أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
قام تنظيم داعش باغتيال الصحفي والناشط ناجي الجرف في مدينة غازي عنتاب التركية قبل ثلاثة أيام، وكان من المقرر أن يسافر الجرف في اليوم ذاته الى فرنسا بهدف العلاج، ولكن كانت خطط داعش أسرع منه، اذ تم اطلاق الرصاص عليه بمسدس كاتم للصوت وحصل ذلك أمام مبنى "الأوغولا بلازا" وتحديدا قرب مقهى "الڤان" VAN الذي يرتاده ناجي بإستمرار.
وبعد أن تكتمت زوجة ناجي الجرف عن ابداء أي كلمة بعد وفاة زوجها، خرجت عن صمتها بعد مرور ثلاثة أيام على اغتياله ناعية اياه بكلمات مؤثرة جداً تعكس حزنها الشديد على فراق زوجها ووالد بناتها.
اقرأ أيضاً: اغتيال الصحفي ناجي الجرف مخرج فيلم "داعش في حلب"
اذ كتبت بشرى في صفحتها الشخصية في "فايسبوك" عبارات استهلتها بكلمة "لو". وتابعت: "في حضرتك يا ناجي.. في غيابك يا حاضري.. أسألك وسأنتظر دائماً أن تجيب…".
وأضافت: "ماذا كان سيحدث؟ لو كان الشيخ داخلك أكبر من الطفل.. لو أنك لم تكن تفاجئني كلّ يوم بحفنةٍ من الزوايا الجديدة لرصد التفاصيل.. لو كان العسليّ في عينيك أطغى على الأخضر قليلاً.. لو أنهم تركوني في زفافنا أغني لك (عسلية عيونك) كما خططت.. ولو أن العوّاد لم يرحل باكراً.. لو أنّك لم تغنِّ لي يوماً بصوتك الذي يشبه الصهيل.. (الغناء صهيلاً.. هذا هو الحلّ لصوتي.. هل أعجبكِ هذه المرّة؟ لو أنّك كنت تنام باكراً.. لو أنك كنت أقلّ فوضى وأقلّ ذكاءً… لو أنهم أعطوني ثيابك ودماءك لأهرب بها لعلّها تنبت لي القمح وأحيا.. لو أنك لم ترسم لنا حيرتنا ثم تركتنا مبلّلين بك.. مطالبين بأن نصفّق لذهولنا ورحيلك.. لو لم تكن والد يمّ لو أنك لم تعدني بغير هذا الحريق.. لو أنك وسّعت لكي مكاناً قربك.. واسعٌ هذا القبر.. وقلبي (بيجي على قدّك) لو نظر في عينيك من قتلك.. ما قتلك.. كان سيحمل عنك بعض الأكياس.. وستقول له (يخليلي روحك يا خالو) لو أنّك تجيب الآن.. أتحداك أن تعطيني كلمةً أو مفهوماً أو شارعاً أو حزناً لم تربطني به فيك.. أتحداك واغلبني هذه المرة.. (شرّف جاوب أستاذ ناجي.. أفحمني)".
وأكملت: "لو أنهم أخبروني برحيلك قبل المساء.. لعلّي استطعت اللحاق برحلتك… لو أنّ يمّ كانت أقلّ حماساً لسخافاتك ورقصك الغريب وأغانيك المزعجة.. لو كان جسمك أوسع قليلاً من روحك..لو أنّي أعرفك معرفةً سطحيةً.. لو نظرت في عينيّ قبل أن تخرج من البيت… لو كنتَ أقلّ انتباهاً ولم يخفق قلبي لك في كراجات سلميّة وحملت عني ( المكدوس) لو أني أكرهك.. لو أنك لم تودعنا جميعاً.. على طريقتك الصاخبة .. لو كنت أقسى… لو كان الخجل في صوتك والتلبّك على الهاتف أقل وضوحاً.. لو أحببتني أكثر من بلادك
وختمت: "لو جرّبت لمرّةٍ أن لا تفكر في كلّ شيء دفعةً واحدة.. لو أنّي لم أكن أراقبك وأتلصّص على ما في رأسك بصبر مذيعٍ مبتدئ.. (بقي فقط أن أدفع المال لأتجسس عليك).. لو عرفتك لأقلّ من عشرين عاماً.. لو عرفتني.. لو عرفتني لو أنّك كنت تتفقد رباط حذائك وقميصك المائل وزرّ البنطال قبل أن تخرج كل يوم.. لو أني أجد حبّة الدواء أو الرصاصة التي ستوقظني وأراك واقفاً توزّع النزق والانشغال والشغف.. لو أحببت نفسك بقدر ما أحبّك من لا ينام اليوم… لو كانت تجاعيد ضحكتك أنقص باثنتين… لو كنت أقلّ جمالاً وكنت أنا أكثر تمسكاً بك وأنا أراك ترحل عارفاً راضياً باكياً بفرح طفلٍ تلك الليلة (على فكرة… لن يقوموا بذبحي… ستقتلني الرصاصة… أخاف من الرصاص يا بشرى ويجفلني صوته…".
عن ناجي الجرف:
"ناجي" هو صحفي معروف من مواليد يوليو حزيران 1977 في مدينة السّلمية السورية، ويترأس "الخال" تحرير جريدة "حنطة" ويدير مؤسسة "بصمة سوريا"، وأخرج فيلم د"اعش في حلب"، ويملك شعبية كبيرة في أوساط السوريين في تركيا لما يبذله منذ بداية الثورة من جهود صحفية وإنسانية لإيصال الحقيقة ومساعدة الناس. ناجي متزوج ولديه ابنتان صغيرتان "يم" تبلغ سبع سنوات و"ايمي" 5 سنوات.