أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عطاء الدباغ)

 

يحتفل العالم في الأول من مايو/أيار من كل عام بعيد العمال الذي يصادف هذا العام اليوم الأحد، وتتنوع مظاهر الاحتفال بين أنشطة رياضية وفنية مختلفة، واعتصامات ومظاهرات احتجاجية، وكانت أستراليا أول دولة في العالم تبتدع الاحتفال بعيد العمال.

وكان ذلك في منتصف القرن الـ19، قبل أن تنتقل بعدها بنحو ثلاثين عاما إلى الولايات المتحدة عندما طالب عمال ولاية شيكاغو بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات.

في مثل هذا اليوم سنة 1886، نظم العمال في شيكاغو ثم في تورينتو، إضرابا عن العمل شارك فيه مئات الآلاف من العمال، طالبوا خلاله بتحديد ساعات العمل إلى ثماني ساعات. هذا الأضراب لم يرق للسلطات وأصحاب المعامل حينها، خاصة وأنه حقق نجاحا كبيرا وشل اقتصاد المدينة، ما دفع بأفراد الشرطة إلى قتل عدد منهم واعتقال آخرين، وحكم على بعضهم بالإعدام، وآخرين بالسجن لفترات متفاوتة.

تلك الحادثة جعلت مؤتمر العمال الفرنسيين الذي انعقد في بوردو سنة 1888، يقرر اعتبار الأول من آيار عيدا للطبقة العاملة في فرنسا تضامنا مع عمال شيكاغو، وفي العام التالي، أصدر اتحاد العمال الأمريكي قرارا مماثلا لقرار النقابة الفرنسية، ثم تلاه قرار ثالث لمنظمة الأمم المتحدة.

ومنذ ذلك الحين أصبح الأول من آيار عيدا للطبقة العاملة في مختلف أنحاء العالم، وقد خرج العمال في هذا اليوم سنة1890 في شتى أنحاء العالم إلى الشوارع في وقت واحد، للتأكيد على تحالفهم مع ضحايا شيكاغو، والتعبير عن وحدتهم في سبيل تحقيق مطالبهم ونيل حقوقهم العادلةـ ومجابهة المستغلين أرباب العمل مهما كانت قوتهم، وهكذا سيحتفل عمال العالم في هذا العام بذكرى مرور 126، عاما على أول احتفال بالأول من آيار.