عندما فقد أندرو آيوانيكي وظيفته في شهر أغسطس، توقع بأنه سيقضي الكثير من الوقت على السرير. ولكنه لم يدرك عندها أنه سيتقاضى أجراً كبيراً مقابل ذلك. ففي اليوم التالي، تلقى عرضا من وكالة "ناسا" للانضمام الى دراسة تتطلب التمدد على السرير لمدة ثلاثة أشهر على التوالي، مقابل مبلغ ضخم قدر بـ18 ألف دولار.
وكتب أندروا على صفحته الخاصة في موقع ناسا: "يقع سريري في وحدة أبحاث "ناسا" في هيوستن، تكساس، حيث أتقاضى 18 ألف دولار مقابل الاستلقاء لمدة 70 يوما في حين يدرس الباحثون حالتي. "أنا على هذا السرير لمدة ثلاثة أسابيع حتى الآن، وسأبقى ممدداً عليه لمدة سبعة أسابيع أخرى."
وأوضح أندرو أن الدراسة (CFT 70 ) وهي اختبار وظيفي لجاذبية الرأس المائل إلى الأسفل خلال التمدد على السرير) وهي دراسة تجتهد الناسا عليها منذ ثلاث سنوات لمعرفة حالة العظام وضمور العضلات في الفضاء. فريق من الباحثين في ناسا أجرى الدراسة على 54 شخصا حتى الآن، وأندرو هو آخر مشارك.
وقال أندروا أنه تقدم بطلب المشاركة في الدراسة العام الماضي مع العلم بأن فرصة اختياره من بين 25 ألف متقدم للطلب قليلة جداً، ولكن لحظه تم قبول طلبه وفي نفس الفترة التي وجد نفسه فيها بدون عمل. فسافر إلى هيوستن بعد أسبوعين لخوض التجربة الجديدة.
وكما توقع كان التمدد طوال الوقت على السرير أمر صعب للغاية، خاصة وأنه انسان نشيط ولم يتعود على الخمول.
قبل بدء الدراسة، تلقى أندروا تدريباً صارما، ونجح في اجتياز "اختبار الرجل الحديدي". واليوم بعد ثلاث أسابيع من التمدد المستمر، اكتشف أندرو أن الأمر يصعب تحمله.
قبل اختبار التمدد، خضع أندروا لفحوصات روتينية ومسح لكامل الجسم واختبارات اللياقة البدنية، وتحاليل البول. ويقول أن أصعب فحص كان إحداث صدمة كهربائية في ساقيه لتفحص قوة الركلة. وأوضح بأنه عند الصدمة الخامسة راح يشتم الباحثين وفي الصدمة العاشرة شتم وكالة الناسا وكل القائمين عليها.
ولكنه مع مرور الوقت نسي صعوبة الفحص واعتبره مجرد تجربة جديدة وتغيير من روتين وظيفته القديمة، فبعدما عمل جاهدا لمدة عدة سنوات أصبح من المريح متابعة التعليمات والتمتع بفترة طويلة من الراحة.
وضع أندرو على سرير مائل بزاوية ست درجات، ويقول أنه غير مريح تماما. "ففي كل مرة يلتفت فيها أو يحاول الانقلاب يضرب رأسه على اللوح الأمامي وبعد فترة بدأ يشعر بآلام في الراس والرقبة والظهر، فضلا عن آلام البطن لبطيء جهاز الهضم كونه مائل الى الأسفل. ويقول أندروا أن سريره أصبح كل شيء في حياته فهو غرفته وحمامه ومطبخه.
بعد فترة قصيرة بدأ أندرو يتعود على حياته الجديدة وبدأت الآلام تزيل شيئا فشيئا كما أصبح يشغل وقته بالقراءة ومشاهدة التلفاز. وتعرف على باقي المشاركين الذين قال عنهم أن لكل منهم سبباً في المشاركة، فأحدهم انخرط في الدراسة السريرية للعمل على روايته والحصول على المال لشراء دراجة نارية من جهة ومن جهة أخرى. ومشارك آخر بهدف جمع بعض المال لاستقبال مولوده الجديد، وكان هناك شخص يشارك للمرة الثالثة لاختبارات الناسا وعاش لسنوات من الأموال التي يجنيها من هذه الاختبارات.