حازم شريف، حصد اللقب، ليكون "آراب أيدول" لهذا الموسم؛ في ولادة ما وصفه أحد المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي بالـ "الفرحة اليتمية" لسوريا خلال العام 2014، كلام قد يبدو مبالغاً فيه بالنسبة لبلدٍ غارقٍ بالحرب، لكنّها كانت "فرحة منتظرة" للكثير من السوريين، الذين يحّسون بـ"اليتم، والجرح تجاه هويتهم الوطنية"، بحسب متابعين آخرين.
عدم رفع العلم السوري؛ كان "فاضحاً" من وجهة نظر البعض، خاصّةً مع مبادرة أحد الحاضرين على المسرح لمناولة حازم علم السعودية، الذي لم يرفعه، "محبوب العرب" الجديد، بينما أكّد آخرون أنّ إدارة البرنامج "فتشتت الجمهور السوري تفتيشاً دقيقاً، لمنع حدوث إشكالات بين المؤيدين والمعارضين منهم".
شريف ربمّا نجح قبلها، في حصد إعجاب أبناء بلاده، وإجماعهم حوله، ليس لجمال صوته والكاريزما التي يتمتع بها فحسب، وإنما أيضاً لكونه لم يصدر عنه خلال إطلالاته المتتالية في "آراب أيدول"؛ ما يثير نعرات الانقسام السياسي بينهم تلميحاً، أو تصريحاً، الأمر الذي فشل فيه إلى حدٍ كبير أصحاب مواهب سوريين، سبق لهم الاشتراك ببرامج مماثلة، بحسب الانطباع السائد -حتى لحظة فوزه-، لدى الكثير من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي.
كما حظي الشاب العشريني بدعم العديد من نجوم سوريا الذين حضروا إلى استوديو البرنامج تباعاً، أثناء العروض المباشرة، كـ: شكران مرتجى، قصي خولي، كاريس بشّار، محمود نصر، وفي العرض الأخير حضرت ليليا الأطرش، وصباح الجزائري، أما فنّانون آخرون كالنجمة السوريّة كندة علوّش (المقيمة بمصر حالياً)، فطالبوا معجبيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتصويت له، بينما أعربت "مطربة الجيل" ميّادة الحنّاوي –بحسب مقربين منها- عن إعجابها بصوته.
حازم الذي لم يرفع علماً في ظل الموت المحاصر لبلاده، لربما يكون قد نجح بإختياره أن لا يرفع علما ويكفيه أن يكون سوريا فقط بدون إنقسامات و لا تصنيفات. لربما هذا ما تحتاجه سوريا اليوم.
وعلى العالم الافتراضي، أيضاً ومنذ أيام، خاصّة مع إعلان وصول ابن مدينة حلب، لنهائيات برنامج المواهب الغنائية العربي ذي الجماهيرية الواسعة؛ توالت الدعوات لدعم حازم الشريف بالتصويت، دعواتٌ كان ملؤها الأمنيات بتحقيق "الفرح المنشود"، ولم يُعكّرها لدى أنصار الحكومة السورية إلاّ خشيةُ فوزِ المشترك السعودي ماجد المدني باللقب، الأمر الذي اعتبره الكثيرون من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، عزفاً جديداً على وتر الحرب المعلنة بين سوريا والسعودية.
كل تلك المخاوف تبددت مع إعلان النتيجة المنتظرة، ومَنْ أسعده الحظ بتوفر الكهرباء في منزله، كان شاهداً على تلك اللحظة، وبعضهم توجّه تحسباً لحضور حفل الختام بأحد مقاهي العاصمة، أو مطاعهما الراقية، ومن أحد تلك المطاعم تولت محطة MBC النقل المباشر لمتابعة الحفل الختامي لـ"آراب أيدول"، لكن صور التغطية غابت لحظة الإعلان عن فوز حازم باللقب.
أما ذلك الذي خانه التيّار الكهربائي، فسيصحو صباح اليوم التالي، سيسمع بالخبر، ربمّا سيسعده، ولكنّه سيعود سريعاً لمواجهة هواجسه.