لا يملك العلم الحديث الكتير من الإثباتات عن وجود إختلافات تشريحية بين دماغي الرجل و المرأة، ولكن العديد من الدراسات التي تجرى تكشف عن إختلافات في طريقة التعامل مع العوامل المؤثرة.
و إن كان الكثير من العلماء يرجعون ذلك إلى التأثيرات البيئية على كلٍ من الرجل و المرآة و التي تجعل كل منهما ينصاغ ليفكر و يتصرف بطريقة معينة ليتكيف مع مجتمعه. وبالرغم من عدم وجود أجوبة واضحة و دقيقة عن الإختلافات إلا أننا نذكر هنا بعض الدراسات.
المشاعر
يتهم الكثيرون الرجال بأنهم أقل حساسية من النساء، وبأن مشاعرهم تتسم بأنها أكثر برودة، وهذا ما أكدته دراسة هولندية حديثة كشفت أن المرأة تبكي بمعدل 30 إلى 64 مرة بالعام، مقابل ما بين 6 إلى 17 مرة بالنسبة للرجل.
وأكدت الدراسة، التي أجراها مجموعة من الباحثين بجامعة تلبرغ الهولندية، أن المرأة تبكي لمدة زمنية أطول من الرجل، حيث أنها تبكي لمدة 6 دقائق في المتوسط، في حين يبكي الرجل ما بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق فقط.
واعتمدت الدراسة على توجيه أسئلة إلى نحو 5000 شخص من 37 دولة عن استجاباتهم العاطفية لمواقف معينة، فوجدت أن معدل بكاء النساء وتأثرهم عاطفيا أعلى بكثير من الرجال، كما أنهم يستغرقون في البكاء لفترات أطول بكثير من الرجال.
وربطت الدراسة ذلك بميل النساء لمشاهدة الأفلام والأعمال الدرامية المؤثرة، وكذلك قراءة الكتب الأدبية الوجدانية والتفاعل معها أكثر من الرجال. وأضافت أن اختلاف الهرمونات بين الرجال والنساء يشكل أيضا عاملا مهما في التأثر العاطفي لدى كل منهما.
و وفقا لدراسة سابقة حول طريقة عمل الألياف العصبية داخل الأدمغة الحية للرجال والنساء، وجد أن التواصل بين أدمغة الرجال والنساء يتم في الواقع بشكل مختلف خصوصاً في العلاقات الاجتماعية والسلوكيات اليومية.
و يُشاع أن الرجال أفضل من النساء في بعض الأشياء مثل ركن السيارة، بينما النساء هن أفضل من الرجال في الأمور التي تتعلق بالمشاعر. وقد وجدت دراسات سابقة أن المرأة تميل إلى أن تكون أفضل في التعاطف مع الآخرين بينما عادة ما يكون الرجل أفضل في ترتيب الأمور بشكل منهجي.
الدماغ البشري
وظهرت حالياً أدلة جديدة تؤكد على أن التواصل بين أدمغة الرجال والنساء يتم في الواقع بشكل مختلف. ويظهر بحث جديد نُشر في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية "بي.إن.إيه.إس" أن التواصل الذي يتم داخل كل نصف دماغ على حدة يكون على أفضل ما يكون في أدمغة الذكور. أما في أدمغة الإناث فيكون التواصل على أفضل ما يكون بين نصفي الدماغ.
ويعتقد الباحثون أن هذه الاختلافات التشريحية يمكن أن تفسر السبب في أفضلية الذكور من حيث القدرات الحركية والمكانية، في حين أن الإناث لديهن ذاكرة أفضل كما أنهن أفضل في التعامل مع العلاقات الاجتماعية.
وتمكنت الباحثة مادهورا إنغالهاليكار وفريقها من جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا، عن طريق تقنية تعرف باسم "التصوير المنتشر المنقبض"، من تكوين فكرة متعمقة عن طريقة عمل الألياف العصبية داخل الأدمغة الحية من خلال رسم خريطة لعملية انتشار جزيئات الماء داخل المخ.
وفي عينة مؤلفة من 949 شاباً تتراوح أعمارهم بين 8 و22 عاماً ( 428 من الذكور و521 من الإناث)، قسم العلماء الدماغ إلى 95 قطاعاً مختلفا، فاكتشفوا فروقا فريدة من نوعها بين الجنسين فيما يتعلق بالتواصل داخل الدماغ أثناء عملية التطور.
ويشير البحث إلى أن تشريح أدمغة الذكور يعد أمراً جيدا للتنسيق ما بين مفهومي التصور والعمل، مثل رؤية كرة وهي ترتفع ثم يتم التقاطها، في حين أن أدمغة الإناث مصممة للربط ما بين الأجزاء التحليلية والبديهية للفكر. وفي دراسة سلوكية أجريت في وقت سابق تتضمن عينة أكبر، اكتشف العلماء أن النساء أكثر قدرة على تذكر الكلمات والوجوه وأكثر قدرة على ملاحظة الأشياء كما كان لديهن قدرات أكبر على الإدراك الاجتماعي، في حين أن الرجال كان لديهم مهارات حركية ومكانية أفضل. وقال الباحثون إن الفروق الملحوظة في الكيفية التي يتم بها التواصل داخل أدمغة الرجال والنساء قد تكون من بين الأسباب التي تقف وراء هذه الاختلافات السلوكية.