معارضو النظام الإيراني ينقلون معاناة الشعب عبر المهرجانات الدولية
يسلّط مهرجان برلين السينمائي الأضواء على معركة الحرية في إيران، وأقيم في هذا الإطار تجمع داعم على سجادته الحمراء السبت، فيما تُعرض على شاشته أفلام لعدد من المخرجين المعارضين.
وينطلق مهرجان برلين في تخصيصه هذه المساحة لأفلام المعارضين الإيرانيين خلال دورته الثالثة والسبعين من رغبته في “إعطاء صوت للشعب” بعد نحو ستة أشهر من بدء الاحتجاجات ضد نظام طهران، على ما أوضحت المديرة المشاركة مارييت ريسنبيك لوكالة فرانس برس.
وفيما عُرض شعار “جين، جيان، آزادي” (أي “المرأة، الحياة، الحرية”) بأحرف ضخمة باللونين الأخضر والأزرق على شاشة المهرجان، رفع حوالى 50 إيرانياً يعملون في المجال السينمائي خارج بلدهم، من مخرجين وكتّاب سيناريو وممثلين، لافتات تطالب بإطلاق سراح محتجين يقبعون في السجون.
وقالت كلشيفته فراهاني التي مثّلت في عدد من الأفلام الهوليوودية من أبرزها “باترسون” وتشارك في لجنة تحكيم مهرجان برلين في تصريح أدلت به الخميس “في ديكتاتورية كتلك التي في طهران، الفن أمرٌ أساسي. إنه أشبه بالأكسجين”.
أما زار أمير ابراهيمي التي نالت جائزة أفضل أداء تمثيلي نسائي في مهرجان كان العام الفائت عن دورها في فيلم “العنكبوت المقدس” فقالت “نأمل في أن نتمكن يداً بيد من تغيير شيء من خلال السينما”.
نظام ذكوري
وتؤدي الممثلة البالغة 42 عاماً دورين رئيسيين في فيلمين وثائقيين عن المعارضة يعرضان في مهرجان برلين.
ففي “سبعة شتاءات في طهران” (Sieben Winter in Teheran) للألمانية شتيفي نيدرزول، تؤدي بصوتها دور ريحانة جباري التي تحوّلت رمزاً للكفاح من أجل حقوق النساء في إيران.
وأعدمت الشابة الإيرانية وهي في السادسة والعشرين شنقاً في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2014، بعدما دينت بقتل مسؤول سابق في الاستخبارات الإيرانية أكدت أنه اعتدى عليها جنسياً.
ويتناول الفيلم المعركة التي خاضتها عائلتها عبثاً لإنقاذها، مستخدماً صوراً التُقطت سراً وتسجيلات هاتفية ورسائل ومذكرات كتبتها في السجن بين عامَي 2007 و2014.
ولاحظت المخرجة الألمانية في حديث لوكالة فرانس برس أن زار أمير ابراهيمي التي تحطمت حياتها ومسيرتها المهنية بسبب تسريب مقطع فيديو حميم لها، “هي ضحية المجتمع الذكوري الإيراني، كما كانت ريحانة جباري”.
وقالت ابراهيمي “لم أتعاون مع هذا النظام، تماماً كريحانة”.
وتروي الممثلة أيضاً جانباً من قصتها الشخصية في الوثاقي “عدوي اللدود” للمخرج الإيراني المقيم في فرنسا مهران تمدن.
وتجسّد ابراهيمي في الفيلم دور مُحققة تابعة للنظام تتولى استجواب المخرج، فتأمره بخلع ملابسه، ثم تجعل يخرج إلى الشارع مرتدياً فقط سرواله الداخلي.