العضو الأكبر في “بي تي اس” يلتحق بالجيش الكوري الجنوبي
بدأ جين، العضو الأكبر سنًا في فرقة ”بي تي اس“، خدمته العسكرية الإلزامية في كوريا الجنوبية أمس الثلاثاء، تاركًا ملايين المعجبين في حالة حزن ومخلّفًا شكوكًا حيال مستقبل الفرقة الأشهر في قطاع البوب الكوري الجنوبي.
وحققت ”بي تي اس“ في السنوات الأخيرة نجاحات عالمية كبيرة، إذ كانت أول فرقة كورية جنوبية تهيمن على سباقات الأغنيات في الولايات المتحدة وبريطانيا، كما رُشحت لنيل جوائز ”غرامي“ مرات عدة، كما نالت إعجاب الملايين حول العالم.
وقد درّت الفرقة إيرادات بمليارات الدولارات منذ انطلاقها سنة 2013.
غير أن الإعلان في أكتوبر الماضي عن عزم جين الالتحاق بالخدمة العسكرية شكّل مقدمة لانفصال الأعضاء السبعة في الفرقة، ولو مؤقتًا.
وفي كوريا الجنوبية، الخدمة العسكرية إلزامية لجميع الرجال الأصحاء، لفترة لا تقل عن 18 شهرًا. وبات جين الذي أتمّ عامه الثلاثين في الرابع من ديسمبر الجاري، أول عضو في الفرقة يلتحق بالخدمة العسكرية، على أن يحذو الأعضاء الستة الآخرون حذوه في مراحل لاحقة.
وسيخضع جين، واسمه الكامل كيم سيوك-جين، لحصص تدريبية على مدى خمسة أسابيع قبل الالتحاق بوحدته النهائية. وتؤكد وسائل إعلام محلية أنه سينخرط في ”الصفوف الأمامية“، أي قرب الحدود مع كوريا الشمالية.
وتجمهر المئات من الصحافيين ومحبي “بي تي اس” الثلاثاء أمام مدخل المعسكر التدريبي في ييونتشيون قرب الحدود، على بعد 40 كيلومترًا إلى الشمال من سيول. واجتاز موكب من المركبات، كانت إحداها تقل على الأرجح النجم، مدخل المعسكر الذي كُتبت عليه عبارة تصف المكان بأنه ”حاضنة للجنود المقاتلين من الصف الأول“.
وينخرط جين في الجيش في وقت تشهد العلاقات بين الكوريتين توترًا كبيرًا، بعد سلسلة تجارب قياسية أجرتها بيونغ يانغ على صعيد التسليح.
وقد طلبت شركة ”بيغ هيت ميوزيك“، المنتجة لأعمال ”بي تي اس“، من محبي جين عدم المشاركة في مراسم انخراط المغني في الجيش، وهي مناسبة يقتصر الحاضرون خلالها عادة على العائلات.
ويعيش محبو الفرقة الشبابية، الذين تُطلق عليهم تسمية ”بي تي اس آرمي“، صدمة منذ إعلان أعضائها السبعة توقفهم عن العمل في يونيو الفائت. وقد يلتئم شمل “بي تي اس” مجددا بحدود عام 2025، أي بعد أن ينهي جميع أفرادها فترات الخدمة العسكرية.
وتُمنح بعض الإعفاءات من الخدمة العسكرية لبعض رياضيي النخبة، كأولئك الحائزين ميداليات أولمبية على سبيل المثال، أو لموسيقيين كلاسيكيين، ولكن ليس لنجوم البوب.
هل تصمد “بي تي اس”؟
وقد أفادت “بي تي اس” سابقًا من تعديل طال قانون الخدمة العسكرية رفع السن القصوى لالتحاق بعض الفنانين بالجيش من 28 عامًا إلى 30.
واحتفل جين، العضو الأكبر سنا في ”بي تي اس“، بعيد ميلاده الثلاثين في الرابع من ديسمبر الحالي. وقد حددت الفرقة موعد انفصالها ليتزامن مع هذه المرحلة من الخدمة العسكرية، وفق أخصائيين. لكنّ شكوكًا لا تزال تحوم حيال مستقبل الفرقة الأشهر عالميًا في موسيقى البوب الكوري الجنوبي.
ويتساءل البعض: هل ستصمد “بي تي اس” وتعود إلى نشاطها بعد هذا التوقف؟، وأوضح لي تايك غوانغ، أستاذ التواصل في جامعة كيونغ هي، لوكالة ”فرانس برس“: ”اعتزال (بي تي اس) سيشكل مشكلة كبيرة لقطاع البوب الكوري الجنوبي, خلال فترة الغياب، قد يفقد الجمهور بعضًا من اهتمامه بهم وتتراجع شعبيتهم ما قد يضر بنشاطهم. لن يكون من السهل إعادة لم شمل الفرقة الشبابية بعد التحاق أفرادها بالجيش“.
إلا أن “بي تي اس” ستكون استثناء في هذا المجال، وفق خبراء بينهم ”لي جي يونغ“ المتخصصة في “بي تي اس” والأستاذة في جامعة الدراسات الأجنبية في هانكوك.
وأشارت إلى أن الأعضاء السبعة في الفرقة ”حققوا مستوى مختلفًا بالكامل من الشعبية والنفوذ والمصداقية“، ما يعني أنهم ”لن يطويهم النسيان“.
وفي أكثر من تسع سنوات، يعتبر الكثيرون أن “بي تي اس” حققت نجاحات تفوق بأهميتها ما صنعه أي دبلوماسي أو شخص مشهور في خدمة إشعاع كوريا الجنوبية الثقافي.
ومثّلت الفرقة بلدها في الأمم المتحدة، كما التقى أعضاؤها بالرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض. كما أن الفرقة اختيرت لتكون الممثل الرسمي لترشيح مدينة بوسان لاستضافة المعرض الدولي ”إكسبو 2030“.
لكنّ هذا كله لا يكفي لإعفاء أفراد الفرقة من الخدمة العسكرية. حتى أن اقتراح قانون صيغ للدفع باتجاه إعفاء “بي تي اس” من هذه الخدمة، لكنه لم ينجح في اختراق أبواب البرلمان.