أخبار الآن | الضفة الغربية – فلسطين (رويترز)

يأمل قرويون فلسطينيون في قرية بيت ليد بالضفة الغربية في أن تجذب مغارة بها كثير من المناطق المرتفعة والمنخفضة السائحين، وتقع مغارة (هربة الحمام) جعيتا فلسطين أو كما يحلو لسكان المنطقة تسميتها وسط سفوح جبلية بكر وعلى عمق يصل إلى حوالي عشرة أمتار تحت الأرض وعلى بعد كيلومترات قليلة من بلدة بيت ليد بشمال الضفة الغربية حاملة بين صخورها إرثا تراثيا وتاريخيا فريدا.

وتمتد المغارة عدة أمتار طولا وعرضا وتتشعب منها ممرات ضيقة تؤدي إلى زوايا معتمة ولا ينتقص من جمال المكان سوى بعض الردم الذي ربما يكشف إزالته عن أسرار أخرى داخل المغارة، وقال هاني قرارية صاحب الأرض التي توجد فيها المغارة إن تحويلها الى مزار سياحي كان ولا يزال حلم حياته.

أضاف قرارية "من وأنا عمري عشر سنين كان هذا الطموح موجود. كنت آجي أقعد على الباب فوق وأتخيل كيف ممكن نحط هنا درج حديدي ملتوي أو لافف والسياح تنزل وتطلع. وكنت أتخيل كيف الطريق ممكن تنفتح ووين الباصات ممكن نعمل لهن ممر. فأحلام الطفولة ولا زال هذا الحلم موجود عندنا أنا واخوتي وأولاد عمامنا يعني أصحاب الأرض."

واكتسبت المغارة اسم (هربة الحمام) لكثرة الطيور فيها عندما اكتشفها سكان بيت ليد وإن قل وجودها حاليا، ويتداول السكان العديد من القصص والحكايات عن هذه المغارة.

ويمكن وصف النزول إلى المغارة -بوضعها الحالي- بالمغامرة لكنها مغامرة تستحق التجربة لما يمكن مشاهدته في الداخل من أعمدة وشموع صخرية شكلتها قطرات ماء تتدفق عليها بألوان متعددة تنعكس عليها خيوط الشمس المتسللة داخلها من فوهتها الكبيرة.

وللوصول إلى الداخل يعبر الزائر من فتحة ضيقة عبر سلم حديدي يرتفع عدة أمتار ثم يزحف قليلا حتى يصل إلى عمق المغارة لرؤية مناظر خلابة شكلتها مياه الأمطار التي تتدفق إلى داخلها مشكلة العديد من الأشكال الفنية، وقال الباحث البيئي الفلسطيني عماد الأطرش إن المغارة موقع نادر وثمين مُقَدرا عمرها بآلاف السنين منوها بأنها يمكن أن تصبح مقصدا سياحيا هاما.

أضاف الأطرش مشيرا إلى التشكيلات المعدنية المختلفة بالمغارة "جزء من هاي نقطة قطرة المي. جزء منها بيظل في سقف المغارة والجزء الآخر بينزل على السطح. فمع مر السنين كل عشر سنين فيه عندنا سنتي (سنتيمتر) واحد بيتكون".

ويطالب سكان محليون وباحثون السلطات الفلسطينية بعدم الاكتفاء بحماية المنطقة فقط لكن بالعمل على تطويرها أيضا، وقال منصور الراشد رئيس مجلس محلي بيت ليد "فاحنا بنطمح انه يكون هناك من المؤسسات الرسمية أو الأهلية أو المجتمع المحلي انه ينظر لها بمنظار يُقَدِر ها القيمة الجمالية والعظمة لهذا المكان."

ويقول جهاد ياسين مسؤول المواقع الأثرية بوزارة السياحة والآثار الفلسطينية إن السلطات تقدر قيمة المغارة لكن العقبة الكؤود أمام تطويرها تتمثل في وجودها بالمنطقة (ج) التي تخضع كليا -وفق اتفاق السلام الفلسطيني-الإسرائيلي المؤقت- للسيطرة الإسرائيلية وأي عمل فيها يستلزم موافقة تلك السلطات.

أضاف ياسين "وهي تعتبر من الكهوف الطبيعية النادرة في فلسطين. يعني عدد النماذج المشابهة قليلة جدا في فلسطين. من أهم المواقع المعروفة لكهف تشكيل طبيعي تشكل في العصور الجيولوجية القديمة."

وأوضح ياسين أن 60 في المئة من المواقع الأثرية الفلسطينية تقع في المنطقة (ج) التي يعيش فيها نحو 5 في المئة فقط من سكان الضفة الغربية.