مراكز رعاية الأمهات بعد الولادة تلقى رواجاً واسعاً في كوريا الجنوبية.. ماذا عن الرجال؟
في كوريا الجنوبية، البلد الذي يعاني من أدنى معدّل مواليد في العالم، أُطلقت مبادرة غير مألوفة وقد يجدها البعض غريبة، للاهتمام بالأمهات في المرحلة التي تلي ولادتهن، مما قد يشجع بعض المترددات على الإنجاب والحمل وبالتالي رفع مستويات الولادة.
ففي الفترة الأخيرة، بدأت “مراكز رعاية الأمهات بعد الولادة” تعرف رواجاً واسعاً وتلقى ترحيباً في المجتمع، خصوصاً بين النساء المتخوّفات من مسؤولية ومتاعب الأسابيع الأولى بعد الولادة.
في هذه المراكز، التي غالباً ما تكون عبارة عن فندق صغير يتم تدليل الأمهات الجدد لبضعة أسابيع بعد ولادتهن وتتم معاملتهن كنزلاء في أماكن إقامة تشبه الفنادق، بحيث تتمكن الأم من قضاء وقتها في النوم والاسترخاء داخل غرفتها، بينما يقوم فريق من الممرضات بالاهتمام بطفلها المولود حديثاً.
ومعظم الأحيان يتم استدعاء الأم إلى “حضانة” الأطفال، عندما يحين موعد الرضاعة الطبيعية، أما اللواتي أسقطن هذا الخيار فيمكن أن يقضين أوقاتهن كما يفضّلن من دون القلق بشأن صغارهنّ. وبالطبع يمكن للأم أن تطلب إرسال طفلها حديث الولادة إلى غرفتها في أي وقت.
حوّلت معاناتها إلى رفاهية للنساء
تروي سوهيون سارة كيم، مالكة إحدى مراكز الرعاية، أن فكرة إنشاء هذا الدار راودتها بعد إنجابها لطفلتها. عندها لم تتلق المساعدة اللازمة للاهتمام بصغيرتها، وافتقدت للرعاية المطلوبة.
لذلك سعت إلى توفير رعاية استثنائية للأمهات الجدد ضمن ما يشبه منتجعاً مستوحى من بالي في إندونيسيا.
وأشارت إلى أن مركزها يشكّل مكاناً انتقالياً بين المستشفى والمنزل، وتقول: “لا نريد أن تواجه الأمهات مشاكل في المنزل، هذا هو نهجنا.”
منتجع ما بعد الولادة
بفضل هذه المراكز المستحدثة، تتحوّل مرحلة ما بعد الولادة من كونها فترة إرهاق وتحدٍ جسدي وفكري، إلى كونها مساحة راحة واستجمام تشبه شهر العسل أو العطلة الصيفية.
بالإضافة إلى حرص المراكز على العناية بالمواليد، تؤمن للأمهات سلسلة من وسائل الراحة والاهتمام، بحيث تكون المرأة قادرة على ممارسة الرياضة، والخضوع لجلسات تدليك، والعناية بالبشرة.
هذا فضلاً عن الشق المتعلق بالتغذية، فيقوم فريق متخصص بالتغذية بتحضير وجبات طعام مغذية للسيدات المقيمات وتؤمن لهنّ أطباقاً تعوّض ما خسرته أجسامهن من جهة، وتعزز إنتاج الحليب من أجل الرضاعة الطبيعية.
لذا ترى أروقة المراكز ممتلئة بالعمال الذين يقومون بهدوء بجمع الغسيل وتوصيل الطعام، بما في ذلك حساء ميوك غوك، أو حساء الأعشاب البحرية، الذي يشتهر في المطبخ الكوري لكونه أساسي للمرأة في فترة ما بعد الولادة.
تكاليف الإقامة
يمكن أن تكلف الإقامة في مثل هذه المراكز ما بين بضعة آلاف إلى عشرات الآلاف من الدولارات، اعتمادًا على مدة الإقامة، والتي غالبًا ما تكون 21 يومًا، وهو مقدار الوقت الذي يستغرقه جسد المرأة للشفاء بعد الولادة، وفقًا للعادات الكورية.
ويقوم القيّمون على مراكز الرعايا بتعيين ممرضات وأخصائيي تغذية وأطباء أطفال، وبالتالي مع تحسن الجودة الشاملة للرعاية ترتفع الأسعار، وكذلك يزداد الإقبال عليها. ففي الفترة الأخيرة، أقدم عدد أكبر من الأمهات، وخاصة الأمهات لأول مرة، على حجز هذه الإقامات.
View this post on Instagram
وبحسب أرقام أوردتها صحيفة نيويورك تايمز، تذهب ثمانية من كل 10 أمهات كوريات جنوبيات إلى مراكز الرعايا بعد الولادة. وتطالب النساء الحوامل بالذهاب إلى هذه المراكز وفقاً لرغباتهن، وهذا ما يدفعن في بعض الأحيان إلى إرسال طلبات الحجز بمجرد رؤية الخطوط المزدوجة في اختبار الحمل.
ماذا عن الرجال؟
قد يتسأل البعض عن مصير أزواج النساء اللواتي يتحوّلن إلى الإقامة في مراكز العناية بعيداً عن منازلهن، في الواقع، لم تتضح إمكانية أن يرافق الرجل زوجته إلى مثل هذه المراكز في كوريا الجنوبية، والاحتمال المرجّح أن تكون فقط مخصصة للنساء. ومن الممكن أن يدفع هذا الأمر الرجال إلى المطالبة يوماً ما بمراكزهم الخاصة.