فوائد وأهداف التفاهم والتواصل الجيد بين الزوجين
قد يكون التفاهم والتواصل ما بين الشريكين من أهم أسس العلاقة الناجحة وهو أمر يطمح إليه أي زوجان.
من المرجح أن شريكك في الحياة هو الشخص الذي تقضي معه جلّ وقتك ما يعني أن هناك فرصة ضخمة لحدوث سوء التفاهم أو المواجهات اليومية، وهنا يبرز دور التفاهم والتواصل الذي يمكن أن يساعد الزوجين في تحقيق الأمور التالية:
رفع مستوى الثقة بين الزوجين
إن التواصل والتفاهم الحقيقي يعني أن بإمكانك اللجوء إلى شريكك في الحياة بخصوص أي أمر أو مشكلة قد تواجهها ومشاركته في الأمور المفرحة والمحزنة وفي الأيام التعيسة أو السعيدة.
يدل ذلك على استعداد طرفي العلاقة لإظهار نقاط الضعف التي يعانيان منها أمام بعضهما الآخر لأن هناك ثقة بأن كل طرف يدعم ويساند الطرف الآخر بغض النظر عن المشكلة.
ويصنف الخبراء القدرة على إظهار الضعف أمام الشريك بأنها أمر يتطلب الشجاعة وهي واحدة من أهم أركان الحب.
التوصل إلى حلول مرضية للخلافات بين الطرفين
نعرف جميعاً أزواجاً يميلون إلى الجدال طوال الوقت كما نعرف جميعاً أزواجاً يبدو أنهم لا يتجادلون أبداً.
من الطبيعي أن تشهد أي علاقة بين شخصين عقبات بين الفترة والأخرى، ولكن الجدال المتواصل أو عدم نشوب أي خلافات وجدالات نهائياً يعتبران أدلة على قلة التواصل والتفاهم في العلاقات على حد سواء.
لا يكمن السر في عدم نشوب أي خلاف مع الشريك نهائياً، وإنما في تحسين القدرة على التوصل لحلول ترضي الطرفين عبر تفعيل التواصل وتحويل الاختلافات والعقبات التي تطرأ في الحياة اليومية إلى أمر يقوي العلاقة عوضاً عن تقويضها.
التفاهم يرفع مستوى الحميمية ويقرب الطرفين لبعضهما البعض
إن اكتشاف تقنيات تحسين التواصل مع الشريك أمر مهم جداً للقرب العاطفي معه ولاكتساب مهارات الاستماع والتفهم وتقدير موقف الشريك ومشاعره.
يمكن أن يكون تحسين مهارات التواصل مع الشريك مفتاح الاحترام معه وبداية تقدير آرائه ومشاعره، وعندما يشعر الآخرون بأهمية آرائهم ومشاعرهم تصبح الحميمية العاطفية في أعلى مستوياتها وعادة ما تتبعها الحميمية الجسدية.
كيف نرفع مستوى التواصل في العلاقة؟
الالتزام بالتواصل الحقيقي
إن أكبر أخطاء التواصل في العلاقة هو المفهوم الخاطئ الذي يقضي أن الكلام أو فتح أحاديث مشتركة هو ذاته التواصل والتفاهم. إن التواصل في العلاقة في الصميم يتعلق بمعرفة وتفهم احتياجات شريكك وتقديرها وتلبيتها سواء عبر التواصل الكلامي أو الكتابي أو الحسي وليس عبارة عن أحاديث جانبية سطحية.
من السهل أن يدع الشخص التواصل الحقيقي والشغف في العلاقة النابع من حب الشخص والرغبة في تلبية رغباته واحتياجاته يتناقصان، إلا أن الخطوة الأولى لتحسين التواصل في العلاقة تكمن في إدراك أن الطرفين ينحوان باتجاه عدم التواصل والاعتراف بذلك.
في هذه الحالة يجب التحدث مع الشريك عن إمكانية إعادة شعلة الحب والبدء من جديد. في حال شعرت أن الشريك متردد بالقيام بهذه الخطوة وغير متحمس لإعادة الشغف إلى العلاقة، فلا بأس بإعطائه فرصة لإدراك الأمور وإعادة النظر في مستوى التواصل الحالي ومقارنته بالسابق خصوصاً أن العلاقات الشخصية مكان تقدّم فيه للآخر قبل أن تتلقى منه. وهنا يجب ذكر أن العديد من الخطوات الفاعلة في رفع مستوى التواصل يمكن القيام بها دون التزام الطرف الآخر بها.
تحديد أساليب التواصل في العلاقة
قبل أن تبدأ بأساسيات تحسين التواصل في العلاقة، يجب أن تدرك أن أساليب التواصل تختلف من شخص إلى آخر. تقسم أساليب التواصل الأساسية الأربعة لدى البشر كالتالي:
أسلوب التواصل السلبي
وهو الأسلوب الذي يتبعه الأشخاص الذين يكبتون مشاعرهم وأفكارهم ولا يمكنهم بالمجمل رفض طلبات الآخرين.
أسلوب التواصل العنيف
عادة ما يتسم هؤلاء الأشخاص بصوت مرتفع وزخم شعوري عالي ولكن يصعب عليهم التواصل مع الآخرين.
أسلوب التواصل العنيف السلبي
يتفادون المواجهة ويتبعون أسلوب السخرية للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم.
أسلوب التواصل التأكيدي
الأسلوب الصحي في التواصل وعادة ما يكون هؤلاء الأشخاص مدركين لمشاعرهم ويعلمون كيف يعبرون عنها.
فكر إذا كانت احتياجات شريكك يتم تلبيتها وتقديرها
الطريقة الأسرع و الأنجح والأكثر مباشرة لمعرفة إذا ما كنت بالفعل تلبي احتياجات شريكك المتنوعة هي عبر السؤال الصريح والهادئ. يمكنك عندها الاستماع بشكل دقيق وبتركيز لإجابة الشريك والتفكير في معنى ما يقول، وفي حال عدم تمكنك من فهم معنى ما يقول الشريك بشكل مؤكد، أعد صياغة إجابته وفق ما فهمته واسأله إذا كان ذلك ما يعنيه علماً أن مفتاح التواصل الكلامي في العلاقات الشخصية ليس ما يقوله كل من الطرفين بالفعل وإنما بمستوى الاستماع إلى ما يقوله الطرف الآخر.
الصراحة والصدق من أساسيات التواصل الجيد
إن الصراحة والصدق في مقدمة الأمور التي تجعل التواصل مع الشريك ممكناً. لا تتوقع من الشريك أن يعرف ما تريده أو تشعر به من تلقاء نفسه لأن ذلك يدخل عامل التكهن والامتحان إلى العلاقة وقد يؤدي إلى خيبات أمل ضخمة، لهذا يفضل أن تكون واضحاً وصريحاً دون أن تجرح مشاعر الشريك أو تقلل من آرائه أو مواقفه وهنا يجب التمييز بين أن تكون صريحا وتعبر عن احتياجاتك بصدق وبين أن تكون جارحاً ومتطلباً.
نسيان المواقف السلبية صديقك في البدء بالتواصل مع الشريك
لا تسمح لأي موقف أو جدال حالي أن يحيي المواقف السلبية السابقة التي حصلت منذ بداية العلاقة حتى الآن ما بينك وبين الشريك لأن هذا النمط من الجدال يتناقض تماما مع الحب والبناء الإيجابي للعلاقة.
من المهم إدراك أنه ليس بمقدورك أو مقدور شريكك فعل أي شيء لتغيير الماضي، لذلك من غير البنّاء النقاش فيه أو ذكره بهدف إثبات وجهة نظرك الحالية. عوضاً عن أسلوب الجدال هذا، يفضل أن تفكر في اللحظة الحالية وأن تسأل نفسك عن أهدافك الحالية والنتائج التي ترجو التوصل إليها.
كسر الأنماط السلبية أثناء النقاش
من الصحيح أن معنى ما نقوله مهم جداً في التواصل مع الشريك، إلا أن الطريقة التي نقوله بها مهمة جداً أيضا.
حدة الصوت
من الممكن أن ترتفع حدة صوت الشخص تلقائياً أثناء الحديث خصوصاً عند الانفعال مما يجعل الشخص يبدو هجومياً أو دفاعيا. بالإضافة إلى ذلك، إذا بدأت الجملة بصوت حاد فإن ذلك يوحي بالسؤال، لهذا انتبه لحدة الصوت لأن السؤال في غير مكانه يشعر الشريك أنك غير واثق فيه.
سرعة الكلام
خذ نفساً عميقاً وتحدث ببطء عند النقاش مع شريكك خصوصاً في حال اختلاف الآراء.
مستوى الصوت
من الممكن للزوجين الانزلاق في فخ الصوت العالي والشجار الفعلي بسبب ارتفاع الصوت بهدف المنافسة على توضيح وجهة النظر بالدرجة الأولى. لتفادي هذا الأمر استمع إلى شريكك جيداً عندما يتحدث وحافظ على هدوئك ثم عبر عن وجهة نظرك بعد أن يفرغ من كلامه.
أسلوب الكلام
نقصد بالأسلوب الموقف الشعوري والنبرة، وهذه الأمور مهمة جداً ويجب الانتباه إليها أثناء النقاش. على سبيل المثال يفضل تجنب السخرية أو التهكم أثناء التواصل مع الشريك وبالرغم من صعوبة الأمر يفضل ترتيب الأفكار بشكل منطقي وعدم البكاء أو الصراخ إن أمكن.