المهن التقليدية.. رحلة عبر تاريخ الحرف والمهارات اليدوية
سمعنا جميعا في السابق أن مهنة الغاوية هي أقدم مهنة في التاريخ، إلا أنها في الحقيقة بعيدة جداً عن أول الأعمال التي احترفها الإنسان حيث إن المهن الأقدم للإنسان كانت نتاج احتياجاته الأساسية بكل تأكيد.
اخترنا لكم أهم وأقدم المهن التي احترفها الإنسان منذ القدم وفق احتياجاته اليومية والحياتية والتي ما زال الكثير منها موجوداً حتى يومنا هذا لأنها لا تزال تلبي بعضاً من حاجات الإنسان الأساسية.
صانع الأدوات اليدوية
تم اكتشاف بعض من أقدم الأدوات اليدوية الحجرية والتي كانت تعرف باسم “أولدوان” وتتضمن قطعاً ضخمة من الحجارة المستخدمة في التكسير والطرق ورقائق حادة مصنوعة من الكوارتز أو الأوبسيديان ويعتقد أن هذه الأدوات كانت تستخدم لذبح الحيوانات وتقطيع لحمها.
أدى اختراع الأدوات اليدوية في نهاية الأمر إلى تطور الإنسان الحديث (الهوموسيبيان) الذي تمكن من التأقلم مع محيطه وصنع أدوات أكثر تطور مع الوقت.
لا زالت مهنة صناعة الأدوات مطلوبة حتى يومنا هذا بالرغم من تغير طابعها العام ودخول الآلات في صناعتها وتصنيعها كما أنه بالإمكان نيل شهادة اختصاصية في هذا المجال عبر دراسة أحد فروع الهندسة مثل هندسة التصميم أو برمجة الآلات أو الصناعات.
تاريخ ظهور مهنة صانع الأدوات
يقدر أن مهنة صانع الأدوات قد نشأت منذ أكثر من 2.6 سنة مضت.
موقع نشوء مهنة صانع الأدوات
يقدر أن هذه المهنة قد انطلقت من غونا في إثيوبيا.
مهنة الصياد/ الجزّار
تم التوصل في 2012 إلى أدلة أثرية تشير إلى أن البشر بدأوا بصيد وذبح الحيوانات وأكلها منذ أكثر من مليوني عام. قبل اكتشاف هذه الأدلة التاريخية الجديدة كان هناك أدلة حاسمة على أن الإنسان بدأ صيد الحيوانات منذ حوالي 400,000 عاماً فقط.
تناقض الأدلة التاريخية المكتشفة حديثاً فرضية أن الإنسان كان يقتات فقط على الحيوانات التي تنفق في محيطه لأسباب طبيعية أو التي تخلفها الأسود والحيوانات الأخرى المفترسة، أما الآن فيعتقد أن الإنسان القديم كان ينتقي طريدته بعناية ويصطادها مثل الغزلان والحيوانات البرية.
مع أن مهنة الصيد لم تعد حاضرة بنفس الطريقة التي كان يعتمد عليها الإنسان القديم حيث يعمد الإنسان حالياً إلى ممارسة الصيد كنوع من الرياضة أو الهواية أو حتى لتأمين الطعام للعائلة أكثر منها كمهنة إلا أن مهنة الجزار لا تزال موجودة ومطلوبة بين المهن الحديثة.
تاريخ ظهور مهنة الجزار
هناك جدل حول التاريخ المحدد الذي ظهرت خلاله هذه المهنة ويتوقع أن عمرها لا يقل عن 1.8 مليون سنة.
موقع نشوء مهنة الجزار
يعتقد علماء الآثار والتاريخ أن مهنة الجزار ظهرت للمرة الأولى في تنزانيا.
مهنة صانع الملابس/ الخياط
لا أحد يعلم على وجه التحديد متى قرر الإنسان القديم أن يبدأ بارتداء الملابس وليس هناك دليل دامغ حول موقع بدء الإنسان لارتداء الملابس أيضا.
تقترح دراسة تم نشرها في 2011 أن الإنسان القديم كان يرتدي الملابس بالتأكيد قبل 83,000 عاماً وربما قبل 170,000 عاماً كما يعتقد أن قمل الجسم تطور في هذه المرحلة من قمل الرأس.
يعود تاريخ اختراع أقدم إبرة حياكة إلى حوالي 41,000 إلى 60,000 سنة مضت. وكانت الملابس الأولى للإنسان بسيطة وعملية وكان يتم ارتداؤها من قبل الإنسان القديم بهدف التدفئة في المناخ والظروف الطقسية الباردة.
أصبحت مهنة الخياط أكثر أهمية في زمننا الحاضر وهي ضرورة من ضرورات الحياة بما في ذلك تصميم الأزياء والحياكة وتعديل الملابس ويمكن اعتبارها فرعاً من الفنون أيضا.
تاريخ ظهور مهنة صانع الملابس
نشأت مهنة صانع الملابس للمرة الأولى قبل ما بين 100,000 عام إلى 500,000 عام.
موقع نشوء مهنة صانع الملابس
بالرغم من عدم القدرة على تحديد الموقع الذي نشأت فيه مهنة صانع الملابس على وجه التحديد، يعتقد أنها انطلقت من أفريقيا.
مهنة الراوي/ القاص
بالرغم من النظريات والاعتقادات الكثيرة التي نشأت حول اللغة فليس هناك طريقة حقيقية لحسم موضوع تطور اللغة المحكية حتى أن علماء الآثار والإنسان غير واثقون من كيفية نشوء وتطور اللغة لدى الإنسان القديم. ولكن التقدير الأصح أو الأفضل لتاريخ تطور اللغات يتراوح إلى قبل أقل من 200,000 عاماً.
أما بالنسبة لرواية القصص شفهياً، فقد يكون لها نفس قدم تطور اللغة لدى الإنسان حيث كان أجداد الإنسان ينقلون المعلومات المهمة ويشرحون العالم للأجيال الجديدة عبر رواية القصص.
استمرت رواية القصص حتى بعد تطور اللغات المكتوبة التي نشأت حوالي 3100 عاماً قبل الميلاد تقديريا. أما رواية القصص في يومنا الحالي فقد تطورت كثيراً عن جذورها الأصلية وتتنوع في الأشكال والأساليب مثل الكتب وبرامج التلفزيون والأفلام وألعاب الفيديو والفيديوهات التصويرية على الإنترنت.
تاريخ ظهور مهنة الراوي
يقدر تاريخياً أن مهنة الراوي ظهرت قبل حوالي 200,000 سنة مضت.
موقع نشوء مهنة الراوي
يعتقد أن مهنة الراوي ظهرت للمرة الأولى في أحد أرجاء أفريقيا.
مهنة المزارع
تشير الدلائل التاريخية إلى أن الإنسان القديم كان معظم حياته يعتمد على جمع الثمار والصيد وكان يتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن الطعام وأن أجدادنا القدماء كانوا يتغذون على الحبوب البرية حتى 20,000 سنة مضت وأنهم لم يبدأوا بزراعة المحاصيل حتى 12,000 إلى 13,000 عاماً سبق. ويعتقد أن القمح الأسمر كان أول المحاصيل التي زرعها الإنسان في ميسوبوتاميا.
بحلول عام 9,500 قبل الميلاد كان الإنسان يزرع ثمانية محاصيل رئيسية في الهلال الخصيب وهي القمح وحيد الحبة والقمح متعدد الحبوب والشعير والبازيلاء والعدس والكرسنة والحمص والكتان.
تسببت الزراعة بازدياد السكان ومنذ أن تم اكتشافها لم تتوقف الحاجة إليها، وبالرغم من أهمية هذه المهنة للإنسانية فمعظم العاملين فيها لا زالوا يمارسونها كموروث حضاري ومادي فقط.
تاريخ ظهور مهنة المزارع
ظهرت مهنة المزارع قبل حوالي 12,000 إلى 13,000 عاماً في التاريخ.
موقع نشوء مهنة المزارع
يعتقد أن الزراعة ظهرت للمرة الأولى في منطقة ميسوبوتاميا التي تضم في الوقت الحالي العراق والأردن وسوريا وفلسطين وتركيا وبعض مناطق إيران الغربية.
مهنة البنّاء
بدأ البشر يبتعدون عن الاعتماد على أسلوب الحياة البدوي وحياة الصيد وجمع الثمار قبل حوالي 10,000 عاماً. ومع ازدهار الزراعة في ميسوبوتاميا، بدأت الحضارات الأولى بالظهور والثبات، ومع أن الإنسان في الغالب استمر في الصيد والتنقل لفترة بعد أن بدأ بالزراعة إلا أنه في النهاية قام ببناء البيوت والاستقرار فيها.
تم بناء المساكن الأولى التي شيّدها الإنسان من قبل القاطنين فيها ولم تظهر مهنة البنّاء المختص إلا بعد أن بدأ الناس يعتمدون أدواراً محددة في تطوير المجتمعات.
لا زالت مهنة البنّاء مطلوبة في وقتنا الحالي كما أنها تطورت إلى التصميم والعمارة بالإضافة إلى مهنة البناء الأساسية الذي قد يتخصص في جزء محدد من البناء مثل بناء الجدران والترميم والأبواب وغير ذلك الكثير.
تاريخ ظهور مهنة البنّاء
ظهرت مهنة البنّاء للمرة الأولى ما بين 10,000 و 15,000 عاما مضى.
موقع نشوء مهنة البنّاء
ميسوبوتاميا القديمة التي تضم في الوقت الحالي العراق والأردن وسوريا وفلسطين وتركيا وبعض مناطق إيران الغربية.