أصبح متحف "غواناخواتو" للمومياوات المحنطة أحد مصادر الجذب السياحي في المكسيك، فتلك المومياوات لم يتجاوز عمرها 100 عام وحنطت بعوامل الطبيعة دون تدخل الإنسان، على عكس الجثث المحنطة حول العالم بفعل الإنسان، هذه الجثث حنطت تلقائياً بعوامل الطبيعة التي حولها، وظلت على شاكلتها، إلى أن اكتشفها أهل القرية وبدأوا بإخراجها وعرضها في توابيت زجاجية داخل المتحف، ليتعرف الجميع على أسلافهم.
المتحف يأتيه أكثر من 4 آلاف زائر في الأسبوع، ويدفع الزوار2.5 دولار فقط ثمن التذكرة، ليدخلوا ويشاهدوا أكثر من مائة جثة مجففة، تم نبشها من مقبرة "سانت باولا" المجاورة للمتحف، وراء توابيت الزجاج، يعرض المتحف ضحايا القتل والمجرمين الذين دفنوا أحياء مع الرضع، الذين ماتوا لأسباب مختلفة، بزيهم الخاص، ويعتقد المكسيكيين أن هذا سيخفف مرورهم إلى السماء.
المتحف يدار بواسطة الوحدة المحلية، وتم اعتباره أحد أكثر مناطق الجذب السياحي مؤخراً في المكسيك، والمومياوات محفوظة بلون أصفر، دليل على جفاف الجلد حول العظام، ولم يتآكل أو يفسد في الجثث سوى الجفون والأعضاء التناسلية والخدين وشحم الأذن لكونها أحد الأعضاء اللحمية المعرضة للتحلل سريعاً.
يقول أحد المختصين أن السبب الرئيسي وراء حفظ الجثث بهذه الحالة الممتاز، هو العوامل الطبيعية داخل المقبرة، وابتعاد الشمس وعدم تواجد الأوكسجين داخل غرف الدفن كان حائلاً كبيراً أمام تحللها وتعفنها، مضيفا أنه بعد خمس سنوات من الدفن، تخرج الجثة محنطة بشكل مميز.
المتحف يحتوي على اقسام متفرقة، أقسام خاصة بالمجرمين والذين ماتوا نتائج حوادث وقسم لمن ماتوا بشكل طبيعي، كما يوجد قسم مخصص للأطفال، يحتوي على مومياوات لخمس رضع لا تتجاوز أعمارهم العام الواحد، أحدهم طفل مات أثناء ولادته، كما يوجد تابوت زجاجي به أم وابنها الرضيع، ماتا بسبب الكوليرا وتم دفنهما سوياً، يفتح المتحف أبوابه سبعة أيام في الأسبوع، ويغلق ليوم واحد كل شهرين من أجل تنظيف المومياوات، التي لايزال الكثير منهم يرتدون الملابس التي دفنوا بها.