هل ارتفعت فاتورة منتجاتك "الأونلاين" بسبب الشحن الجوي.. إليك الأسباب؟

الطلبات الضخمة التي تشحنها شركتا Shein وTemu تؤدي إلى نقص مساحة الشحن الجوي

هل لاحظت أن فترات انتظار البضائع باتت طويلة وأسعار الشحن جواً أصبحت مرتفعة؟ اللوم يقع على شركة Shein للأزياء السريعة وسوق الإنترنت Temu، اللتين تستحوذ أعمالهما التجارية الإلكترونية المزدهرة على قدر كبير من سعة الشحن الجوي الحالية من الصين، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف أي مساحة متاحة متبقية يحتاجها المصدرون الآخرون.

في الواقع، أدى صعود عمالقة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت مثل أمازون، إلى جانب عادات المستهلك التي تشكلت خلال الوباء، إلى تغذية الطلب العالمي وتعزيز التوقعات بإرسال البضائع بسرعة – مع أن يصبح التسليم في اليوم التالي هو خط الأساس، وليس مكافأة. وتطورت الشركات مع هذا التحول الهائل، ولكن في الوقت الحالي وجدت العديد من الشركات نفسها تنتظر وقتًا أطول لعمليات التسليم، وتدفع المزيد مقابل الشحنات خارج الصين.

أحد الأسباب هو الارتفاع الحاد في حجم البضائع المتجهة إلى المستهلكين الأمريكيين من شركتي Shein وTemu، اللتين، وفقا لتقرير صدر في شهر مايو من قبل مجلة فوربس، ترسلان بشكل مشترك 9000 طن من الشحن الجوي يوميًا من المطارات في جميع أنحاء جنوب الصين. وبالمقارنة، يقال إن شركة أبل تطير بحوالي 1000 طن يوميًا.

وقالت المجلة إن كمية البضائع التي أرسلها Shein وTemu تمثل 88 طائرة بوينج 777 مجهزة حصريًا للشحنات التي يتم ملؤها بالكامل، سبعة أيام في الأسبوع. وبحسب ما ورد، فقد ارتفعت حصة الشركات من إجمالي سعة الشحن الجوي على رحلات منطقة آسيا والمحيط الهادئ من نسبة بالكاد يمكن قياسها في عام 2022 إلى 30 بالمئة على بعض المسارات اليوم.

وبطبيعة الحال، ليست كل هذه الطائرات متجهة إلى الولايات المتحدة، ولكن النتيجة هي نفسها بالنسبة للمستهلكين والشركات الأمريكية التي تنتظر البضائع من الصين. إذ يشغل التدفق المتزايد للملابس من Shein والأدوات المنزلية وغيرها من العناصر من Temu كميات متزايدة من مساحة الشحن الجوي المحدودة التي تحتاجها أيضًا شركات أخرى لا تعد ولا تحصى لنقل الطلبات. وهذا النقص يدفع الأسعار الفورية إلى الارتفاع، مما يزيد من تكاليف الشحن.

وفي الشهر الماضي، كانت أسعار الشحن الجوي خلال مهلة قصيرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أعلى بنسبة 40 في المئة مقارنة بالشهر نفسه من عام 2023، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.

هذا على الرغم من أن فصل الصيف عادة ما يكون فترة نقل بضائع بطيئة إلى حد ما، قبل زيادة الشحن الموسمية التي تسبق ارتفاعًا طفيفًا في الإنفاق الاستهلاكي في نهاية العام. وقالت الصحيفة إن تلك الطفرة في يونيو/حزيران ولدت متوسط ​​أسعار فورية على الطائرات بين الصين والولايات المتحدة بقيمة 5.27 دولار للكيلوغرام الواحد. وهذا أقل من سعر 7.78 دولارًا خلال الارتفاع المفاجئ في ديسمبر الماضي، ولكنه لا يزال ضعف السعر في عام 2019.

ولا يجب التوقع بأن الأمور ستصبح أسهل في الأشهر المقبلة – خاصة مع استعداد أمازون لإطلاق عرض مماثل لإنتاج وبيع السلع الرخيصة وخدمات التوصيل السريع خارج الصين للتنافس وجهاً لوجه مع Shein وTemu.

ويقول الاتحاد الدولي للنقل الجوي إن الزيادة بنسبة 14 في المئة في الطلب على مساحات الشحن الجوي على خطوط آسيا والمحيط الهادئ في أبريل تضاعفت تقريباً التوسع المتزامن في سعة شركات الطيران بنسبة 7.8 في المائة. ومن المرجح أن تتسع هذه الفجوة أكثر مع ارتفاع أحجام الشحن الجوي في الربع الأخير من العام – مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف النقل، حتى مع زيادة أوقات التسليم.

وتشير التقارير إلى أن الشركتين Shein وTemu قامتا بتجهيز سعة شحن كافية من خلال عقود طويلة الأجل لتلبية احتياجاتهما. لكن المراقبين يقولون إنهم في الوقت الحالي يستوعبون أيضًا تكاليف الشحن الجوي المرتفعة للحفاظ على ازدهار نمو المبيعات – حتى يشعرون أن الوقت قد حان لتمرير تلك النفقات المتزايدة إلى المستهلكين كما تفعل معظم الشركات حتماً.