أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – ( فاطمة جنان)
عادة ما تتفنن الناس في اختيار نكهات جديدة لصناعة الفطائر، لكن الموضوع يختلف كليا في واحدة من أفقر دول العالم، حيث يعتبر الطين أساس صناعة الفطائر.
فصناعة "فطائر الطين" في هايتي تعتبر بمثابة صناعة الخبز ومشتقاته في فرنسا، وتحظى بنفس الشعبية تماما، وتعتبر صناعة ضخمة هدفها الأساسي ملء بطون من يعيشون تحت خط الفقر بمراحل كثيرة.
المثل القائل "معدة تهضم الحجارة" يكاد ينطبق حرفياً على سكان جزيرة هايتي، الذين دفعهم الفقر لإعداد فطائر مصنوعة من الطين، ورغم أن هذه الفطائر خالية تماماً من أي مواد غذائية، إلا أنها على الأقل وسيلة يضطر إليها الكثيرون من الفقراء في هايتي لمقاومة الجوع، لأنها في نهاية المطاف مادة "تملأ المعدة" بالنسبة لسكان هذه الجزر.
أما عن طريقة تحضير هذه الفطائر، فتقوم بعض النساء في هايتي بإعداد هذه الفطائر عن طريق خلط الطين الأصفر بالماء والملح وقليل من الزبدة أحياناً، بالاضافة الى عجنه بشكل دائري وتركه يجف في الشمس.
فما على النساء القاطنات في أفقر أحياء هذه الدولة، سوى جمع التراب وخلطه بالماء للحصول على عجينة الفطائر، ومع الوقت تطورت هذه الفطائر لتغدو صناعة كبيرة داخل هذه الدولة، علاوة على ذلك فقد أصبحت مصدر دخل بالنسبة لبعض النساء، اللاتي يصنعن كميات كبيرة منها لبيعها.
فقد لا يبدو نادرا أن تجد أرضيات الأحياء كأماكن لتجفيف تلك الفطائر، أو حتى استغلال ملاعب كرة القدم، أما عن المادة التي تصنع منها هذه الفطائر فهو تراب يأتي من منطقة جبلية ويباع للنساء اللاتي يصنعن منه الفطائر.
ويقول السكان إن هذه الفطائر يمكن أن تسبب اضطرابات في المعدة، لكن ليس بنفس الدرجة التي قد تحدث لشخص لم يعتد على أكلها، فهم يعتقدون أن أجسامهم تعودت على هضم هذا الطعام، بل إن البعض يزعم أن هذا الطين غني بالفيتامينات والمواد المعدنية المفيدة للجسم.
لكن لأمم المتحدة، رأي أخر فهي ترى أن فطائر الطين، هي دليل على فشل الحكومة في هايتي، فالعديد من الأسر ليست قادرة على شراء الطعام، لاسيما أن بعض العائلات في هايتي تعيش على دولار واحد يومياً.