أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
حقق فريق ميلان فوزًا غاليًا في “ديربي الغضب“ على غريمه إنتر بنتيجة 2-1، في مباراة الفريقين التي أقيمت مساء أمس السبت على ملعب سان سيرو، ضمن منافسات الجولة الرابعة من الدوري الإيطالي.
ويدين ميلان بالفضل في تحقيق الفوز للنجم السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش، الذي سجّل ثنائية الروسونيري في الدقيقتين 13 و16، بينما أحرز النجم البلجيكي روميلو لوكاكو هدف إنتر الوحيد في الدقيقة 29.
ويعيش الروسونيري صحوة كبرى منذ استئناف النشاط الكروي في إيطاليا بعد التوقف الإجباري بسبب أزمة كورونا، ونجح في بداية الموسم الجديد في تحقيق الفوز في 4 مباريات متتالية.
ورفع ميلان رصيده إلى 12 نقطة في صدارة ترتيب الدوري الإيطالي، بينما تجمد رصيد إنتر عند 7 نقاط في المركز السادس مؤقتًا.
وكان ميلان آخر فريق يتوج بطلًا للدوري عام 2011 قبل أن يفرض يوفنتوس سطوته المطلقة ويظفر باللقب لتسعة مواسم متتالية من دون أي منافسة جدية إن كان من قطبي ميلانو أو الفرق الكبرى الأخرى مثل نابولي وطرفي العاصمة لاتسيو وروما.
وتعود أسباب العداوة التاريخية بين قطبي مدينة ميلانو إلى أكثر من قرن، واشتعلت المنافسة بينهما محليًا وقاريًا على مدار عقود متتالية، ليصبح ديربي ميلانو واحدًا من أشرس الديربيات الكروية حول العالم.
-
تاريخ ديربي الغضب
وتمتد العداوة بين قطبي مدينة ميلانو لعقود متتالية، وتحديدًا منذ تأسيس نادي إنتر في عام 1908، وهو الحدث الذي تسبب في انقسام جماهير المدينة بين الفريقين.
وكان نادي ميلان هو فريق كرة القدم الرئيسي في المدينة الإيطالية منذ تأسيسه في عام 1899 على يد الثلاثي هيربرت كيلبن وألفريد إدواردز وديفيد أليسون، حيث اتفق ثلاثتهم على تأسيس فريق لكرة القدم، وفي البداية تم تسمية النادي بإسم ”نادي ميلان للكريكت وكرة القدم“، قبل أن تتغير التسمية في عام 1905 لتصبح ”نادي ميلان لكرة القدم“ حيث أصبح الاهتمام داخل النادي منصبًا على كرة القدم في هذه المرحلة.
-
بداية الانقسام ونشأة ديربي الغضب
وفي عام 1908، اشتعل فتيل أزمة كبرى في الكرة الإيطالية بعدما رفض عدد من الأندية، ومن بينها ميلان، مشاركة اللاعبين الأجانب في صفوف الفرق الإيطالية، وهو ما دفع الاتحاد المحلي للعبة إلى اتخاذ قرار بمنع اللاعبين الأجانب من المشاركة مع الأندية.
وفي مواجهة هذا التيار، كانت هناك مجموعة داخل إدارة نادي ميلان ترفض هذا القرار الذي اعتبرته نوعًا من العنصرية والتمييز ضد الأجانب، حيث كانت تطلب السماح للاعبين الأجانب بالمشاركة مع الفرق الإيطالية بشكل طبيعي، وانشقت هذه المجموعة عن ميلان وقررت تأسيس نادٍ جديد.
وفي يوم التاسع من مارس عام 1908 اجتمع هؤلاء الأعضاء داخل غرفة خلفية ملحقة بمطعم يحمل إسم ”الساعة“ في مدينة ميلانو، وقرروا تأسيس النادي الجديد.
ونتيجة لتعاطفهم مع اللاعبين الأجانب ورغبتهم في السماح لهم بممارسة اللعبة في صفوف الأندية الإيطالية، فإنه عندما تم تحديد النظام الداخلي وألوان زيّ الفريق في الاجتماع التأسيسي، تمت إضافة كلمة ”إنترناسيونالي“ التي تعني ”العالمي“ إلى إسم الفريق الناشئ.
ومع الافتقار إلى الموارد المالية، واجه النادي صعوبات كبرى في سنواته الأولى لدرجة أنه تعيّن على لاعبيه شراء قمصانهم وأحذيتهم الرياضية من مالهم الخاص، وفقًا لما أكده الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم ”فيفا“.
لكن مع مرور سنتين على تأسيس النادي، فاز الإنتر بأول لقب له، قبل حتى أن يبدأ استخدام مصطلح ”سكوديتو“ الذي يعني ”البطولة“.
-
منافسة ملتهبة بين الناديين في ديربي الغضب
ومنذ تأسيس نادي إنترناسيونالي، وبدأ تاريخ العداء والمنافسة مع فريق المدينة الرئيسي ”ايه سي ميلان“، لتصبح مواجهات الفريقين بمثابة معركة حقيقية في المدينة الإيطالية.
وأقيم أول لقاء بين الفريقين في سويسرا، وانتهى بفوز ميلان بنتيجة 2-1، ومن بعد ذلك توالت المواجهات بين الفريقين رسميًا ووديًا، إلا أن فترة الستينيات شهدت منافسة هي الأشد شراسة بين الفريقين مع وجود النجم ساندرو ماتزولا في صفوف إنتر، والفتي الذهبي جياني ريفيرا في صفوف ميلان.
وشهدت هذه الحقبة تنافسًا كبيرًا بين الفريقين ومباريات رائعة في ديربي الغضب، خاصة مع تواجد هيلينيو هيريرا على رأس الإدارة الفنية لإنتر، والمدرب الخبير نيرو روكو في ميلان.
وخلال هذه الحقبة، توج كل فريق منهما بلقب دوري أبطال أوروبا في مناسبتين، حيث حقق إنتر اللقب القاري في عامي 1964 و1965، بينما حصد ميلان اللقب في عامي 1963 و1969.
-
ديربي الغضب يشتعل مجددًا في أواخر الثمانينات
وفي أواخر حقبة الثمانينات، عادت المنافسة لتشتعل مرة أخرى في مباريات ديربي الغضب مع بداية نادي ميلان مرحلة جديدة تحت قيادة رئيسه الجديد سيلفيو برلسكوني، وهي الفترة التي شهدت إعادة بناء الروسونيري مرة أخرى.
ونجح ميلان في اكتساح أوروبا خلال تلك الفترة تحت قيادة مدربه أريغو ساكي، ومن بعده فابيو كابيلو، وتوج الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا في 3 مناسبات، بالإضافة إلى تتويجه بلقب الدوري الإيطالي في 6 مواسم في الفترة ما بين عامي 1987 و1999.
بينما عاش إنتر حقبة متأرجحة، ونجح خلال تلك الفترة في التتويج بلقب الدوري الإيطالي مرة واحدة، وحصد لقب كأس الاتحاد الأوروبي في 3 مناسبات.
وامتدت المنافسة بين الفريقين حتى بداية الألفية الجديدة، واشتعل الصراع بينهما خاصة في فترة غياب فريق يوفنتوس عن المنافسة في أعقاب قضية ”الكالتشيوبولي“ في عام 2006.
ونجح إنتر في التتويج بلقب الدوري الإيطالي في 4 مواسم متتالية ما بين عامي 2006 و2010، بالإضافة إلى لقب دوري أبطال أوروبا في عام 2010 تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.
أما ميلان، فقد عانى من الغياب عن التتويج المحلي مند عام 1999، وحصد لقب الدوري في مرتين فقط في موسمي 2003-2004، و2010-2011، بالإضافة إلى لقب دوري أبطال أوروبا تحت قيادة مدربه المخضرم كارلو أنشيلوتي في عامي 2003 و2007.
وبعد عام 2011، ترك الفريقان الهيمنة المحلية لفريق يوفنتوس الذي استحوذ على لقب الدوري الإيطالي في 9 مواسم متتالية، كما لم ينجح أي منهما في التتويج بأي لقب أوروبي.
-
أبرز أحداث الشغب في ديربي الغضب
أطل الشغب الجماهيري بوجهه على مباريات ديربي الغضب على مدار تاريخها، وكان من بين أبرز الأحداث ما وقع خلال مباراة الفريقين في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2005، حينما تم عدم استكمال مواجهة الفريقين على ملعب سان سيرو.
وكان ميلان متقدمًا خلال المباراة بهدف سجله النجم الأوكراني آندري شيفتشينكو في الدقيقة 30، ولكن أوقف الحكم المباراة في الدقيقة 72 بعد إصابة البرازيلي ديدا حارس مرمى ميلان، حيث ألقى عليه جمهور إنتر الألعاب النارية.
واشتعل الملعب بغضب جمهور النيراتزوري بعد أن ألغى الحكم هدف التعادل الذي سجله الأرجنتيني كامبياسو، ليتم إلقاء الألعاب النارية على أرضية الملعب وتتوقف المبارة لمدة 25 دقيقة بعد إصابة ديدا.
وبعد ذلك قام الحكم بإلغاء المباراة، وقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” اعتبار إنتر ميلان خاسرًا بنتيجة 3-0 بعد أحداث الشغب التي أشعلها جمهوره.
كما شهدت مواجهة ديربي الغضب في عام 2001 واقعة فريدة، حينما اقتحم أحد جماهير إنتر أرضية الملعب، حيث كانت النتيجة تشير لتقدم ميلان برباعية نظيفة، واتجه المشجع صوب أليساندرو كوستاكورتا مدافع الروسونيري وطالبه بالتوقف عن تسجيل الأهداف في مرمى فريقه، ولكن ميلان واصل التسجيل وانتهت هذه المباراة حينها بفوزه بنتيجة 6-0.