تتواصل سلسلة الاغتيالات داخل مخيم الهول منذ بداية العام الجديد، وهذه الحصيلة تستمر في التزايد وآخر ضحاياها كان شاباً عراقياً في القسم الخاص باللاجئين العراقيين، بحسب شهود تحدثوا لـ “أخبار الآن”.
وفي الهول أخطر مُخيم في العالم، شبكات لخلايا تنظيم داعش تفرض قوانينها وشريعتها، ومصير غير الملتزم هو التهديد والقتل.
رقم متزايد وخطر ينتقل
تزداد أرقام الضحايا في مخيم الهول بشكل يومي، حيث وصلت الحصيلة إلى 18 حالة قتل، تتضمن عمليات قطع الرأس.
وفي متابعة للوضع الأمني داخل مخيم الهول تبين بأن الخطر انتقل من قطاع “المهاجرات” إلى قطاع السوريين والعراقيين، وهذا ما دفع قوات “الأمن الداخلي” إلى تشديد إجراءاتها الأمنية وتنفيذ عمليات تمشيط من حينٍ إلى آخر.
“أخبار الآن” دخلت المخيم وتحدثت إلى شهود عيان من المدنيين، ولن نذكر تفاصيلهم أو أسمائهم للحفاظ على سلامتهم.
وكون خلايا تنظيم داعش الإرهابي تعمّد قتل كل من يتحدث أو يدلي بمعلومة الى الجهات الأمنية.
وبدأ أحد الشهود حديثه لـ “أخبار الآن” بقوله “الوضع سيء للغاية وهذا إرهاب كبير”، وتابع “هؤلاء أشخاص ملثمون ويستخدمون الزي النسائي أيضاً. لا يمكنك زيارة أو مراجعة أي دائرة هنا أو حتى منظمة إنسانية، إذ ستكون معرضاً للقتل وإلا عليك اتباعهم واتباع القوانين المفروضة”.
وتابع “يمكنك معرفتهم أو التعرف عليهم، فهم يستخدمون مسدسات أمريكية الصنع ويستهدفون الناس.. الوضع سيء.. سيء الى درجة”.
أين يختبئون!
وأضاف الشاهد في حديثه حول طرق اختبائهم بعد تنفيذ الاغتيال، بأنهم لا يمتلكون تلك الحاضنة الكبيرة في المخيم، ولكن لا توجد الجرأة لأحد في الحديث، فعند حصول عملية اغتيال حتى وإن كانت في وسط من السكان.
وقال أيضاً: “الاغتيالات تحدُث أحياناً بشكل شبه يومي.. والكل يعلم في المخيم بأن هؤلاء الضحايا هم أناسٌ أبرياء ولكن لا أحد يمكنه التحدث.. إنه الإرهاب”.
وتضيف شاهدة أخرى لـ “أخبار الآن” : أما عن طريقة تهديد أهدافهم، فيحدث ذلك من أشخاص أو الاتصال الهاتفي أو حتى عبر قنوات التلغرام”.
وتابعت:”آخرتنا هي الذبح والقتل إن لم نلتزم باللباس، وقالت أيضاً.. يتم ذلك عبر قناة كابوس الحسكة، من خلال نشر صور الأشخاص المستهدفة والقول بأنهم أصبحوا مرتدين بعد أن كانوا اخوات في تنظيم داعش. وبأنهم لم يعودوا ملتزمين بشريعتهم. هي الأخرى تلقت التهديد بالقتل، ولا مخرج لديها سوى الاختباء”.
ويعود تزايد أعداد الضحايا في المخيم إلى نشاط شبكة جديدة لخلايا تنظيم داعش داخل المخيم، واستحواذ تلك الشبكة على أسلحة فردية ورشاشة أيضاً. هذا ما أكده مصدر أمني في قوات الامن الداخلي لأخبارالآن. ولكن لم تتوصل الجهات الأمنية إلى خيوط هذه الشبكة بعد.
كمية غير محددة للأسلحة داخل المخيم ومخطط كبير
نعلم بوجود اسلحة من نوع كلوك عيار ٩ ملم، وغيرها كاتمة للصوت وايضاً اسلحة رشاشة. ولكننا لا نعلم النوعية والعدد الموجود.
جاء هذا في حديث الاداري في قوات الامن الداخلي “انور” مع اخبار الآن. واضاف وهو يظهر صورة عبر هاتفه. انظر الى هذه الكمية من الاسلحة التي صادرناها قبل ايام، يحتوي على الكثير من الذخيرة، اسلحة رشاشة، جعبة وحتى لباس يخص بعناصر قوات الامن الداخلي.
واكمل حديثه، لم نكتشف كمية بهذا الحجم بعد وهذا يعني تحضيرهم لعملية خطيرة. اي تظهر محاولاتهم لادخال عدد كبير من الاسلحة. وقال، اعتماداً على معلوماتنا الامنية بأن مصدر هذه الاسلحة كانت منطقة تل ابيض وغالباً ما تتلقى الاشخاص في الداخل تعليمات واوامرمن مناطق ادلب ورأس العين.
توثيق للزي النسائي !
وفي استمرار حديث الاداري، اظهر لمراسل اخبار الآن فيديو عبر كاميرات المراقبة يحتوي على ارتداء عناصر خلايا تنظيم داعش للزيالنسائي وتجولهم في المخيم. حيث لم نتمكن من اظهاره في التقرير لاسباب امنية.
ويأتي تنكرهم بالزي النسائي لتسهيل عملية اختبائهم بين التجمعات والسكان وللتمكن من نقل الاسلحة من مكانٍ لآخر.
وهذا يحصل ايضاً عند قيامهم بعمليات الاغتيال.
من جهة اخرى، رافق فريق اخبار الان القوات الامنية الى آخر موقع حصل فيه الاشتباكات.
والنهاية كانت قيام الشخص الانتحاري بتفجير نفسه وعدم الاستسلام.
تواجدنا في ذلك الموقع تحديداً وكان يخص باللاجئين العراقيين،
وقال احد العناصر الامنية: حدث ذلك عند قيامنا بعملية تمشيط في هذه المنطقة، ولم نرى إلا ظهور شابين بين مجموعة من النساء. ورافضينالتوقف عن الجري. وما هي لحظات بعد ان اقدم هذين الشخصين باطلاق للرصاص واختباء احدهم في احدى دورات المياه، ليقوم بتفجيرنفسه بعد ان تمت محاصرته من قبل القوات الامنية.
اظهر لنا الاداري في القوات صورة ذلك الانتحاري، تبين بانه لم يتجاوز الاثنان والعشرون عاماً. وهو من الجنسية العراقية.
هروب من القتل وتشديد امني
ومن جانب آخر، تستمر القوات بدورياتها في محيط المخيم وهذا يأتي لضمان عدم تمكن احد من تنفيذ عمليات هروب. ويأتي احد اسبابالخروج من المخيم الى تعرض البعض منهم لتهديدات بالقتل. فالهروب يصبح اسهل ما لديهم.
في زيارات سابقة لمراسل اخبار الان داخل مخيم الهول، لم يكن المخيم يشهد تواجد لعربات مصفحة. اما الآن، فقد اضطرينا الى استخدامعربة مصفحة اثناء الانتقال. وهذا بسبب تكرار حالات تعرض القوات الامنية لاطلاق الرصاص اثناء التنقل وآخرها كانت مواجهة مع شخصانتحاري.
ليست جبهة مفتوحة.. وإنما جبهة داخلية
وتأتي صعوبة ملاحقة الخلايا إلى اختبائهم ما بين المدنيين، وأيضاً ضمان الجهات الأمنية إلى عدم تعرض أحد من اللاجئين للأذى عند الملاحقة.
حيث يضم هذا المخيم لتسعة قطاعات، أحدهم لنساء تنظيم داعش المهاجرات، والأخرى يقطنها لاجئين سوريين وعراقيين.
ففي المخيم لا يجرؤ احد على الحديث لوسيلة اعلامية، خوفاً من تحولهم لاهداف خلايا تنظيم داعش التالي.