أخبار الآن | طرابلس – لبنان ( أحمد القصير )
تحدت الإعاقة بالفن والرسم … طفلة سورية لاجئة في لبنان مع عائلتها نجحت في التفوق في الدراسة وتحدت إعاقتها بالفن والرسم تآمل أن تتابع تطوير موهبتها في الرسم وأن تتلقى العلاج
ياسمين طفلة سورية لاجئة في لبنان تبلغ من العمر ثمان سنوات، لم تمنعها إعاقتها من حقها في التعليم، لا تستلم هذه الفتاة فهي تحاول دائماً أن تثبت تفوقها على أقرانها.
من قرية اللطامنة في ريف حماة وصلت ياسمين وعائلتها إلى لبنان فارين من قصف قوات نظام الأسد، زادت معاناة الأهالي في اللجوء لكن ذلك لم يمنعهم من مساعدة طفلتهم وتطوير هوايتها في الرسم.
بالرغم من وضعها الصحي إلا أن الطفلة ياسمين نجحت في حجز مكان لها في مدرسة كويت الحكمة ، تتابع دراستها … تتعرف على أطفال وأصدقاء جدد كل ذلك ساعد ياسمين في ثقل موهبتها وتفوقها في الدراسة.
الإرادة التي تمتلكها هذه الطفلة أثبت أنه لا يوجد لديها ما هو مستحيل، تفوقت في الدراسة ونجحت بيع بعض من لوحاتها وعرضها في مدينة طرابلس.
لم يشكل الوضع الصحي لإبنة الثماني سنوات عائقاً أمام حلمها، ولم تمنعها الإعاقة التي قيدت قدميها ويديها من إطلاق موهبتها ومتابعة تعليمها وإحراز التفوق لتثبت بذلك أنّ كلمة "معاق" ما هي إلا تهمة اجتماعية وأنّ العاجز الحقيقي هو من يستسلم لواقعه .
ياسمين صطوف طفلة لاجئة ، قدمت هي وعائلتها من قرية اللطامنة في ريف حماة، وضعها الجسدي الذي خلقت به والنزوح وأعبائه فرضا ثقليهما على عائلتها، إلا أنّ الوالدين لم يستسلما وإنّما كانا أمام تحدٍ بأن يؤمنا لإبنتهما طفولة كتلك التي عاشها إخوتها، وفرص مشابهة في التعليم واللعب والتعرف على الأطفال.
من مدرسة لمدرسة، لم ييأس الوالدان، ولم يحبطهما الرفض المتكرر، حتى وجدا أخيراً المدرسة التي وافقت على استقبال ياسمين وهي مدرسة كويت الحكمة التابعة للمركز الدولي للتعليم النوعي المهتم بتعليم الطلاب السوريين.
والمفاجأة أنّ ياسمين لم تشكل في دراستها عبئاً ولم تحد الإعاقة الجسدية قدراتها، فحققت توفقاً ملحوظاً، كما أظهرت هوايتها وبرعت فيها ألا وهي الرسم.
الطفلة ياسمين التي لم تتجاوز الثماني أعوام والتي تمسك القلم بصعوبة بالغة، أثبتت موهبتها، فهي تستطيع بكل بساطة أن تنسخ أيّ صورة تراها أمامها سواء على شاشة الجوال أو شاشة الجهاز المحمول أو حتى التلفاز، لتنقلها بحرفية مفاجئة على الورق كأنّها نسخة مطابقة.
الدعم العائلي لياسمين والدعم المدرسي أثبتا أنّ لا شيء مستحيل، فحضرت رسومات ياسمين في معارض طرابلس، وقد بيع ثلاث لوحات من توقيعها في معرض الكتاب الذي تمّ افتتاحه مؤخراً.
ياسمين حينما تتحدث عن تجربتها تقول "عمري ثماني سنوات حاول أبي إدخالي إلى العديد من المدارس ولكن لم يتم قبولي، حتى وافقت مدرسة الكويت الحكمة على استقبالي وأقاموا معرضاً لرسوماتي، وأنا حالياً أتابع دراستها فيها ومن المتفوقات، أنا أحب مدرستي وأحب الشيخ خليل ".
والدة ياسمين التي لا تكاد تهدأ من أعبائها المنزلية، تنتظر موعد قدوم ياسمين وإخوتها فتشرف على دروسها اليومية، وبعد الانتهاء من الدراسة تقوم بانتقاء اللوحات معها مساعدة طفلتها في تثبيت القلم في يدها أثناء الرسم وذلك كي تتمكن من إنجاز رسوماتها المبدعة لتعمد بعد ذلك إلى تلوينها.
نسيمة صطوف (أم ياسمين) تقول لنا "ابنتي تعاني من إعاقة في كامل جسدها وجميع المدارس التي قصدتها رفضت استقبالها بسبب هذا الوضع الصحي، حتى وصلنا إلى مدرسة كويت الحكمة في طرابلس التي استقبلتها، وهنا لا يسعني إلا أن أشكر إدارة المدرسة التي اكتشفت موهبة ابنتي في الرسم وقدمت لها كل المساعدة ودعمتها في إقامة معرض للوحات بيع بها أكثر من لوحة".
في زيارتنا هذه انتظرنا عودة والد ياسمين الذي ينهمك في عمله في الحدادة من الصباح حتى المساء، فيأتي إلى منزله خلال هذه الفترة مرة واحدة عند الظهيرة وذلك لإيصال ياسمين وإخوتها إلى البيت بعد انصرافهم من المدرسة أما وسيلة النقل فهي دراجته النارية.
يقول جمعة صطوف "أبو ياسمين"، أنّه منذ قدموا إلى لبنان عند بداية الأزمة السورية وهم يجدون معاناة مع المدارس التي ترفض قبول ابنته، حتى وصلوا إلى مدرسة كويت الحكمة المعنية بالطلاب السوريين والتي قبلتها وساعدتها على اكتشاف موهبتها وعملت على تنميتها وعلى إقامة المعارض.
ويوضح الوالد أنّ ياسمين تحتاج ما يقارب الـ12 عملية، وقد تمّ عرضها على العديد من الأطباء في لبنان وسوريا والذين اشاروا إلى صعوبة إنجاز العملية في أي من البلدين.
يتابع الوالد مؤكداً أنّه ينتظر فرج الله حتى يستطيع السفر ومعالجة ابنته.
ياسمين الطفلة الموهوبة تلقى اهتماماً خاصاً من إدارة المدرسة، حيث تقوم المستخدمة بحملها إلى الصف ومن ثم إلى الفرصة لقضاء الوقت مع أصدقائها، كما تقوم بإنزالها عند نهاية الدوام لوالدها حتى يعيدها إلى المنزل، إلا أنّه وقبل عودة ياسمين تخرج مدير مدرسة كويت الحكمة ريتا الحسن بشكل عفوي لتطمئن عن ياسمين وعن صحتها، فتطرح الأسئلة على والدها عمّا إن كان سعيدة أم لا.
المديرة ريتا الحسن وعند سؤالنا لها عن ياسمين تقول "لقد استقبلنا الطالبة ياسمين صطوف بعدما رفضتها العديد من المدارس بسبب وضعها الصحي، و وجدنا أنّ ياسمين تمتلك موهبة في الرسم وقد عملنا على تنمية هذه الموهبة كما أقمنا لها عدة معارض.
تضيف المديرة، ياسمين بحاجة لعدة عمليات ونحن نتمنى أن تتمكن من الخضوع لهم والشفاء، وياسمين ليست الطفلة الأولى ولا الأخيرة، فهناك العديد من الأطفال السوريين الذين اثرت عليهم الأوضاع السورية، غير أنّها من القلة الذين تجاوزوا هذه المحنة بإبداعهم سواء في مجال الرسم أو غيره من المجالات
إقرأ أيضاً
أكثر من 50 قتيلاً في هجوم لداعش وسط سوريا