قلة من الناس يعلمون أن أقدم أستوديو في العالم لتصوير وإنتاج الأفلام وأكبرها على الإطلاق في أوروبا، يقع في مدينة صغيرة قرب برلين تدعى بوتسدام. وضع حجر الأساس لهذا الأستوديو بابلسبيرغ عام 1911، ليتحول فيما بعد إلى مدينة أفلام ضخمة، صورت فيه العديد من الأفلام الشهيرة، متروبوليس، الملاك الأزرق، الكاتب الشبح، سحابة أطلس، وبطل غير عادي، احتفل منذ عامين بمرور مائة عام على تأسيسه.
جثث متحركة
قد تذهلك المجسمات الموزعة على مساحة مدينة السينما بابلسبيرغ، مجسمات مخصصة لتصوير مشاهد الرعب، ومجسمات لشخصيات أمريكية، ودهاليز مظلمة يدخل إليها الزائر فيبدأ بسماع أصوات غريبة، يحتار لمن ينسبها، أجواء الغرف المصممة للزيارة، تضع الشخص في وهم السينما الحقيقي؛ فالغواصة تغوص بك دون أن تغوص، فتشعر برهبة الغرق، والمياه تغمرك، دون أن تلمس نقط ماء قدمك، والمركبة الفضائية تنقلك إلى الفضاء، وتشعر بزيادة خفقان القلب، واختلال في التوزان، رغم أنك لازلت في مكانك، لتكتشف فيما بعد أن المركبة فقط كانت تهتز، والحرارة داخلها ترتفع، وأشياء أخرى حدثت لتشوش لك الرؤية، وتضعك في الجو المناسب.
أما الأماكن المخصصة لتصوير مشاهد الرعب؛ فقد تفقدك عقلك، وتجعلك تضحك من شدة الخوف، تقف أمام أحد المقابر، فجأة تظهر يد تلوح لك، مقبرة أخرى تخرج الجثة المرعبة من مكانها؛ لتدرك بعد الصدمة، أنها مجرد مجسمات ورقية أو بلاستيكية، ولكنها شديدة الإتقان؛ بحيث تشعر لوهلة أنها حقيقة، في مكان آخر جثة هامدة على سرير المستشفى، ما أن تقترب منها، حتى تدب فيها الروح وتجلس لتفزعك بعينيها، وفي مكان آخر مشنقة، يتدلى منها مجسم لجثة ترتدي ثوباً أسود، تعطي شعوراً بأنها حقيقة، كل هذه المجسمات والأكثر منها، تصادف الزائر في المدخل الأول في أستوديو السينما بابلسبيرغ..