أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (وكالات)
لم تعد عملية التسويق والدعاية للأعمال، هي عملية تقليدية وبسيطة، بل بات التسويق ركن أساسي لنجاح أي عمل صغير أو كبير، وأصبحت الشركات على اطلاع بسلوك المستهلكين والفئات المستهدفة وذلك لمعرفة كيفية التأثير على عقولهم وسلوكهم الشرائي، وبعض الأحيان توظيفهم لتسويق منتجاتها بطريقة غير مباشرة، وفعالة! نعم، فعالة بدرجة كبيرة!
لقد سمعنا جميعا عن حيل الوسيط العقاري التي تساعده في بيع عقار معين: الخبز في الفرن، أو وعاء يغلي من القهوة الطازجة على موقد الغاز. لكن الهجمات التسويقية على حواس الناس تذهب إلى ما هو أبعد من بيع منزل بسيط، لقد أصبحت العلامات التجارية العالمية على وعي متزايد بقوة البصر والشم واللمس والصوت للتأثير في السلوكيات الشرائية.
التسويق الحسي…
ومثالاً على التسويق الحسي.. استخدمت ”ماكدونالدز” تجربة الروائح في مطاعمها، مع علمها أن هذا لن يقوم فقط باجتذاب الزبائن، ولكن يحسِّن أيضا تصورهم لتجربة تناولهم للطعام بشكل عام.
بينما أنفقت ”لينكس”، شركة مزيل العرق المعروف للرجال، مبالغ كبيرة لإتقان الصوت الخارج من علبة الرذاذ، وذلك لتضخيم قوة وفاعلية رسالة علامتها التجارية. وأدى هذا إلى رذاذ بصوت أعلى، وبشكل ملحوظ من مزيلات العرق” النسائية” التي تنتجها الشركة.
ماذا عن حيلة ستاربكس؟
الأمر مختلف لدى ستاربكس، التي تحاول ان تجعل المستهلكين وسيلة تسويق مضمونة، اذ يتساءل الكثيرون من مرتادي سلسلة مقاهي ستارباكس الأميركية عبر العالم عن سبب كتابة أسمائهم على أكوابهم بالخطأ رغم أن طريقة كتابة بعض الأسماء معروفة لدى الجميع؟!
باختصار، تستخدم الشركة العملاقة هذه الحيلة كوسيلة ذكية للحصول على اعلانات مجانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكثيراً ما يصدم الزبون بطريقة كتابة اسمه، فيصورها وينشرها على حسابه في انستاغرام أو فيسبوك أو تويتر بنية الاستهزاء بالعاملين في ستارباكس، وبهذه الطريقة تنتشر صورة كوب ستارباكس مجانا عبر الانترنت، وتستقيد الشركة من هذا النوع من الاعلانات بشكل كبير.
وبالعودة الى التسويق الحسي.. يلاحظ البعض أن الخطوط الجوية السنغافورية لديها رائحة خاصة يضعها طاقم الطائرة وترش أيضا على مناشفها المبخرة والساخنة. كل هذه الألاعيب الحسية تتطلع إلى اللعب على القيود المفروضة على الدماغ البشري، الذي هو غير قادر على التعامل مع هذا الحمل الحسي الزائد. وعندما يحدث ذلك، فإنه يستخدم طرقاً معرفية مختصرة لتقليل كمية المعلومات التي يحتاجها الدماغ لمعالجة المعلومات. ويمكن أن تكون رائحة خفية أو صوت معين كافيين لإيقاظ روابط الماضي الإيجابية، أو ببساطة تغيير تصوراتنا الحسية الأخرى.