أخبار الآن | لبنان – saudi24news
يحاول اللبنانيون الصّمود في وجه الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف ببلادهم، خصوصاً أن مرحلة الرخاء قد باتت من الماضي بحسب الكثيرين.
وبين الأمس واليوم بالنسبة لكل مواطن لبناني، برز الاختلاف الكبير، وهذا ما ترجمه الفنان اللبناني غسان الرحباني في أغنية حملت عنوان “لسّه فاكر كان زمان”، والتي من خلال عكس الواقع، وبدا متشوقاً لزمن لم يمرّ عليه الزمن.
ووفقاً لتقرير نشرته وكالة “رويترز”، فإن الرحباني، وهو إبن شقيق زوج الفنانة اللبنانية فيروز، ظهر في فيديو مع مجموعة من الأشخاص داخل مطعم حيث جلسوا حول مأدبة غداء تشهدُ على فراغ الصحون من مضمونها الشهي واقتصار ما فيها على حبة زيتون وعينات صغيرة من الأطعمة التي لا ترى بالعين المجردة.
وفي الفيديو الذي أخرجته رانيا غصن الحاج، يردّد الرحباني مع الأشخاص الذين جلسوا معه: “بتتذكر من فترة/ من فترة مش من زمان/ كنا نسافر من بلدنا لأيا مكان/ كنا ناكل بالمطاعم ونشرب كمان/ ونغني بحبك يا وطني بحبك يا لبنان/ آي لسه فاكر كان زمان مش من زمان”.
وتقول الأغنية في مقطع آخر “ولمّا عملوا المهرجان وغنينا كمان/ بتتذكّر قديش عزفنا ورقصنا تمام/ ولمّا كان عودك يا حبيبي كان عودك رنان/ كان معك مصاري كتير وبتحوّل كمان/ وأموالك نَهَبُن زعيمك وبتحبّو كمان/ وزعيمك باقي حرامي بفضلك تمام/ لسه فاكر كان زمان مش من زمان”.
وفي حديث لوكالة “رويترز”، يعتبر الرحباني أنّ “هذا العمل يشكل صراعاً بين اللبناني وعنفوانه، فهناك من يحب الحياة وما زال يريد الذهاب إلى المطعم في وقت أصبحت الصحون فارغة”.
وفي مشهد آخر من الفيديو تظهر امرأة تمثل اللبناني غير المقتنع بضرورة التحول إلى شراء الملابس الوطنية وتغيير نمط حياته وأنواع طعامه واستبدال سيارته، ويقول الرحباني: “السيارة لم يعد باستطاعته إبدالها ساعة يريد، دواليبه عليه الانتباه لها… يعني كل شيء عندك لم يعد بمقدورك تغييره”.
ويرى الرحباني أن “هذه الأغنية تعكس مسيرة حياة المواطن ما قبل الاحتجاجات ضد السلطة الحاكمة في 17 أكتوبر/تشرين الأول وما بعدها”، ويضيف: “إما أن يقر اللبناني أن هناك تغيراً جذرياً حصل في حياته أو أن لا يقر. إذا لم يرد الاعتراف فسوف يظهر ذلك على أعصابه وصحته مع الوقت، وإذا اعترف وتأقلم مع هذا التغيير يستطيع أن يستمر لأطول وقت ممكن في منطقة جغرافية يقولون إنها ولعانة (مشتعلة)”.
ويشبه الرحباني لبنان منذ عام 1975، تاريخ بداية الحرب الأهلية التي انتهت في 1990، إلى اليوم بمبنى فككوا جميع أعمدته وأبقوا على واحد، وظل لبنان صامداً إلى أن “مسوا بالعمود الأخير الذي كان يسند المبنى وهو النظام المصرفي… فوقع البلد”.
ويعزو غسان الرحباني أسباب الانهيار إلى عوامل خارجية وليست داخلية، وأضاف: “القوى الخارجية تريد شيئاً ما من لبنان، لأن الثورة بدأت وكان سعر الدولار يوازي 1500 ليرة، وانتهت وأصبح الدولار بـ8000. يعني نحن قمنا بالثورة لكي لا تصل الأمور إلى هنا. ولذلك، إذا كان في ثورة أو لا كانوا يريدون إيصالنا إلى هنا من أجل شيء ما”.
وأدى انفجار المرفأ في الرابع من أغسطس/آب لمقتل 200 شخص وإصابة أكثر من 6 آلاف ودمر مناطق واسعة من المدينة.
وبعد الانفجار، قال الرحباني إنه “لم يعد قادراً على الكذب على اللبنانيين وتصوير المدينة كما يردد بعض الفنانين على أنها بيروت التي لا تموت”، وأضاف: “لا أرى أنها ستنهض لأن توقيت هذا الانفجار كان مدروساً لإلغاء مرفأ بيروت حتى يحل مكانه بور آخر، وساذج الذي يعتقد أن هذا الانفجار هو إهمال. يستطيع أن يكون إهمالاً استعمل من أعداء لبنان لإحداث تغيير جذري، هذا مدبر على توقيت معين”.
وقبل “لسه فاكر” و”ارسم عمري” كان الرحباني قد سخر من الأزمة المالية الاجتماعية في لبنان عندما اُحتجزت أموال المودعين في المصارف، وأطلق أغنية “معك ما معك” التي جسدت، بحسب الرحباني، “ذل اللبنانيين على أبواب المصارف وهم يطالبون بالحصول على جزء من أموالهم”.
وللرحباني منذ أكثر من ثلاثين عاماً أغنيات وأعمال تحمل طابع التهكم على حال مرير، ومنها “معالي الوزير” و”طريق المطار”، أما أبرزها التي يرددها اللبنانيون يومياً فهي أغنية “اشتغل وما تقبض يا حبوب كُتب عليك العمل ببلاش”.
وغسان الرحباني هو موسيقي ومنتج وكاتب أغان وملحن وموزع وقائد أوركسترا وعازف بيانو ومغنّ وممثل مسرحي. ولد في بيروت عام 1964، وبدأ التأليف الموسيقى مبكراً. في العام 1976 شارك في الغناء مع أخيه جاد ووالده إلياس في ألبوم يضم أشهر أغاني الأطفال في لبنان، كما قدم مسرحيات عدة منها المسرحية التاريخية “هنيبعل” التي عرضت ضمن مهرجانات في لبنان وتونس. وفي العام 1997 كون فرقة “الفور كاتس” التي أحيت عدداً من أغاني إلياس الرحباني.
بعد أكثر من شهرين على إنفجار مرفأ بيروت: مجرد أنقاض وشلل تام.
لبنان لا يزال ينتظر تسليمه من فرنسا وإيطاليا صوراً ألتقطت بالأقمار الصناعية لإنفجار مرفأ بيروت كما أنّ المسؤولين اللبنانيين ينتظرون أيضا تقارير دولية فيما لم تجزم بعد التقارير المحلية السبب الحقيقي وراء إنفجار نترات الأمونيوم الذي كان مخزناً في مرفأ بيروت وقدرت كميته بال 3000 طن كما ولم تعرف بعد تفاصيل محتويات العنبر الذي كانت مخزنة بداخله المواد المتفجرة.