عادل إمام اسمه وسام علي صدور مشاهديه وعشاقه
يقولون أن الزعيم عادل إمام يعيش حاليا في الماضي أو مثلما أكد الإعلامي المصري محمد الباز أن عادل إمام مصاب بالزهايمر في حين تخفي أسرته ذلك وسواء كانت تلك المعلومة صحيحة أو مرفوضة أو مشكوك فيها فلابد أن نعلن جميعنا أننا نعشق جميعا هذا الماضي الذي يعيش فيه الزعيم.. نعشقه لأن ما يخص الزعيم هو فخر لنا جميعا حتي لو كان من الماضي!
فالماضي هو كل ما نملكه كأجيال من حياتنا.. أفراحنا وأحزاننا وقصص الحب والهجر والنجاحات.. الماضي هو الذي يدفعنا دائماً للتصرف في الحاضر وهو «كارت الميموري» الذي يحتفظ لنا بالأوامر والتعليمات حسب تجاربنا السابقة في الظروف المختلفة.
الماضي هو الحقيقة الدائمة في حياتنا وكل من حاول أو تخيل أنه يرسم ويري المستقبل فشل قبل أن يبدأ، وحتي إن نجح فهو النجاح الذي يشبه فقاعات الصابون التي تنتفخ ثم تنفجر في النهاية.
الماضي الذي يعيشه الزعيم هو الكنز الوحيد الذي نملكه وهو أيضاً ما لا يستطيع أحد أن يسرقه منا أو يغتصبه بدون وجه حق لأننا جميعا قادرون علي تذكره ويستحيل نسيانه..ماضي الزعيم هو الصديق الوحيد الذي يمكننا أن نثق فيه لاننا صنعناه معه وعشناه بمشاعرنا وشاركناه كل ما حققه من نجاحات أو صدمات.
الماضي ـ باعتباره كل ما كان ـ هو الذي نعتمد عليه في كل ما سيكون ورغم أنها نصيحة فلسفية أو سفسطائية إلا أنني أستمتع بها في حياتي كما استمتع وأتشرف بكل ما صنعه عادل إمام في الماضي الخاص بي وبجيلي حتي بكل أخطائه ونزواته وتجاربه التي علمتنا كيف نبتسم للحياة في الحاضر ونصمد أمام كل صدمة من صدماتها.
الماضي الذي صنعه عادل إمام لا تستطيع أن تخجل منه أو أن يحمر وجهك أسفا عليه فهو ماضي فنان لا يحمل على رأسه ”بطحة“ بل علي العكس اسمه وحده وسام علي صدور مشاهديه وعشاقه.. من حقه الآن أن يستريح ويهدأ بأفكاره بعد كل ما قدمه من ابتسامات ومشاهد وأفلام ومسلسلات ومسرحيات يفتخر بها كل من شاهدها ويحفظها الكثيرون مثل اسمائهم.
عادل إمام ليس مجرد فنان عادي يمر مرور الكرام في التاريخ حتي لو أصيب بالزهايمر أو تضاعفت تجاعيد وجهه ولم يعد يحمل في ذاكرته شيئا سوي الماضي ، اسمه وتاريخه محفوران في ملايين العقول والقلوب التي لا يستطيع ألف زهايمر محوها أو إنكارها.
عادل إمام لا يجب أن يخشي الزهايمر لأنه لا يعيش بذاكرته لوحده ولا يتحمل بمفرده مسئولية أن تعرفه الأجيال القادمة وآخر ما يجب أن يخشاه هو النسيان لأنه من أهم وأكبر وأشهر علامات الفن المصري والعربي.
رجل المهام المستحيلة كما أحب أن اسميه فهو تقريبا الوحيد الذي رصدت الكاميرات حياته منذ بدايته ”ككومبارس“ حتي أصبح أغلي وأشهر نجوم الفن في الوطن العربي وهو الأمر الذي يفخر به طول الوقت ويعرف أن لا يخفي شيئا عن جمهوره الذي عاش معه كل تجاربه منذ بدايته وحتي آخر مشاهده.
لن انسي أبدا تلك الحكاية الرومانسية التي سمعتها منه ذات يوم في جلسة فتح فيها قلبه وقرر أن يحكي لنا قصة حب لا يعرفها الكثيرون في حياته وهي قطعا قبل النجومية والزواج حيث كان يمر من تحت عمارة متوجها إلي المكان الذي يؤجره للسكن فيها ولاحظ أن هناك فتاة تراقبه دائما من خلف المشربية كل يوم وقت عودته، مهما اختلف الوقت وتأخر هي كانت في انتظاره ورغم أنه لم يحدد أبدا ملامحها إلا أنه شعر تجاهها بالحب وكان يسترق النظر إليها كل ليلة واحيانا يبتسم لها في خجل، يرسم الخيالات في عقله ويضع الخطط لكي يقابلها أو يتقدم لخطبتها لزن هذا الاهتمام بمتابعته دفعه لعشقها..
ظلت تنتظره كل يوم كأنها تحرسه كلما عاد في طريقه إلي شقته وفي أحد الأيام خرج عادل إمام مبكرا علي غير العادة ومع ضوء النهار نظر إلي شقة حبيبته من بعيد ليجد ظلها واضحا ويتأكد أنها تنظر له من خلف مشربية الشباك ويومها لم يستطع كبت مشاعره وقرر الصعود لشقتها وطلب يدها حتي دون أن يحسب حساب قلة إمكانياته أو عدم قدرته حاليا علي الزواج، صعد السلالم بسرعة وطرق الباب ليجد سيدة عجوز تفتح له فسلم عليها واستأذن في الدخول طالبا يد ابنتها ليتفاجئ أن العجوز تعيش مع زوجها المريض وليس لهما أبناء أو بنات وأثناء كلامه معها لمح النافذة التي يري من خلالها حبيبته ليكتشف أن المشربية خلفها ”قلة“ فخار ليس أكثر من ذلك وأثناء عودته متأخراً كان يراها بنت جميلة بفعل خيالها علي المشربية وانتهت بذلك أهم وأول قصة حب للزعيم في بداية طريقه للنجومية.
هذا هو عادل إمام الذي يحتفظ له كل صحفي وناقد وكاتب وزميل مهنة بقصة وحكاية ولقاء من أمتع اللقاءات في حياتهم.. كيف يكترث بعد ذلك لضعف ذاكرته وكلنا ذكرياته وماضيه.. كيف يهتم لعدم تذكره بعض الأحداث ونحن نحفظها بدلا منه.. ويبقي الزعيم زعيما بتاريخ لا يقبل النسيان ولا الزهايمر مهما حدث.