أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (سيدتي)

اخترع الألمان موقعا إلكترونيا لنعي أحبائهم وتلقي التعازي من خلاله، أما الفكرة فتقوم أساسا على نشر نعوة المتوفى عبر الإنترنت، كان هدفه في البداية إعلام الأصدقاء والأقارب، بتحديد موعد الدفن وتقديم التعازي، ثم تطور بمرور الزمن مع تطور علاقة المواطن الألماني بالإنترنت، فأصبح بإمكان المعزين تحميل الأغنية المفضلة التي كان يحب المتوفى سماعها، قبل أن يرحل، على الصفحة الخاصة بنعوته، أو كتابة جملة كان يكررها أو نكتة كانت تجعله يضحك فرحاً.

ولا تخلو بعض النعوات من روح الدعابة، فإحدى النعوات ذكرت (لا تتصل بي بعد اليوم، فلن أرد)، ورد عليه الكثير من الأصدقاء والأقارب بتعليقات توازي مرحه، مثل لن أجرب الاتصال؛ لأن هاتفنا معطل،  وآخر كتب حاولت ولكن ما من مجيب، وآخر أضاف: انتظرني. ليس طويلاً. سآتي إليك، الموقع يقدم فرصة لمحبي وعائلة المتوفى؛ ليبقوا على تواصل مع بعضهم من خلاله، كما يمنحهم فرصة التعبير عن مشاعرهم أو أحزانهم كلما تذكروه، وكثيراً ما يوصي المتوفى بنعوة إلكترونية معينة قبل وفاته، ويمكن معرفة ذلك من خلال صيغة النعوة، فأحدهم كُتبت نعوته على الشكل التالي (إن منزلي الجديد المقبرة، لا تنسَ زيارتي يوم الأحد).

يوم الأحد هو اليوم الذي تكثر فيه زيارة المقابر، ووضع الزهور وتجديد الوداع، كما هي مناسبات عيد الميلاد، ونهاية السنة فرصة لوضع شموع جديدة، وبكاء الفقيد، ومشاركته هذه الاحتفالات بطريقة خاصة، كما تمتلئ المقابر في فترة الربيع، بالأزهار والديكورات الخاصة باحتفال الفصح، مثل البيض، والأرانب، وخلافه. هذا ويوجد في ألمانيا أسبوع يصادف قبل نهاية السنة، يدعى أسبوع الموت، يكثر خلاله، بث البرامج والمسلسلات التي تتمحور حول فكرة الموت وفقدان الأم أو الحبيب، برامج لمعالجة مشاكل المسنين ومنحهم فرصة للظهورعلى التلفاز، من خلال زيارة دور العجزة، كما يكثر الناس من زيارة المقابر، ووضع الزهور فيها، حتى ليغدو بعضها كالحدائق.

كثيرة هي الصيغ التي تكتب، والتي تكشف بشكل أو بآخر، طبيعة الأشخاص، وطبيعة المجتمع الميالة إلى السلام، مثل: لروحك السلام ولعقلك الطمأنينة، كما أن بعضها يكشف إيمان الناس بالله وباليوم الآخر، مثل: أشتاق لك في الحب والحزن، حتى نلتقي مرة أخرى، فيمكن القول إن الموقع الآن أصبح يقدم فرصة نادرة، وهي فرصة التواصل بعد الموت.