لم تكن مسيرة الكاتب المصري الشهير الراحل وحيد حامد (76 عاماً) عادية أبداً، إذ أنه كان أحد أعمده السينما المصريّة على مدى سنوات وعقود.
ومع أن القدر شاء أن يغادر حامد هذه الحياة إثر أزمة صحيّة ألمت به مؤخراً، إلا أن إرثه دخل تاريخ المكتبة الفنيّة العربية.
وفي الواقع، فإن حامد هو أحد أكبر كتاب الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية خلال العقود الـ4 الماضية في المنطقة العربية، وجسد شخصيات أعماله أبرز نجوم السينما المصرية، وفى مقدمتهم عادل إمام ونور الشريف وأحمد زكي ويسرا ومني زكي وغيرهم.
وأضاف السيناريست الراحل إلى سجلات السينما والدراما المصرية العديد من الأعمال: أبرزها أفلام “طائر الليل الحزين” و”غريب في بيتي” و”البريء” و”الراقصة والسياسي” و”الغول” و”الهلفوت” و”الإرهاب والكباب” و”اللعب مع الكبار” و”اضحك الصورة تطلع حلوة” و”سوق المتعة” وغيرها.
أما أبرز المسلسلات التي حملت اسم حامد فهي: “البشاير” و”العائلة” و”الدم والنار” و”أوان الورد” و”الجماعة”.
وحيد حامد.. الصحافة عرفته و “السينما معشوقته”
كان حامد بدأ الكتابة في الصحافة، مشيراً إلى أنه لم يتقاضَ أي أجر على أي مقال كتبه. ومع هذا، كان حامد يحبّ السينما بشكل كبير حتى قال ذات مرّة ضمن برنامج “يحدث في مصر”: “السينما معشوقتي”.
وخلال مسيرته، كان حامد يطمح دائماً على ألا تمثل أفلامه رأيه فقط، كما أنه لم يكن بعيداً عن الحقيقة والواقع بأي شيء، وهو يقول أنّ شخصيات أفلامه حقيقية وأخذها من الناس، ويضيف: “أنا إبن الشارع ونشأت في قرية بسيطة ولم أنفصل عن الناس أبداً”.
كذلك، يقول حامد أنّ الحياة تغيرت، وكل حقبة زمنية بها الجديد، مؤكداً أنه دائماً كان يحاول التجديد وتطوير أدواته ورؤيته.
وحيد حامد.. مواقف خلدها التاريخ
كان وحيد حامد الذي انطلق في مسيرته بقوة خلال سبعينيات القرن الماضي، يؤكد أنّه ليس لديه مصدر رزق آخر سوى قلمه، مشيراً إلى أنّ مسلسل أحلام الفتى الطاير كان نقطة تحول في مسيرته الفنية بسبب النجاح الكبير الذي حققه.
ومع هذا، يعتبر حامد أنّ المصداقية هي الطريق الوحيد حتى يعبر الكاتب الحقيقي إلى وجدان القارئ. كذلك، كان السيناريست الراحل يرى أن الكاتب لو كذب مرّة على جمهوره، فسوف يخسر كثيراً، واعتبر أن اكتساب قارئ هو أمر صعب، لكن خسارته سهلة لأن الكاتب عندما يفرط بمبادئه ويتنازل عن قناعاته يسقط في نظر القارئ.
وفي آخر ظهور له خلال تكريمه الشهر الماضي (ديسمبر/كانون الأول 2020) بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي فى دورته الـ 42، كانت لوحيد حامد سلسلة من المواقف البارزة، وكشف عن دور الكاتب الراحل يوسف إدريس في مسيرته، حيث إنه أول من نصحه بكتابة السيناريو والحوار، وطالبه بعدم كتابة أفلام من رواياته الأدبية، مضيفاً أنه “كان يتمنى أن يقدم فيلماً من قصص وروايات يوسف إدريس، ولكن لم تسنح له الفرصة بذلك إلى أن نجح نجله المخرج مروان حامد في تحقيق هذه الأمنية بفيلم من إخراجه”.
وأبدى الكاتب حينها افتقاده لعدد من النجوم والمخرجين الراحلين في تكريمه هذا العام، وخص بالذكر أحمد زكي، نور الشريف، محمود عبدالعزيز، رأفت الميهي، عاطف الطيب، خصوصاً وأن علاقتهم معه لم تكن مهنية فحسب، بل امتدت إلى علاقات أسرية وشخصية.
وفي موقف بارز له، طالب وحيد حامد زملاءه المؤلفين بالتحايل على جهاز الرقابة للمصنفات الفنية، بكتابة مشاهد غير مهمة والتشاجر من أجلها من أجل تمرير مشاهد أخرى داخل السيناريو، مشيراً إلى أنه كان يتبع هذه الحيلة في أفلامه دائماً. وحينها، وجّه حامد رسالة لرئيس الرقابة خالد عبد الجليل الذي كان حاضراً في ندوة تكريمه، وقال: “فكها شوية وخلي الناس تتنفس”.
وكشف حامد أن صدامه الأكبر مع الرقابة كان عند منع فيلم “الغول” ويليه فيلم “البريء” وأيضاً “الراقصة والسياسي”، مشيراً إلى أن فيلم “كشف المستور” لف على كل الأجهزة الأمنية.
ومع كل ذلك، كان وحيد حامد يحاول دائماً أن يرى الواقع بعين الحقيقة، ويعتبر أن هناك استهتاراً ضرب جيل اليوم، وقال: “إيقاع الزمن تغير ولابد من فهم مفرداته، وكل جيل له مشاكله وعقباته، لكن للأسف هذا الجيل يعاني من حالة استهتار شديد”.
وتابع: “كنا قديماً حريصين على قراءة كل شيء حتى لو ورقة ملقاه على الأرض، أما الآن فلا أحد يقرأ. تسود حالياً الثقافة السطحية المستلهمه من مواقع التواصل الاجتماعي، والشباب أصبح في خطر، واتمني أن يعود الجميع لقراءة الكتاب من جديد”.
ورأى حامد أن “الأجيال الجديدة ذوقها اختلف، وأرى أنه ذوق فاسد”، وأضاف: “لا يُمكن تسمية الإزعاج والضوضاء، بأنها فن لأن هناك أشياء يتفق عليها الحسن الإنساني”.
ومع هذا، قال حامد أنه عندما يشعر أنه يتقدم بالعمر، وعندما يخاف من الجمود، يبادر للعمل مع مخرجين شباب من أجل أن يجدّد أفكاره.
أبرز محطات BTS لسنة 2020
كان عام 2020 مليئًا بالتحديات المؤلمة، ليس فقط لـ BTS و الآرميز ولكن للعالم أيضًا. من الكوارث الطبيعية إلى جائحة كورونا والتمييز العنصري، كان هذا العام الذي يتمنى الناس ألا يحدث حيث أنهك الجميع – جسديًا وعقليًا وعاطفيًا. ومن المؤسف أن هذه الأحداث حدثت في السنة السابعة لفرقة بانقتان.