دبي، 11مارس، (رنا عفيفي – أخبار الآن)–
جزيرة سقطرى هي أرخبيل يمني مكون من أربع جزر تقع على سواحل المحيط الهندي.أدى إنفصال هذه الجزر عن قارة أفريقيا منذ ملايين السنين الى خلقمستوى فريد وغير مألوف من الاستيطان الحيوي.جاعلاً الكائنات الموجودة بها نادرة الوجود حتى تكاد تكون غريبة عن كوكب الأرض.
ثلث أنواع النباتات و الحيوانات الموجودة على هذه الجزيرة لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض.لذلك فهي تعتبر وجهة سياحية هامة على المستوى العالمي.كما تم تصنيفها من اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي.ولقبّت بأغرب جزر العالم.
في التاريخ
عرفت جزيرة سقطرى منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد كأحد المراكز الهامة لإنتاج السلع المقدسة.حيث اكتسبت شهرتها كمصدر لإنتاج تلك السلع التي كانت تستخدم في الطقوس التعبدية لديانات العالم القديم.حيث ساد الاعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة آنذاك أرض مباركـة من الآلهة.وارتبطت الجزيرة في التاريخ القديم بمملكة حضرموت.
و قد كان لها حضور في كتب الرحالة والجغرافيين القدماء، واستمرت أخبارها تتواتر عبر مختلف العصور التاريخية.
في العصر الحديث، احتلها البرتغاليون في مطلع القرن السادس عشر عام 1507م، ثم احتلها البريطانيون حيث شكلت الجزيرة قاعدة خلفية لاحتلالهم لمدينة عدن عام 1839م.وحتى عام 1990 كانت سقطرى تحوي قاعدة عسكرية تابعة للإتحاد السوفييتي.و في عام 2000 أعلنت كمحمية طبيعية.
السكان
شكانها أغلبهم من القبائل العربية و قليلا منهم يرجعون لأصول أفريقية.يبلغ عدد سكانها 32 ألف نسمة أغلبهم من البدو يعملون برعاية الأبل و الغنم.كما يعتمدون كثيرا على صيد الأسماك.
الطبيعة
تتنوع طبيعة تضاريس الجزيرة بين جبال وسهول وهضاب وأودية وخلجان و كهوف.
التنوع النباتي و الحيوي
وتعتبر الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي وتعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة.وهي تعتبر أهم موطن لأشجار اللبان المشهورة في العصور القديمة ، حيث يوجد في العالم بأكمله 25 نوعاً من اللبان منها 9 أنواع مستوطنة في جزيرة سقطرى.
سُجل في الجزيرة حوالي 850 نوعاً من النباتات 270 منها مستوطنة في الجزيرة ولا توجد في أي مكان آخر من العالم.
كما أن 7 أنواع منها مدرجة في الكتاب الحمر للاتحاد الدولي لصون الطبيعةIUCN كنباتات نادرة ومهددة .
شجرة دم الأخوين
من أندر الأشجار والنباتات المستوطنة في جزيرة سقطرى، تنمو في أعالي الجبال، ويتراوح ارتفاعها من 6ــ 9 أمتار.
يحدث أهالي الجزيرة شقوق في ساقها فتسيل منها ماده لزجه حمراء اللون تترك حتى تجف ثم تجمع وتعد للتصدير.
و تدخل في كثير من الصناعات البدائية في الجزيرة، وتعد من النباتات الطبية وتستخدم كعلاج.وقد نسجت حول هذه الشجرة العديد من الحكايات الأسطورية، منها أنها نبتت من دم الأخوين هابيل وقابيل عندما حدثت أول جريمة قتل في التاريخ، فسال الدم الذي نبتت منه هذه الشجرة، ومنها أن الشجرة نمت من دم متخثر سال من تنين وفيل أثناء صراعهما حتى الموت، والاسم الشائع للشجرة عند أهالي الجزيرة (عرحيب)، ويطلق عليها أحيانا اسم ”دم العنقاء “.
التنوع الحيوي
كما أنه بحسب العلماء فثمة هناك إمكانية للكشف عن وجود أحياء بحرية مستوطنة في الجزيرة لم يكشف عنها بعد، وقد دللت الدراسات على تنوع كبير للشعاب المرجانية وانتشارا لأنواع من المرجان والتي كانت معروفة بكونها مستوطنة في مناطق أخرى بعيدة.
تعتبر سقطرى وجهة رائعة لكل محبين الطبيعة وذلك بسبب الغطاء النباتي النادر، الطيور و الحيوانات النادرة التي تنتشر بها.
كذلك الكهوف الرائعة المكونة طبيعيا،و الشواطىء الخلابة ذات الماء الصافي.
*gettyimages.