وفاة مارادونا تصعق عالم كرة القدم
أثار نبأ وفاة الأسطورة الأرجنيتنية دييغو أرماندو مارادونا صدمة لدى عشاق الساحرة المستديرة، والذين يعتبرونه واحداً من أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ وأكثرهم موهبة وإثارة للجدل.
وكانت وسائل إعلام أرجنتينية قد أكدت وفاة مارادونا إثر إصابته بنوبة قلبية في منزله، بعد أسبوعين فقط من مغادرته المستشفى حيث خضع لعملية جراحية بسب جلطة دماغية.
الأسطورة الأرجنتيني لطالما حصد العديد من الألقاب والانجازات سواء للفرق التي لعب بها أو حتى منتخب التانغو، لكن تلك النجاحات لم تستمر خلال مسيرته التدريبية.
وبعد ثبوت تعاطيه العقاقير في نهائيات كأس العالم 1994، أنتهت مسيرته الدولية، التي دامت 17 عاما وأسفرت عن 34 هدفا من 91 مباراة.
وأعلن الأسطورة الأرجنتينية تعليق حذائه عام 1997 عندما كان لاعبا ضمن صفوف بوكا جونيورز الأرجنتيني، في 25 أكتوبر/تشرين الأول 1997.
أما عن مسيرة مارادونا التدريبية فقد بدأت قبل انتهاء مسيرته كلاعب بثلاث سنوات، وتحديدا عندما كان يقضي عقوبة الإيقاف لمدة 15 شهرا بسبب ثبوت تعاطيه المنشطات خلال مونديال 1994 بالولايات المتحدة.
ونستعرض في تسلسل زمني محطات أسطورة كرة القدم في القيادة الفنية:
كانت المحطة الأولى للأسطورة الأرجنيتينة مشاركة مع خط وسط أرجنتينوس جونيورز كارلوس فرين، وذلك لتدريب فريق مانديو الأرجنتيني ، الذي كان يلعب حينها في الدرجة الأولى، ويهدف إلى البقاء ضمن الكبار، حيث كان ظهور مارادونا الأول كمدرب في 9 أكتوبر 1994، وهي المباراة التي انتهت بانتصار على روساريو سنترال بنتيجة (2-1)، لكنه لم يكن على مقاعد البدلاء بسبب عدم حصوله على رخصة التدريب حينها.
ولم تدم تلك التجربة أكثر من شهرين بسبب سوء النتائج حيث لم يحقق سوى انتصار وحيد مقابل 6 تعادلات وخمس هزائم.
في عام 1995، قاد مارادونا فريق راسينغ كلوب، أحد أعرق الأندية الأرجنتينية، حيث كانت بداية مهمته خلال دورة ودية أمام الغريم إنديبندينتي وانتهى اللقاء بشباك نظيفة لكلا الطرفين.
ولكن تلك التجربة لم تستمر كثيراً، حيث حقق فقط انتصارين و6 تعادلات و3 هزائم.
سعى الأسطورة مارادونا دائماً لتدريب منتخب التانغو، حيث اعتبر ذلك المحطة الأهم في مسيرته التدريبية، وبعد استقالة ألفيو باسيلي مدرب المنتخب في عام 2008 ، اقترح مارادونا على الفور ترشيحه للمنصب الشاغر. وفقًا لعدة مصادر صحفية، كان من بين منافسيه الرئيسيين دييغو سيميوني، وكارلوس بيانكي، وميغيل أنجيل روسو، وسيرجيو باتيستا.
في 19 نوفمبر 2008 ، أدار مارادونا منتخب الأرجنتين لأول مرة ضد اسكتلندا في غلاسكو، والتي شهدت فوز الأرجنتين في 28 أكتوبر 2008، ثم نجح في الفوز في مبارتين متتاليتين.
نتائج بطل العالم مرتين (1978 و1986) لم تسر بشكل جيد تحت قيادة الأسطورة الأرجنتينية، حيث تلقت الأرجنتين هزيمة تاريخية على يد بوليفيا في العاصمة لا باز بنتيجة (6-1) في التصفيات المؤهلة لمونديال 2010.
وخلال المونديال في جنوب أفريقيا، خرج «راقصو التانغو» بهزيمة مذلة أيضاً من دور الثمانية على يد ألمانيا بأربعة أهداف نظيفة، وعلى إثر ذلك، تم إقالة مارادونا من تدريب المنتخب في 27 يوليو 2010.
حط مارادونا الرحال إلى الشرق الأوسط، وتحديدا دولة الإمارات العربية، حيث تولى مهمة تدريب فريق الوصل الإماراتي، حيث استهل بدايته بفوز على فريق اتحاد كلباء (3-1) في مباراة ودية.
خلال القيادة الرسمية، استطاع مارادونا الوصول لنهائي الاندية الخليجية وتحقيق المركز الثاني، لكن بعد تلقى الوصل خسارة بنتيجة 3-4 على يد الجزيرة، صدر قرار إقالته بعد عام واحد فقط من توليه المهمة، بإجمالي 20 انتصارا و6 تعادلات و18 خسارة.
فريق ديبورتيفو ريسترا الأرجنتيني
عاد الأسطورة الأرجنتينية لبلده الأم، ليصبح مستشارا فنيا لنادي ديبورتيفو ريسترا الأرجنتيني. وغادر مارادونا هذا المنصب في عام 2017
بعد 5 سنوات، عاد مارادونا مرة أخرى إلى دولة للإمارات، عبر بوابة فريق الفجيرة الذي كان ينشط في الدرجة الثانية، وتولى القيادة الفنية في 7 مايو/أيار 2017 بهدف الصعود لدوري الدرجة الأولى.
وبعد فشل الصعود، تمت إقالة الأسطورة الأرجنتينية بعد تجربة دامت نحو عام تقريبا لم ينجح في قيادة الفريق للدرجة الأولى.
انتقل مارادونا إلى المكسيك بعد التجربة الإماراتية، حيث أعلن في 12 من سبتمبر 2018 عن تعيينه مديرًا لفريق دورادوس من الدرجة الثانية.
ظهر الأسطورة الأرجنتينية لأول مرة مع دورادوس في 17 سبتمبر 2018 بفوزه 4-1 على كافيتاليروس دي تاباتشولا.
قدم دييغو موسما طيبا مع الفريق حيث حقق 18 انتصارا مقابل 10 تعادلات و7 هزائم، ولكن هذا لم يشفع له للصعود، ليغادر منصبه في 13 يوليو 2019، حينها أعلن محاميه أنه سيتنحى عن منصبه لأسباب صحية.
فريق خيمناسيا دي لا بلاتا الأرجنتيني
في 5 سبتمبر 2019 ، أعلن فريق خيمناسيا دي لا بلاتا، توقيع عقد جديدا مع مارادونا حتى نهاية الموسم.
تلك المهمة شكلت تحديا صعبا أمام مارادونا، حيث تذيل الفريق ترتيب الدوري الأرجنتيني، ومع قدوم النجم الأرجنتيني حاول مسؤولي النادي إبقاء الفريق ضمن مناطق الكبار وتجنب الهبوط.
على الرغم من تحسن نتائج الفريق خلال توليه قيادة الفريق، إلا أن موقف الفريق تعقد أكثر مع اتجاهه للهبوط، لكن قرار الاتحاد الأرجنتيني للعبة بتعليق الهبوط، جاء لينقذ فريق المدرب مارادونا من الفشل التام.
ورغم عدم نجاح مهمته مع الفريق خلال موسم 2019-20، جدد خيمناسيا عقد مارادونا في 3 يونيو 2020 حتى موسم 2020-21.
تلك المسيرة التدريبية التي بدأت منذ عام 2015 لم تشهد حصول الأسطورة الأرجنتينية على أي بطولة رسمية، ومع سجله الرائع كلاعب استطاع نشر سحره في الملاعب، إلا أن تجاربه التدريبية لم يكتب لها النجاح، لتصبح على النقيض بين لاعب أسطوري، ومدرب لم يكن من النخبة.