أخبار الآن | بريطانيا (تحليل)
أورد الباحث في شؤون الجماعات المتشددة أيمن جواد التميمي، تقريرا مفصلا نشره على مدونته حول الخلافات التي نهشت في جسد تنظيم داعش وتحديدا الخلافات التي نشبت بين العراقيين من جهة وبين الأجانب من جهة أخرى، إضافة إلى الخلافات بين العراقيين ذاتهم أي بين المكون العربي والمكون التركماني.
الباحث استند في تقريره إلى كتاب نشره أمني انشق عن التنظيم وتحدث فيه بإسهاب عن تلك الخلافات وخاصة ما يتعلق منها بالخلاف بين العرب والتركمان وكيف احتكر المكون التركماني الأموال التي كان يجمعها العرب لصالح التنظيم في محافظة نينوى العراقية.
وفي لقاء خاص مع أخبار الآن، أكد أيمن جواد التميمي أن تنظيم داعش كان يتبع سياسات مختلفة تبعا لاختلاف المنطقة، وقال: “سياسات داعش كانت تختلف من منطقة إلى أخرى، ففي العراق يمكن أن نقول أن العراقيين كانوا مهيمنين على مفاصل القيادة داخل التنظيم، أما في سوريا فكان للأجانب دور أكبر في التنظيم.. على سبيل المثال الولاة في سوريا كان الكثير منهم من الأجانب”.
وأوضح: “وكما هو معلوم، تفاقمت الخلافات بين التيار المتشدد داخل التنظيم كما يسمى، وبين ما يعرف بطلبة العلم، وبصراحة فإن الكثير من الأجانب تحالفوا مع التيار المتشدد داخل التنظيم، وهو الأمر الذي دفع طلبة العلم إلى القول أن الإعلام مسيطر عليه من قبل الجناح الأكثر تشددا داخل التنظيم وكما هو معروف فإن الإعلام كان تحت قيادة أجانب مثل أبو عبد الله الأسترالي وأبو الحكيم الأردني، ويضاف إلى ما سبق قطاع الأمن، كل ذلك كان في سوريا، أما في العراق فكما ذكرنا سابقا، سيطر العراقيون على مفاصل القيادة وخاصة بعد قتل واعتقال وفرار الكثير من الأجانب من التنظيم”.
الخلاف بين العرب والتركمان
وعن الخلاف بين العرب والتركمان قال التميمي: “منطقة تلعفر كما هو معلوم تضم بأغلبيتها المكون التركماني وكثير منهم انضموا إلى صفوف داعش، وهنا الكاتب أي الأمني المنشق عن داعش، تحدث عن الخلافات بين التركمان والعرب داخل التنظيم في محافظة نينوى مع الإشارة إلى أن هذا الخلاف لم يولد مع بداية إعلان التنظيم الخلافة عام 2014، بل كان له وجوده أي ذلك الخلاف من أيام ما يسمى دولة العراق الإسلامية قبل توجه التنظيم إلى سوريا”.
وتابع: “الأمني المنشق يقول في الكتاب الذي نشره أن ما يعرف بجماعة (البعاج) وهم من العرب داخل محافظة نينوى كانوا يبتزون الأموال من أغنياء المنطقة ويسلمونها إلى جماعة تلعفر أي التركمان، إلا أن الجماعة السابقة احتكرت تلك الأموال وصرفتها على شؤون شخصية وكذلك على شراء سيارات وأسلحة وذخائر، وبالتالي فإن جوهر الخلاف بين المكونين يكمن في احتكار الأموال والمناصب القيادية من أيام دولة العراق الإسلامية وبطبيعة الحال ازدادت تلك المشاكل بعد إعلان التنظيم الخلافة…
وأوضح الباحث في شؤون الجماعات المتشددة: “على سبيل المثال، في ربيعة وهي منطقة في نينوى، كانت سياسة داعش تتجه إلى تنصيب المحليين في المناصب العليا في تلك المنطقة، ولكن جماعة تلعفر (التركمان) رفضوا الأمير الذي تم تنصيبه على منطقة ربيعة تحت ذريعة أنها تخضع لسلطتهم، وخاصة أن الأمير كان ينتمي إلى قبيلة (شمر) العربية، تلك الخلافات ساهمت بشكل كبير في طرد داعش لاحقاً من محافظة نينوى… وخلال معركة الموصل كان الكثير من جماعة (البعاج) أي العرب سعداء بحصار المدينة لأنهم كما كانوا يرددون دائما أن سلطة جماعة تلعفر التركمان (القراديش) ستزول”.
التميمي لفت إلى أن الخلافات امتدت إلى صفوف القيادات العسكرية الأمر الذي عجل بطرد التنظيم من مدينة الموصل، وقال: “الخلافات امتدت أيضا إلى القيادات العسكرية المسؤولة عن فك الحصار عن الموصل وأدى ذلك لاحقاً إلى تفاقم مشاكل داعش وسقوط مقاتليها داخل المدينة وطرد التنظيم من محافظة نينوى العراقية”.
وأوضح: الخلافات أثرت على مصير التنظيم، طبعا هي ليست السبب الوحيد في سقوط داعش ولكنها كانت من الأسباب البارزة التي أدت إلى تدهور التنظيم وخاصة أن تلك الخلافات تغلغلت في صفوف القيادات العسكرية مع الافتقار إلى وجود خطط عسكرية ناجعة تكفل فك الحصار عن الموصل قبل طرد التنظيم من المدينة عام 2017″.