نجوم الفن العربي وعشق الطعام.. قصة حب لا تنتهي
- اللحن الذي ألفه موسيقار الأجيال بعد وجبة دسمة
- شيريهان عاشقة الأكلات السورية
- طقوس النجوم مع الكوارع والممبار والحمام المحشي
معظمنا يثق أن النجوم يلمعون غالبا أمام الكاميرات وعلي المسارح ووسط الأستوديوهات والأدوار المختلفة والميكروفونات، لكنهم في حياتهم الخاصة يحاولون بشكل متعمد أن يكونوا أقل بريقًا لأنهم في النهاية بشر.
يمرضون ويأكلون ويحزنون ويدخلون أيضا الحمام وهي بعض المعلومات البسيطة لكن الجمهور يتجاهلها لدرجة أن بعض المعجبين والمعجبات بنجم أو نجمة معينة قد يصيبهم الذهول عندما يشاهدونه وهو يأكل بنهم أو بشكل لا يتناسق مع أدواره الرومانسية أو أغانيه العاطفية.
البعض لا يحب التعامل مع نجومه المفضلين بهذه الطريقة لأنهم يرونهم غالبًا بنفس البريق في كل الأحوال ولهذا تتحول صدمة الجمهور إلي كارثة عندما يقرأون خبر سقوط نجم أخلاقيًا ولا يتوقعون أبدًا أن ذلك ممكن أن يحدث مع نجمهم أو نجمتهم المفضلة.
الغريب أن بعض النجوم والنجمات يعشقون التعامل علي طبيعتهم حتي لو كان ذلك أمام الكاميرات.. يتعاملون كبشر من حقهم تجربة الخطأ والصواب.. يأكلون ويضحكون ويدخلون في أحاديث النميمة مثل معظم الناس العادية بينما يحافظ البعض الآخر علي وقار النجومية في كل تصرفاتهم.
لكن دعونا نتفق أن الجميع أمام الطعام سواسية.. فلا توجد قواعد محددة للتصرفات ووقتها سوف تجد من يتعامل مع الأكل علي طبيعته والبعض الآخر يعشق التفنن في إظهار الإتيكيت والنجومية مع الطعام أمام الكاميرات إلا إذا ظهرت أمامه وجبة لا يستطيع مقاومتها وهنا يأتي دور الكاميرا للتفتيش عن لقطات لن تشاهدها كثيرا لنجمك المفضل.
لا تستغرب مثلًا إذا علمت أن الموسيقار الكبير فريد الأطرش اعتاد أن يأكل وحده طعام يكفى خمسة أشخاص في وجبة واحدة، وكان يأكل بسرعة ويستطيع أن يسبق 3 أشخاص في كمية الطعام التي يتناولونها إذا بدأوا سباقاً معه.
وكانت وجبته المفضلة عبارة عن زوجين من الحمام المحشى ودجاجة وطبق لحم وطبق أرز عراقي، خلاف أصناف الخضروات والفاكهة والحلوى … وكل ذلك في وجبة واحدة، والغريب أنه كان يمكن أن يأكل هذه الوجبة في الثالثة صباحاً دون أية قواعد أو محاذير.
الأغرب أن فريد الأطرش لم يكن أبدًا رجل «إتيكيت» ممن يأكلون حسب قواعد ونظم معروفة في آداب الموائد، لكنه كان في الحقيقة يأكل بيديه، ويكره استعمال الشوكة والسكينة إلا إذا كان يشاركه الطعام غرباء، وكان يطعم بيديه زملاءه وضيوفه الذين لا حصر لهم.
ومن أكلات الموسيقار الكبير المفضلة ”المجدرة“ و“المصفاية“ واللوبية بالزيت والكوارع.
كما كان مغرمًا بأكل الكشري ولحمة الرأس واللسان والجوهرة التي كان يأكل منها بشراهة لدرجة أنه كان يتلف ملابسه.
أما موسيقار الأجيال فكان يعتبر أن الأكل هو غذاء الروح وبالتالي كان شخصا ذواقًا لأشهي أنواع الطعام وخصوصًا الحمام المحشي بالفريك، ولم يكن حبه له مجرد إشباع رغبة التذوق والتمتع به فقط بل كان عبد الوهاب يتفاءل به عندما يراه علي مائدة الطعام لدرجة أنه بعد تناوله في إحدى العزومات خطر علي باله وقتها بداية لحن ”مريت علي بيت الحبايب“، وكان هذا اللحن من أحب الألحان إلي قلبه ولذلك كان موسيقار الأجيال يسمي الأكل ”فيتامينات الألحان“.
أما عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي فكان يهوي إقامة الولائم والعزومات في فيلته بالهرم لأهل الفن وأصدقائه من خارج الوسط الفني، وكانت نشأته وتربيته تغلبان عليه في هذه الولائم التي كانت تحفل بأشهى أنواع الأكلات المصرية القديمة الأصيلة من صواني (الفتة) والرقاق كما أنه كان يعشق لحم (الضأن)، ويأمر الخدم بأن تكون عنصرًا أساسيًا في كل الولائم لدرجة أنه في عيد الأضحى كان يذبح 3 خراف أحداهما للعاملين في فرقته المسرحية والثاني للفقراء والمحتاجين والثالث لبيته.
أما الكوميديان الكبير الراحل إسماعيل ياسين فكان مزاجه في تناول الآيس كريم “الجيلاتي”، وخاصة المضاف إليه المانجو والفراولة.
والغريب أنه اخر شيء تناوله قبل رحيله بساعات قليلة، ففي كتاب الصحفي محمود معروف الذي كشف فيه عن اللحظات الأخيرة من حياة إسماعيل ياسين، قال: “قبل رحيله بساعات قليلة طلب إسماعيل ياسين من ابنه الوحيد ياسين أن يحضر له (جيلاتي) من محل (بامبو) بشارع طلعت حرب بوسط القاهرة وبالفعل أحضره ابنه حيث تناوله ياسين ودخل لينام وبعد ساعة سمع الحاضرون (كحة) غريبة خرجت منه ليأتي الطبيب ويخرج قائلا: (البقية في حياتكم … إسماعيل مات).
أما ملك الترسو فريد شوقي فكان له مزاج خاص في أنواع معينة من الأكلات القديمة التي اشتهرت بها الأسر المصرية وهو ما ظهر عندما تلقي دعوة على عزومة من صاحب مطعم جديد أراد أن يباهي به زبائنه فإذا بملك الترسو راح يختار الأكل ويضعه في طبقه فاختار (شوية كفتة وشوية ممبار مع أجود القطع من اللحم المشوي وأضاف شوية بقدونس حول الطبق) ثم طلب من صاحب المطعم أن يسمي هذا الطبق (فشنكاح) وأن يجعله الطبق الرئيسي للمطعم لأنه كان واثقًا أن هذا الطبق سوف يشتهر ويكسر الدنيا.. وهو ما حدث بالفعل.
ورغم تطور الأجيال إلا أن الأكلات تظل محتفظة بمكانتها لدي النجوم والنجمات فنجد مثلًا أن شريهان تعشق محشي ورق العنب، والطعام السوري، فيما تفضل إسعاد يونس، الكوارع والحمام المحشي، والممبار الذي تشاركها حبه منى عبد الغني.
أما النجم الرومانسي تامر حسني فلا يعترف بكلمات أغانيه وألحانه ومشاعره أمام صينية الكوارع، ولحمة الرأس، وطبق الملوخية، وبالرغم من أن والدته سورية إلا أنه يعشق الأصناف المصرية الشهيرة ولا يشعر بالخجل مطلقا من إعلان استمتاعه بالأكل وسط أصدقاءه ومعجبيه حيث يؤمن تامر أن حب الأكل والتفنن فيه لا يعترفان بالنجومية.