العقوبات الدولية في أعقاب غزو أوكرانيا.
تفجير المصافي
منذ بداية عام 2024 أصبح النفط الروسي ضيفًا دائمًا على الصفحات الأولى للصحف العالمية، بعد وقوع حادث في مصفاة كستوفو التابعة لشركة لوك أويل، ثم شنت أوكرانيا هجمات ناجحة على مصافي التكرير في أوست لوغا على بحر البلطيق، وتوابسي على البحر الأسود.
حظيت هذه الأحداث بقدر كبير من الاهتمام الإعلامي لأنها تطرح تساؤلات كبرى حول مدى نجاح صناعة الطاقة في روسيا في التعامل مع ضغوط الحرب.
تسمح صادرات المنتجات النفطية لروسيا باستهداف قطاعات متعددة من سوق النفط العالمية. وبطبيعة الحال، تشكل مصافي التكرير أهمية بالغة لكل من الاقتصاد الروسي وشن الحرب في أوكرانيا: فالسيارات والشاحنات والجرارات والحصادات والدبابات والسفن والطائرات تحتاج إلى البنزين والديزل ووقود الطائرات؛.
أدركت روسيا أهمية مصافي التكرير في الصيف الماضي، عندما عانت البلاد من أزمة وقود أدت إلى نقص البنزين، وفرض حظر شامل على صادرات البنزين.
والمصفاتان اللتان هاجمتهما أوكرانيا في يناير/كانون الثاني موجهتان نحو التصدير.
يقول مركز كارنيغي إنه إذا تمكنت طائرات صغيرة بدون طيار التي لا تحتوي على أكثر من 5 كيلوغرامات من المتفجرات من الوصول إلى أوست-لوجا، التي تبعد 620 ميلاً عن الأراضي الأوكرانية، فهذا يعني أن هناك ما مجموعه ثمانية عشر مصفاة روسية بطاقة إجمالية تبلغ 3.5 مليون برميل يوميًا (أكثر من نصف المجموع الروسي) تعتبر أهدافًا محتملة.
تصريف النفط
على الجانب الآخر، وتزامنًا مع هذه الهجمات، تقطعت السبل بأكثر من اثنتي عشرة ناقلة محملة بعشرة ملايين برميل من خام سوكول الروسي قبالة سواحل كوريا الجنوبية لأسابيع، ولم يتم بيعها حتى الآن بسبب العقوبات الأمريكية ومشكلات الدفع، وفقًا لرويترز.
تمثل الكميات، التي تعادل 1.3 مليون طن متري، أكثر من إنتاج شهر لمشروع سخالين-1، الذي كان في السابق مشروعًا رئيسيًا لشركة أكسون موبيل الأمريكية، والتي خرجت من روسيا بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
كان سخالين-1 واحدًا من أولى الصفقات في روسيا بعد الاتحاد السوفيتي والتي تم إبرامها بموجب اتفاقية تقاسم الإنتاج.
عندما غادرت شركة إكسون موبيل في عام 2022، انخفض الإنتاج إلى ما يقرب من الصفر ولم يتعاف بالكامل منذ ذلك الحين.
تشكل الصعوبات في بيع خام سوكول أحد أهم التحديات التي تواجهها موسكو منذ أن فرض الغرب عقوبات عدت أنها واحدة من أخطر الاضطرابات التي تعرضت لها صادرات النفط الروسية منذ عامين.
وقالت واشنطن إنها تريد أن تؤدي العقوبات إلى تقليص إيرادات الرئيس فلاديمير بوتين وآلته الحربية في أوكرانيا، وليس تعطيل تدفقات الطاقة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وفي العام الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من السفن والشركات المشاركة في نقل سوكول.
اعتبارًا من الجمعة الماضية، كانت 14 سفينة محملة بسوكول عالقة حول ميناء يوسو في كوريا الجنوبية، بما في ذلك 11 سفينة أفراماكس وثلاث ناقلات نفط كبيرة جدًا (VLCCs)، وفقًا لبيانات شركات LSEG وKpler والمتداولين.
ويمثل الحجم المخزن في الناقلات 45 يومًا من الإنتاج من سخالين-1، والذي يبلغ متوسط إنتاجه 220 ألف برميل يوميًا.
مشاكل في السداد
تظهر بيانات الشحن من Kpler وLSEG أن الناقلات العملاقة لا بالينا ونيريتا ونيليس التي تحمل على متنها حوالي 3.2 مليون برميل (430 ألف طن متري)، بالقرب من يوسو في كوريا الجنوبية، تعمل كمخزن عائم لخام النفط الروسي.
وأظهرت البيانات أن ناقلات النفط العملاقة استقبلت في السابق النفط من عدة سفن أفراماكس، حيث أن توفير كميات من النفط من السفن الصغيرة إلى السفن الأكبر يمكن أن يوفر تكاليف الشحن.
يتم تخزين بقية نفط سوكول الذي تم تحميله من نوفمبر إلى يناير على سفن أفراماكس أصغر حجمًا، (قادرة على حمل ما بين 500000 إلى 800000 برميل)، وهي: كريمسك، إن إس كوماندر، جزيرة سخالين، ليتيني بروسبكت، إن إس سينشري، إن إس ليون، إن إس أنتاركتيكا، جاكوار، فوستوشني بروسبكت، بافيل تشيرنيش وفيكتور تيتوف.
تأخرت شحنات سوكول إلى مؤسسة النفط الهندية بسبب مشاكل في السداد، مما أجبر أكبر شركة لتكرير النفط في الهند على السحب من مخزوناتها وشراء المزيد من النفط من الشرق الأوسط.
وقال مصدر مقرب من مؤسسة النفط الدولية إن الشركة لا تتوقع استلام أي شحنات من سوكول قريبا بسبب الخلاف حول العملة التي ستستخدم لدفع ثمنها.
يذكر أن مؤسسة النفط الهندية هي شركة التكرير الحكومية الوحيدة التي أبرمت صفقة سنوية لشراء مجموعة متنوعة من الخامات الروسية، بما في ذلك سوكول، من شركة النفط الروسية الكبرى روسنفت.