مهندس يبحث عن سم العقارب في صحراء الواحات الداخلة
من هندسة السيارات إلى البحث عن العقارب في الصحراء .. هكذا شق المهندس المصري أحمد أبو السعود طريقه في هذا المجال مرتديا معطف الأطباء الأبيض، جالسا بكل تركيز على طاولة معدنية ممسكا بذيل أحد العقارب بملقط معدني، ليسلط موجة كهربائية عليه ليفرز قطرة من السم داخل انبوب صغير بداخل معمل ومزرعة “مملكة العقرب” المصرية.
سم العقرب يعتبر من أغلى أنواع السموم في العالم
ففي صحراء الواحات الداخلة ، على بعد حوالى 800 كيلومتر غرب القاهرة يجمع أبو السعود العقارب التي يعتبرها رأسمال مشروعه ومصدر ثروته، ليضعها داخل المبنى الذي يوجد به المعمل المكون من غرفتين، تضم إحداهما عشرات الرفوف التي تحمل علباً وصناديق ملونة تمكث داخلها العقارب بعد وضع الرمال فيها، والأخرى يُجري فيها فريق “مملكة العقرب” عمليات استخلاص السموم.
وحينما كان يتصفح أبو السعود بعض المقالات العلمية على الإنترنت اكتشف بمحض الصدفة أن سم العقرب يعتبر من أغلى أنواع السموم وفكر في إستثمار هذه البيئة الصحراوية والاستفادة من العقرب بشكل نافع لا ليكون العقرب آفة ضارة على أهالي الوادي الذين يعانون بشدة من لدغات العقارب.
أبو السعود أوضح أن العقرب الواحد يستطيع أن ينتج نصف مليغرام من السم والغرام الكامل يحتاج بين 3000 و3500 عقرب تقريبا “والأهم من ذلك هو درجة النقاء والجودة”.
ويُنقل أبو السعود السم السائل المستخلص في حافظات باردة إلى العاصمة لاجراء عمليتي التجفيف والتعبئة، وإلى جانب أبو السعود تعمل في معمل استخلاص سم العقرب صيدلانية وطبيبة بيطرية من أبناء الوادي الجديد.
وأبو السعود يوضح الأنواع الأكثر انتشارا الوادي الجديد والتي تصل مابين 4 أو 5 فصائل من العقارب، مشيرا إلى أن أكثر الأنواع إتاحة هو “لورياس”، فيما يوضح أبو السعود أن سم العقرب هذا، أكثر من 45 عنصراً ويتراوح سعر الغرام منه بين 6500 دولار إلى 7500 دولار.
ويُعطى أبو السعود المزارعين قفازات وملاقط معدنية وأحذية طويلة وسترات فسفورية وأمصالاً لتنفيذ عملية الصيد، وفي المساء، تُستَخدَم نظارات الرؤية الليلية: حيث يتم استخلاص سم العقرب، على الأقل كل 20 إلى 30 يوماً للحصول على أعلى جودة.
ويوضع أبو السعود داخل صناديق العقارب بالمعمل الصراصير والديدان، وبعض قطرات الماء في إناء صغير للغاية، كطعام للعقارب.
أبو السعود البالغ من العمر 44 عاما درس في بداية حياته هندسة السيارات وعمل في مجال البترول لمدة 18 عاما إلى أن قرر في 2018 أن يترك مجاله ، ويبدأ في تنفيذ مشروعه الخاص باستخلاص سم العقارب وبيعه إلى شركات الأدوية.
أبو السعود يهدف من خلال هذا المشروع إلى أن تكون مملكة العقرب “أكبر مركز على مستوى مصر والشرق الأوسط وأن يصل إلى دول مثل ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة”.