أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (فاطمة جنان)
انها صورة لشخصية مثيرة للجدل، تربعت على العرش قادمة من وراء القصر الملكي النرويجي، كانت بالأمس فتاة لها أحلام بسيطة شأنها شأن عامة الشعب، الفتاة التي قادت مشاريع انسانية، وتمردت على ماضيه بما له وبما عليه، أصبحت أميرة متوجة على عرش النرويج سنة 2001 بعد زواجها بالأمير هاكون.
هذه الشخصية التي أسالت الكثير من المداد على الصحف الدولية، وباتت مادة دسمة للبرامج الاخبارية على القنوات الأروبية، هي ميت ماريت، رأت النور في التاسع عشر من أب/ اغسطس سنة 1973، وهي الابنة الأصغر لماريت تجيسيم، موظفة مصرف وسفن أولاف بجارتي كان يشتغل في الاعلام، كانت الأسرة تفضل قضاء العطل على الساحل،
ومنذ صغرها تكون في ميت ماريت حبها للبحار، فاستمدت منه التمرد وحب المغامرة، لكن أشرعة هذه الأسرة ما تدمرت بعد طلاق الأبوين، فكبرت ميت وأشقاؤها الثلاثة في الجزء الجنوبي من النرويج، منذ ذلك الوقت ترعرعت داخلها الشخصية القيادية والرياضية.
أمضت ميت ماريت ستّة أشهر من دراستها في أستراليا قبل أن تنهي امتحاناتها النهائية في كريستيانساند كاتيدرالسكول في عام 1994. ثم تلقت دروسها الجامعية الأولية في إدجر كوليج، وبعدها انتقلت للدراسة بجامعة أوسلو، خلال هذه المرحلة من حياتها تعرّفت إلى الأمير المتوّج من خلال أصدقاء مشتركين بعد وقتٍ قصير من عودته من دراسته في جامعة كاليفورنيا في بركيلي، وبعد ذلك، انتقل الثنائي للعيش معاً من دون إعلان أي ارتباط.
وبعدما تم الاعلان الرسمي بالأمير هاكون، ، كان من اللازم على ميت ماريت أن تتخلى على حياتها الجامحة سابقا، وأن تتبنى تعديلات جذرية على أسلوب حياتها، وأن تنزع ثوب الفتاة العادية، لتلبس ثوب الأميرة التي تسلط عليها الأضواء في كل حركة وتصرّف تقوم بهما.
كما صار من اللازم أن تتعود على ملاحقة الاعلام وكاميرات الباباراتزي الفضولية، ذات يوم قالت: "في السابق كنت أحبّ التسوّق، ولكن اليوم فإنّ شراء الثياب لم يعد أمراً رائعاً جداً بالنسبة إليّ. ما حصل بالفعل هو أنّني فجأةً، أصبحتُ أحتاج الى ملابس لدوري الجديد في الحياة. ومن الطبيعي أنّني ما كنت أملك الكثير من الملابس الملكية قبل أن أتعرّف إلى هاكون".
لكن بعدما تتويجها أميرة على العرش النرويجي، أظهرت الصور الرسميةعلى أن الأميرة الجديدة ميت ماريت تعاملت مع دورها الجديد بطريقة رائعة، فسلوكها المميّز ودعم العائلة المالكة الواضح، بدآ يغيّران ملامح شخصيتها المتمردة كما يغيران الرأي العام تجاهها.
وبعد هذا المجهود الذي قامت به، حصدت ميت ماريت تقديراً لشجاعتها قبل أيام من زفافها في 25 آب/ أغسطس من عام 2001 حين ألقت بياناً عاماً في مؤتمرٍ صحافيّ. كانت تظهر غير شاعرة بالضغط وهي تمسك يد هاكون لدعمه، وقد اعترفت للصحافيين آنذاك بأنّها تأسف على ماضيها غير المستقر.
حاليا، تعيش ميت ماريت حياة ملكية بامتياز، فأنجبت عام 2004 ابنتها الأولى أليكسندرا، التي أصبحت الوريثة الأنثى الأولى للتاج النرويجي. وفي عام الذي يليه سنة 2005، أنجبت ميت ماري الأمير سفير ماغنوس الذي وُلد في شهر ديسمبر، شقيق وريثة التاج النرويجي.