الذكاء الاصطناعي مساهم كبير في تسريح العمال
شهد العام الماضي، 2023، قفزة كبيرة في تخفيض الوظائف، حيث وصل عددها إلى 270.416، وهو ما يزيد بشكل كبير بنسبة 396% عن العام السابق.
تلقت صناعة التكنولوجيا ضربة قوية، حيث فقدت أكثر من 240 ألف وظيفة، مما يمثل زيادة بنسبة 50٪ عن العام السابق.
في الأسابيع الأربعة الأولى فقط من هذا العام، تخل كبار صناعة التكنولوجيا مثل Meta وAmazon وMicrosoft و Google وTikTok وSalesforce عن حوالي 25000 موظف.
وفقًا لـ Layoffs.fyi، قامت 93 شركة تقنية بتسريح 24.584 موظفًا في عام 2024.. فلماذا يحدث هذا في عام 2024؟
1- تداعيات موجة التوظيف
عندما ضرب الوباء، تحول الجميع إلى التكنولوجيا، فكان الناس يعملون من المنزل، ويطلبون الطعام عبر الإنترنت، ويشاهدون العروض بنهم من غرف معيشتهم المريحة.
حققت الشركات الكثير من المال من خلال كل هذا النشاط عبر الإنترنت، لذلك قامت بتعيين عدد كبير من الأشخاص لمواكبة الطلب.
لكن الآن في عام 2024، تباطأ الاقتصاد، ووجدت الشركات نفسها لديها عدد كبير جدًا من الموظفين.
أصبحت الشركات بحاجة لتوفير المال، ولسوء الحظ، هذا يعني غالبًا أنه يتعين عليهم السماح لبعض الموظفين بالرحيل.
2- خفض التكاليف
أحد الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة هو محاولة تقليل التكاليف، وهذا سبب رئيسي للشركات للتخلي عن الموظفين.
هناك أسباب مختلفة للرغبة في خفض التكاليف، مثل عدم كسب ما يكفي من المال، أو مواجهة خسائر الأعمال، أو عدم القدرة على إنجاز الأمور بالسرعة الكافية.
يريد المستثمرون من الشركات أن تنفق أموالاً أقل عندما لا تحقق الكثير، وتتوخى الشركات الحذر بشأن مقدار ما تنفقه، وتختار الاحتفاظ بالمزيد من الأموال بدلاً من توظيف عدد كبير من الأشخاص كما كان من قبل.
في حين أن هذا النهج الحذر يساعد الشركات على توفير المال، فإنه يعني أيضًا أن الكثير من الأشخاص يفقدون وظائفهم في هذه العملية.
3- الذكاء الاصطناعي
أصبح صعود الذكاء الاصطناعي مساهما كبيرا في تسريح العمال.
وجدت دراسة استقصائية أجراها موقع ResumeBuilder.com أن ما يقرب من 70% من أصحاب العمل يقومون بتسريح العمال لتوفير المال، ونحو 40% يفعلون ذلك ويسدون الفجوة الوظيفية بالذكاء الاصطناعي.
بينما يناقش قادة الأعمال ما إذا كان الذكاء الاصطناعي أمرًا جيدًا للباحثين عن عمل أو أنه يساهم في تخفيض الوظائف، فإن بعض الشركات تستخدم بالفعل أدوات مثل ChatGPT وBard لتحل محل الوظائف البشرية.
على سبيل المثال، تخطط شركة الاتصالات البريطانية بريتيش تيليكوم ، لاستبدال خمس الوظائف التي خفضتها والبالغ عددها 55 ألف وظيفة بالذكاء الاصطناعي.
لذلك، في العام المقبل، قد يواجه الناس المزيد من عمليات تسريح العمال لأن الشركات تتجه إلى الذكاء الاصطناعي للقيام بالعمل بدلاً من توظيف الأشخاص
4- عمليات الاندماج والاستحواذ
عندما تقرر شركتان توحيد أعمالهما فيما يسمى اندماجًا، فإن هذا يعني أنهم أصبحوا كيانًا جديدًا يجمع عملياتهما.
على الجانب الآخر، يحدث الاستحواذ عندما يتم شراء شركة من قبل شركة أخرى، مما يجعلها جزءا من أعمال المالك الجديد من خلال تغيير الملكية.
أثناء عمليات الدمج أو الاستحواذ هذه، غالبًا ما تقوم الشركات بتغيير الأدوار والوظائف، وقد يغيرون الوظائف، أو المهارات التي يحتاجون إليها، أو حتى أسماء الأقسام، فيؤدي هذا غالبًا إلى فقدان بعض الموظفين لوظائفهم.
5- الاستعانة بموظفين من الخارج
أحد الأسباب الرئيسية وراء فقدان الأشخاص لوظائفهم هو أن الشركات تختار الاستعانة بموظفين من الخارج.
يبدو الأمر كما لو أنك قررت أن تطلب من شخص ما من مكان آخر القيام بعمل ما بدلاً من تعيين شخص بدوام كامل، وذلك لأن وجود موظفين بدوام كامل قد يكون مكلفًا للغاية بالنسبة للعديد من الشركات.
لذلك، تقوم الشركات بتوظيف عمال في بلدان أو مناطق بعيدة برواتب أقل، وبهذه الطريقة، يمكن للشركات الكبرى توفير المال، وغالباً ما تقوم بتعيين وكالات بها عمال يتقاضون أجوراً أقل لإنجاز المهمة.
وتؤدي هذه الطريقة في التوظيف غالبًا لخفض وظائف الأشخاص في الشركة الأصلية.