أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (هبة أبو كويك بالتعاون مع أراجيك)
يبدو أن هذه المقولة هي النهج الذي سارت عليه النساء في قبيلة “الموسو” الصينية، إذ آمنّ بقوتهن وعظمتهن، فما كان منهن إلا أن همشن الرجال، وأطلقن العنان لأنفسهن للسيطرة والتحكم في شتى شؤون الحياة القبلية هناك، الأمر غريب حقاً! فكيف يبدو العالم بلا رجال ؟ هذا ما سنراه في جولتنا التالية :
قبيلة الموسو Mosuo والتي تسمي نفسها بـ “نا” Na، هي آخر المجتمعات الأمومية في العالم، مجموعة عرقية صغيرة تقدر بحوالي 40 ألف نسمة، يتواجد سكانها على ضفاف بحيرة “لوغو” بالقرب من حدود مقاطعتي “يونان” و”زيتشوان” الصينيتين. تعتبر جزءاً من منطقة التبت المرتفعة ويمتد وجودها لأكثر من ألفي عام.
لغة الموسو:
يتكلم سكان قبيلة الموسو إحدى لهجات لغة ناشي Naxi وتدعى”دونغبا” وهي لغة خاصة بأهل التبت، كما أنها اللغة الهيروغليفية الأخيرة في العالم، قامت الحكومة الصينية في أواخر ثمانينيات القرن الماضي بإلغاء تعليمها للطلاب في المدارس..
إذ لم يتمكن أي مراهق من قراءتها؛ كونها تتطلب نحو خمسة عشر عاماً من الدراسة لفهم كل رموزها البالغ عددها 1400، وبالتالي لا يوجد حالياً سوى ستين شخصاً في العالم لا يزالون يقرؤون ويتكلمون لغة الدونغبا ومعظمهم في السبعينيات من العمر، يذكر أن كلمة أب لا وجود لها في قواميس تلك القبيلة.
الدين
الدين جزء هام جداً في حياة السكان، على الرغم من أن معتقداتهم هي خليط من مذهبين هما الدابا Daba والبوذية التبتية. وبالمناسبة فإن دابا Daba هي الأخرى امرأة كما يعتقدون.
لا نسب ولا ميراث للرجل!
بما أن كامل السيطرة للنساء في القبيلة، فلهن الحق في إصدار كافة التشريعات والقوانين كذلك، أما الرجل فلا مكان له بين كل هذا، وإن تواضعت نساء هذه القبيلة في جعله سبباً في استمرار تواجدهن..،أما نسب الأطفال فيعود إلى الأم وكذلك تربيتهم والعناية بشؤونهم، كما أن الميراث فحق من حقوق الأخت الكبرى أو من هن دونها من البنات فقط.
الرجل لا يعترض
بالطبع مثل هذا الوضع لا يعجب الرجال عادة، ولكن الوضع لدى رجال الموسو مختلف تماماً، فالرجل راض وقانع بحظه، بل تشجيعه للمرأة هناك ربما هو ما جعلها تتمادى في السيطرة عليه وسلبه حقوقه..
يرجع كل هذا إلى أن الرجال يرون أن طبيعة المرأة وقدرتها تتوافق وإيقاع الطبيعة وهن أفضل في إدارة الشؤون من الرجال الذين يتميزون بالخشونة وحدة الطبع.