اخبار الآن | القاهرة – مصر – (رانيا الزاهد)
كشف رجل يبلغ من العمر 85 عاما، أنه قضى نصف حياته في البحث عن سر قطار الذهب النازي المفقود.. ولكن كشف هذا السر لم يكن سهلا فقد صاحبه عمليات قتل وترهيب واعترافات سرية أدت في النهاية لكشف النقاب عن هذا الكنز المثير في أحد التلال في بولندا.
العجوز الذي أصبح في سن المعاش، ليس لديه خبرة كبيرة في مطاردة القطارات ومعرفة امكانها، لكنه يعرف هوية الرجلين اللذين قبل أسبوعين ادعوا أنهم وجدوا القطار بالإضافة إلى الرجل الذي كشف عن موقعه وهو على فراش الموت.
تتجه وسائل الاعلام وجهاز المخابرات البريطاني وجهاز الأمن الداخلي الآن إلى بلدة ولدينبيرج جنوب غرب بولندا، حيث يقال إن القطار قد اختفى هناك منذ 70 عاما، وسط تكهنات بأن تكون هناك وثائق سرية خاصة بالرايخ الثالث بين حمولته الثمينة.
كشف تاديوس سلويكويسكي لصحيفة "ميل أونلاين MailOnline " كيف سمع لأول مرة عن القطارالمخبأة في نفق، حيث يعود تاريخه المظلم والخطير لعام 1950.
وقال: "أدركت وجود النفق بعدما أنقذت رجل ألماني يدعى شولتز من التعرض لهجوم من قبل اثنين من الرجال. وتعبيرا عن امتنانه لي، قال لي عن النفق ".
روى شولتز قصة تدور احداثها حول القتل والخوف والأسرار، والتي بدأت في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية عندما وجد رجل ألماني، يعمل على خطوط السكك الحديدية، مدخل النفق.
وأوضح سلويكويسكي لموقع "MailOnline": "كان يعيش عدد قليل من الألمان الذين ظلوا في المنطقة بعد الحرب هناك وكان هذا الرجل يعمل في السكك الحديدية عندما وجد مدخل النفق، ورأى مسارين في النفق ولكن تم سده بعد ذلك بوقت قصير".
لكن عامل السكك الحديدية لم يقل أي شيء لأنه كان خائفا من ما قد يحدث فقد خشي مواجهة نفس مصير عائلة قتلت بدم بارد، بعدما اكتشفوا سر وجود النفق.
وفي صورة بالأسود والأبيض ظهر رجلا وطفلين خارج منزل منذ زمن الحرب القديمة، وكان هذا المنزل يطل مباشرة على المسارات المؤدية للنفق. وقال :"من النافذة العليا تستطيع أن ترى كل شيء على خط السكك الحديدية. في 5 مايو 1945، قتلت الأسرة التي كانت تعيش هناك بالرصاص وتم تسوية المنزل بالارض، وكان ذلك قبل ثلاثة أيام من أخذ السوفييت المدينة.
"من قتلهم لا يريدهم التحدث عن أي شيء رأوه، لا يوجد شيء هناك الآن. فقط مساحة فارغة مكان المنزل، ولم يتم بناء شيء هناك منذ ذلك الوقت". لكن الرجل الألماني استطاع في نهاية المطاف التحلي بالشجاعة ليقول لشولتز ما رآه وهو على فراش الموت.
كان يكفي لسلويكويسكي أن يعلم أن الأسطورة تقول إن هذا القطار يتم تعبئة بالذهب الذي سرق من اليهود قبل المحرقة. طوال أربعة عقود عرف سلويكويسكي في بولندا بأنه واحد من أبرز الخبراء في البحث عن القطار المفقود، بعدما درس خرائط وبيانات المنطقة جيدا.
وبعد تقديم استنتاجاته للحكومة، قال سلويكويسكي أنه حصل على تصريح رسمي عام 2003 لبدء استكشاف المنطقة. ولكن يبدو أنه لا يزال هناك اشخاص يريدون حفظ سر وجود القطار .
وقال: "بمجرد أن بدأنا، جاء ثلاثة رجال يرتدون ملابس مدنية ويحملون بنادق لتهديدنا، وطلبوا منا التوقف. لم أكن أعرف من هم، ولكن كان لي شكوكي. وبعد ذلك بوقت قصير تم تسميم كلبي. ثم تم تحطيم بابي الأمامي ثم مكالمات التهديد، وكانت هذه التكتيكات الكلاسيكية للشرطة السرية عندما يرغبون في ترويع الناس.
وأضاف: " لا يزال هاتفي تحت المراقبة ".
وقال صياد الكنوز، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه خوفا من الانتقام: "تلقيت مكالمة هاتفية من رجل غامض حذرني بالبقاء بعيدا عن القصة وعدم التورط. وقال إن هناك العديد من الاشخاص مهتمين بالعثور على هذا القطار.. وكان يمكن أن يكون هذا تحذيرا من واحد منهم".
ولكن هذا لم يمنع سلويكويسكي من التحدث عن الامر. فقد كان لديه حتى مجموعة نماذج للسكك الحديدية تهدف الى اظهار موقع المرآب خلف المنزل. هذا الموقع تم الآن تسمية رسميا من قبل الحكومة البولندية لأنه يقع على م 4 كيلومتر من مدينة فروكلاف، حيث يقال إن ما يسمى بقطار الذهب قد بدأ رحلته قبل ان يختفي تحت التل.
وقالت السلطات إن لديهم أدلة على وجود القطار في الصورة التي يتم التقاطها باستخدام الرادار المخترق للأرض، والتي تظهر شكل منصة القطار والمدافع.
ولكن فكرة وجود كنوز داخل القطار جذبت اشخاص من أماكن بعيدة مثل اليابان، على أمل العثور على قطعة خاصة بتاريخهم خلال هذه الفترة، وذلك على الرغم من تحذيرات نائب وزير الثقافة بيوتر زوشويسكي الذي ناشدهم "بوقف البحث فورا من أجل سلامتهم".
وقال زوشويسكي ، المسئول عنحفظ التراث الوطني البولندي: "قد تكون هناك مواد خطرة يرجع تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية في القطار مخفي، داخل المناطق العسكرية التي شهدت معارك كثيرة خلال الحرب العالمية الثانية، وأنا مقتنع بوجود القطار.
وأضاف:" لكن أناشد الشعب بوقف أي عمليات تفتيش حتى انتهاء الاجراءات الرسمية لتأمين عملية الاكتشاف. هناك احتمال ضخم أن يكون القطار مفخخ".
ويمكن أيضا أن يكون هناك أشياء أخرى غير القطار، الذي يبلغ طوله100 متر، مخبأة في شبكة معقدة من الأنفاق بنيت تحت المقر المحلي للحكومة النازية في قلعة كسياز وعمق التلال المحيطة بها.
فقد شيدت ألمانيا النازية شبكة واسعة من الانفاق تحت الأرض حول القلعة الضخمة، لإخفاء الأشياء الثمينة التي تعود للرايخ الثالث، وانتاج الأسلحة الاستراتيجية، لكونه موقع آمن من الغارات الجوية للحلفاء.
قالت ماجدالينا ووش، مدير قسم الثقافة في القلعة، لصحيفة "تلجراف": "هناك قصة تقول إنه في عام 1945 جاء ثلاثة قطارات إلى المدينة ولم يتم العثور عليها ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد من القطارات هناك ".
لذلك تعتقد ووش، أنه لو لم يتم العثور على الذهب في قطار معين، لا يزال من الممكن العثور عليه في القطارين الاخرين. كما أن الكنوز يمكن ان تكون اشياء اخرى غير الذهب، من الممكن ان تكون أشياء ثمينة ارسلها الناس إلى معسكرات الموت النازية.
وأشار سلويكويسكي، الذي قتلت أمه في معسكر أوشفيتز: "هناك الكثير من الأشياء الثمينة التي أخذت من اليهود في معسكر أوشفيتز وتم إرسالها إلى قبو البنك في فروكلاف، مثل الآلاف من الأسنان الذهبية والخواتم والقلائد والماس ".
الانباء حول احتمال العثور على المتعلقات الخاصة باليهود على متن هذا القطار، اغضبت المؤتمر اليهودي العالمي الذي طالب الآن برد هذه الاشياء المنهوبة لأسر القتلى.
وقال روبرت سينجر رئيس المؤتمر اليهودي العالمي: "بما أن أي شيء سيتم اكتشافه في بولندا قد سرق من اليهود الذين قتلوا في معسكرات التعذيب، فمن الضروري أن يتم اتخاذ كل التدابير لإعادة الممتلكات إلى أصحابها الشرعيين أو إلى ورثتهم. نحن نأمل كثيرا في أن السلطات البولندية ستتخذ الإجراءات المناسبة في هذا الصدد".
ولكن نظرية أخرى تقترح أن القطار يحتوي على أعمال فنية واثرية نادرة، مثل غرفة العنبر، التي وضعت في قصر كاثرين، بالقرب من سانت بطرسبرج، والتي اختفت منذ عام 1945.
الغرفة المصنوعة من الكهرمان والذهب ومرصعة بالمجوهرات الثمينة، كانت قد سرقت من قبل النازيين عام 1941، ونقلت عن طريق السكك الحديدية إلى قلعة كينجزبيرج، في ما كان يعرف آنذاك بروسيا الشرقية. الآن، تم العثور على القلعة في مدينة كالينينجراد.
ولكنها اختفت في يناير 1945، بعد غارات جوية وهجوم بري وحشي على المدينة.
في حين ادعى البعض أنها قد دمرت في الغارات، ذكر آخرون رؤية 40 عربة تتحرك بعيدا عن القلعة تحت ستار من السرية بعد سقوط المدينة في يد الجيش الأحمر.
ترتب على ذلك قيام محامي روسي بالمطالبة بحقوق بلاده في أي غنيمة يتم العثور عليها.
ونقلت وسائل الاعلام الروسية عن ميخائيل جوفي قوله:"إذا تم الاستيلاء على احد ملكيات الاتحاد السوفياتي، يجب ان يتم تمرير حمولة القطار إلىالجانب الروسي وذلك وفقا للقانون الدولي".
ولكن، وفقا لخبير بولندي أخر، يمكن أن يحتوي القطار على وثائق سرية ثمينة. وقال الشرطي السابق أندريه جايك، الذي أمضى أيضا سنوات عديدة في البحث عن القطار المفقود لموقع "MailOnline": " من المحتمل أن هذا القطار كان يحمل معلومات هامة للدولة البولندية مثل وثائق سرية حول. مشروع ريسي ".
كل هذه الأسئلة يمكن أن يكون لها قريبا اجابة، في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة البولندية لاستكشاف الأنفاق.
ومؤخرا أبلغ بولندي وألماني السلطات المحلية من خلال محامين أنهما عثرا على قطار مصفح به أشياء ثمينة في نفق مهجور وطالبا الحكومة بالحصول على10 في المائة من قيمة حمولة القطار التي لا تزال طي الكتمان.
وقال العجوز، وهو أحد المطلعين على بواطن الأمورفي مجال الذهب للموقع: "إن مجتمع صيد الذهب صغير جدا والجميع يعرفون بعضهم، والكل لديه شكوك حول هوية هذين الرجلين."