مسألة الفصل عن العمل لا تعتبر وصمة عار بالنسبة إلى الجيل Z بل أمراً مهنياً طبيعياً
بريتاني بيتسش شابة من الجيل Z، التقطت فيديو لنفسها فيما كانت تتعرض للطرد من عملها كموظفة مبيعات في شركة تكنولوجيا المعلوماتية “كلاودفلير” Cloudflare.
وشاركت الشابة هذا المقطع المصوّر مع متابعيها على منصة تيك توك تحت عنوان “وجهة نظر: أنت على وشك التعرض للطرد”.
@brittanypeachhh When you know youre about to get laid off so you film it 🙂 this was traumatizing honestly lmao #layoffs #tech #techlayoffs #corporate ♬ original sound – Brittany Pietsch
هذه القصة لم يكن من الممكن أن تحصل لو عدنا سنوات إلى الوراء، ولو كان فرداً من الجيل X أو الجيل Y في مكان بريتاني، خصوصاً أن قضية الفصل عن العمل غالباً ما تعتبر محرجة للأشخاص الأكبر سناً.
إذ لطالما شكلت عمليات الطرد من العمل موضوعاً محظوراً يناقش سراً بنبرة منخفضة، وفي حين أن فئة جيل “الأطفال المولودين لأسرة من الطبقة العاملة ” baby boomer، ومن بعدهم “الجيل أكس” Gen X (الذين ولدوا بين 1965 وعام 1980) اعتبروا أن الطرد أو الفصل من العمل هو بمثابة إخفاق شخصي، فإن الجيل Z ينظر إلى ذلك بأنه جزء طبيعي من الحياة المهنية الحديثة ولو كان في الواقع مؤسفاً.
وقد شكلت موجة الطرد من العمل مطلع عام 2023 بما في ذلك 12 ألف عملية فصل من العمل في “غوغل” بمثابة جرس الإنذار للكثيرين. بالنسبة إلى الموظفين الشباب تطرح عمليات التسريح الجماعية خطر إحداث فجوات وظيفية تترك تداعيات على المدى البعيد، وشكل هذا الأمر إدراكاً بالغ الأهمية على صعيد مسيرتهم المهنية الشخصية مما يحفزهم على توسيع نطاق عملهم الحر لمغادرة الحياة الوظيفية.
وهنا يعتبر أفراد الجيل Z أن اتساع رقعة انتشار مواقع التواصل الاجتماعي يجلب الحديث الضروري إلى العلن لا سيما ما يخص الطرد من العمل.
وبالنسبة إلى الجيل Z يتطور الفصل من العمل ليصبح تجربة مشتركة، وهذا ما ينزع عن التسريح أو الطرد من العمل وصمة العار التي تلاحقه.
كيف يُفسر ذلك؟
يُعتبر هذا الأمر في غاية الأهمية لأن كثيرين شعروا بالخجل والعار من فقدان وظيفة، واليوم مُنح الموظفون الفرصة لسرد نسختهم من الرواية وأصبحوا هم الجانب الذي يملك السردية بين يديه، وهي سردية تصل إلى ملايين الأشخاص، وبالتالي لم تعد الشركات من الآن فصاعداً تتحكم بالروايات الصحافية التي تواجه عمليات التسريح التي تقوم بها.
وتبين أن مشاركة هذه التجارب على الإنترنت تمثل عملية علاجية للمنتمين إلى “الجيل زد” (جيل مواليد ما بين منتصف التسعينيات وأوائل العقد الثاني من القرن الحالي).
وفي حين قد يبدو أن التعرض للتسريح من العمل ومشاركة هذا الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي، هو بمثابة مصدر للضغط والقلق ولكنه كذلك منصة للتعاضد والدعم، وبالنسبة إلى زملاء من تعرضوا للطرد يشكل ذلك تذكيراً صارخاً بمدى تقلب سوق العمل وهشاشتها.
ويعتبر الجيل Z أن إظهار نقاش التسريح من العمل وكم بوسع عمليات الطرد أن تكون قاسية على الفرد على مواقع التواصل الاجتماعي، يسلط الضوء على أهمية المرونة والتكيف الضروريين في الوظائف العصرية، خصوصاً أن الأمر لا يتعلق بالنسبة لهم بإيجاد وظيفة أخرى وحسب، ولم يعد حتى يتعلق بالعثور على وظيفة الأحلام، بل في استخلاص الدروس والسير في طريق مهني مريح ومناسب.
والجدير ذكره أن الجيل Z لا يخشى تغيير مساراته المهنية عندما يجد نفسه بحاجة إلى ذلك وربما حتى بضع مرات خلال مسيرته المهنية، فهو يرى ذلك على أنه أمر انسيابي وموقت عوضا من اعتبارها مستقيمة وواعدة.