الجيل Z يفضّل التعليم المهني لتحقيق الأرباح المادية
يتردد في أوساط العمل أن الجيل Z يتمتع بشخصية خجولة خصوصاً على الصعيد المهني، لكن الأبحاث الجديدة تظهر أن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، حيث أن شباب اليوم لا يريدون وظيفة مكتبية.
وعلى ما يبدو فإن الجيل الأصغر من العمال يتجنب الدراسة الجامعية، ومعها احتمال العمل في الشركات لممارسة المهن التقليدية مثل اللحام والسباكة والنجارة.
في التفاصيل، ارتفع معدل الالتحاق بالكليات المجتمعية التي تركز على التعليم المهني بنسبة 16% العام الماضي ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أن بدأت غرفة تبادل المعلومات الوطنية الأمريكية للطلاب في تتبع مثل هذه البيانات في عام 2018.
علاوة على ذلك، تظهر البيانات نفسها زيادة بنسبة 23% في عدد الطلاب الذين يدرسون مهن البناء في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، وزيادة بنسبة 7% في برامج التدفئة والتهوية وتكييف الهواء وصيانة وإصلاح المركبات.
لماذا هذا التحول؟
قال مايك رو، الرئيس التنفيذي لمؤسسة MikeRoweWorks، وهي مؤسسة خيرية تتحدى وصمة العار والقوالب النمطية ضد الوظائف التي لا تتطلب درجة جامعية، “بدأ الناس ينتبهون”.
وأضاف: “لقد بدأ الآباء والأطفال على حد سواء في فهم الرسالة التي مفادها أن المدرسة التجارية هي فرصة رائعة مع جزء صغير فقط من الديون – إن وجدت على الإطلاق – وطريق واضح لشيء يشبه إلى حد كبير الرخاء.”
“كذبة”
يشعر جيل الألفية (الجيل الأكثر تعليمًا في التاريخ) وكأنهم “بيعوا كذبة”، ويقول 24٪ من الأمريكيين الذين لديهم ديون القروض الطلابية إن هذا هو أكبر ندم مالي لهم.
صرخ روبي سكوت البالغ من العمر 27 عامًا في مقطع فيديو منتشر على TikTok والذي ضرب على وتر حساس لدى العديد من الشباب: “الأمر السيئ هو أننا نؤخر جانبنا من الصفقة”. وأضاف: “نحن نبقى في المدرسة. نحن ذاهبون إلى الكلية. لقد عملنا منذ أن كان عمرنا 15 أو 16 عامًا… ونفعل كل ما طلبتموه منا جميعًا حتى نتمكن من ماذا؟ مازلنا نعيش في منازل والدينا في أواخر العشرينيات من عمرنا؟
بناءً على شهادات كهذه، ليس من المستغرب أن يشعر الجيل Z بالحرمان من الحلم الأمريكي المتمثل في العمل الجاد في مكتب بلا روح على مدار الخمسين عامًا القادمة، بعد إضاعة شبابهم في الدراسة لتحقيق ما يبدو وكأنه مكاسب قليلة.
الجامعة لا تزال رهانًا آمنًا
ومع ذلك، على الرغم من أنه قد يكون من المغري “العمل بجد واللعب بجد” مباشرة بعد التخرج من المدرسة الثانوية، إلا أن مجموعة من الأبحاث تظهر أن أولئك الذين يريدون كسب أموال كبيرة يحتاجون إلى شهادة جامعية راقية.
قام موقع Ladders، وهو موقع التوظيف للوظائف المكونة من ستة أرقام، بتحليل الوظائف ذات الأجر الأعلى المنشورة على منصته، ووجد أن الغالبية تتطلب درجة علمية متقدمة.
لكن لا تنخدع بالاعتقاد بأن جميع الدرجات العلمية يتم إنشاؤها بالتساوي: على الرغم من أن تكلفة دراسة علم النفس والفنون الليبرالية هي نفس تكلفة دراسة علوم الكمبيوتر، إلا أن بعض التخصصات الجامعية من المرجح أن تؤدي إلى راتب مربح أكثر من غيرها.