باريس , فرنسا , 18 اغسطس 2013 , ا ف ب – يجد بعض الخبازين الفرنسيين أنفسَهم محرومين من حق أخذ العطلة الصيفية متى شاؤوا. والسبب هو نظام طلب الخبازين الباريسيين في الصيف الذي يعود الى زمن الثورة الفرنسية. نتابع
عندما فتحت سيلين توريه السنة الماضية مخبزة في شارع بلفيل في الدائرة التاسعة عشر الشهيرة في باريس، تفاجأت عندما علمت بأنه لا يحق لها أخذ عطلتها على هواها، لأن تسليم الخبز من الأولويات في باريس. فالخبز يشكل أساس غذاء الفرنسيين، لذا ينبغي الحرص على تأمينه على الدوام.في 21 تشرين الاول/اكتوبر 1789، شنقت الحشود الجائعة الخباز دينيس فرانسوا على أحد المصابيح وعرضت رأسه على رمح في شوارع باريس. فصوتت الجمعية التأسيسية على عجلة على قانون يسمح للسلطات للمرة الأولى باستدعاء الخبازين لئلا تفتقر باريس إلى الخبز.وتستفيد مخبزة سيلين الواقعة في حي مزدحم من اقفال نصف المخابز أبوابها لتحقيق أرباح مهمة. فنسبة مبيعاتها اليومية تتخطى نسبة المبيعات العادية ب400 أو 500 يورو.ومهنة الخباز هي المهنة الحرفية الوحيدة التي تنظم فيها العطل، إلى جانب الصيدلة التي تخضع لقانون مشابه.
وبحسب اتحاد المخابز الوطني، فإن قانون استدعاء الخبازين في الصيف لا يطبق إلا في باريس وضواحيها. أما في باقي أنحاء فرنسا، فيتفق الخبازون أحيانا في ما بينهم كي يبقى الخبز مؤمنا باستمرار للزبائن.
والفرنـسيون مـتـمسكون جداً بالخبز الطازج ويرفضون التخلي عنه من أجل أنواع أخرى من الخبز جديدة ومتنوعة. ومهنة الخباز هي المهنة الحرفية الوحيدة التي تنظم فيها العطل، إلى جانب الصيدلة التي تخضع لقانون مشابه.
وبموجب مرسوم خاص، تتوزع مخابز باريس وضواحيها إلى مجموعتين تتناوبان على أخذ العطل كل سنة.