عودة مهرجان الأغنية التونسية بعد توقف العام الماضي
بعد أن توقّف العام الماضي 2022، بسبب فيروس كورونا، يستأنف مهرجان الأغنية التونسية نشاطه مجدّدا، وكان قد عاد للانتظام سنة 2021 بعد توقّف لفترة ناهزت 12 سنة.
وعقدت الهيئة المديرة للدورة 21 من مهرجان الأغنية التونسية ندوة صحفية، بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، كشفت خلالها عن محتوى هذه الدورة التي تتميّز ببرمجة 24 عرضا موسيقيا ستتوزّع على ستّ سهرات وذلك من 7 إلى 12 مارس 2023 تحت شعار “الدنيا غناية”.
وأفاد رئيس لجنة تنظيم المهرجان محمد الهادي الجويني أن الهيئة المديرة لهذه الدورة حرصت على أن يكون للمهرجان بعد عربي حتى تنال الأغنية التونسية مكانتها العربية الحقيقية، مضيفا أن إدارة المهرجان أعدّت ندوة فكرية متّصلة بصناعة الأغنية التونسية وترويجها على الصعيد العربي.
وقال الجويني إن إدارة المهرجان تلقّت 124 عملا، اختارت منها لجنة الانتقاء 24 عملا منها 14 للمشاركة في مسابقة الأغنية الوترية و10 أعمال ستتنافس ضمن مسابقة “الأنماط الجديدة”.
تكريم ذكرى
وتتميّز سهرة افتتاح هذه الدورة بتكريم الفنانة الراحلة ذكرى محمد، التي كانت انطلاقتها الفنية من مهرجان الأغنية، في أواخر ثمانينات القرن الماضي، ويتزامن هذا التكريم لروحها مع مرور عشرين سنة على وفاتها.
وقد دعت إدارة المهرجان مجموعة من الفنانين التونسيين والعرب هم صابر الرباعي ومحمد الجبالي ويسرى محنوش وصفا سعد وغازي العيادي وملكة الشارني ونوال غشام وآية دغنوج وآمنة دمق والفة بن رمضان وهاني شاكر ونيكولا سعادة ومحمد الحلو وسعد رمضان وإيهاب توفيق وشاب جيلاني وخالد الزواوي.
وسيتمّ خلال السهرات المخصّصة لمسابقة الأغنية الوترية تكريم العازف جلول الجلاصي والشاعر على الورتاني والملحن عبد الكريم صحابو وكل من الفنانين عائشة وجمال الشابي والشريف علوي والملحن محمد عبيد، وكذلك العازفين عبد المجيد بن عبد الله ومحمد سفيان ثامري وسيف الله بن عبد الرزاق وعبد الباسط المتسهل وشكري بهلول.
وقالت المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية هند مقراني إن المؤسسة تدعم هيئة مهرجان الأغنية التونسية في تنفيذ رؤيتها القائمة على التجديد في شكل المهرجان ومضمونه. وأضافت أن المهرجان المشاركة في مهرجان الأغنية هي تتويج في حدّ ذاته للمتسابقين. كما أشارت إلى أن قاعة الاوبرا ستلبس حلة جديدة بالمناسبة وسيكتشفها الجمهور بلمسات سينوغرافية متميزة.
وتحدّث المدير الفني لهذه الدورة عادل بندقة عن اختيار لجنة الانتقاء المتكوّنة من المطربة رحاب الصغير والشاعر الحبيب الأسود والملحن ربيع الزموري والعازف هشام البدراني والموزّعين عبد الباسط بالقايد وسامي بن سعيد، 14 عملا في مسابقة “الأغنية الوترية” و10 أعمال في مسابقة “الأنماط الجديدة.
وسيحتكم المتسابقون إلى لجنة متالفة من 7 أعضاء هم عدنان الشواشي (مغني وملحن) والطاهر القيزاني (ملحن) وأسامة فرحات (ملحن) ومقداد السهيلي (مغني وملحن) وعلياء بلعيد (مغنية) والجليدي العويني (شاعر) ونبيل عبد مولاه (عازف وملحن).
ورصدت إدارة المهرجان للأعمال الفائزة مبلغا ماليا إجماليا قيمته 100 ألف دينار، حيث سيتم تتويج ثلاثة أعمال في مسابقة الأغنية الوترية هي “جائزة المايكروفون الذهبي” (30 الف دينار) و”المايكروفون الفضي” (20 الف دينار) و”المايكروفون البرونزي” (15 الف دينار).
أما المشاركون في مسابقة “الأنماط الجديدة”، فيتنافسون على جائزتيْن هما “المايكروفون الذهبي” (20 الف دينار) و”المايكروفون الفضي” (15 الف دينار).
وإلى جانب الجوائز المرصودة من مهرجان الأغنية التونسية، رصدت المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ثلاث جوائز هي “أفضل مؤدي شاب” و”أفضل ملحن شاب” و”أفضل شاعر شاب”، فضلا عن رصد اتحاد إذاعات الدول العربية جائزة خاصة، إلى جانب جائزة الجمهور (سيتم تركيز لوحتيْن رقميتيْن أمام قاعة الأوبرا حتى يتسنى للجمهور بعد كل حفلة التصويت للمتسابقين، وسيتم التصويت كذلك عبر الصفحة الرسمية للمهرجان على الفايسبوك وكذلك على موقع واب المهرجان).
معرض وثائقي وندوة فكرية
ويحتضن المعهد العالي للموسيقى بتونس ندوة فكرية بعنوان “قطاع الموسيقى بتونس من الدولة الراعية إلى منظومة اقتصاد السوق”. وتهدف هذه الندوة إلى طرح الإشكاليات التي تحول دون نمو الصناعات الموسيقية بتونس والتي يمكن لأصحاب القرار اعتماد مخرجاتها كمنطلقات من أجل تعديل بعض القوانين وتحيينها لمسايرة المتغيرات وتطوير القطاع الموسيقى.
وبما أن مهرجان الأغنية التونسية تظاهرة عريقة لها جمهورها الخاص وأنجبت عديد النجوم من الفنانين الذين تالقوا على الساحة التونسية والعربية، فإن إدارة الدورة الحادية والعشرين، عملت على جمع أرشيف هذا المهرجان، وخصّصت جزءا منه لتنظيم معرض يوثّق لتاريخ المهرجان منذ انبعاثه سنة 1987 حتى سنة 2008 ويوثّق عودته في الدورة العشرين سنة 2021 بعد انقطاع دام أكثر من 12 عاما.
ويحتوي المعرض على صور من أرشيف وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) ودار الكتب الوطنية بالإضافة إلى مقاطع فيديو خاصّ بتاريخ المهرجان سيتم عرضه على شاشات متطوّرة متاحة للعموم في فضاء معرض الصور طيلة أياّم المهرجان. كما يضمّ هذا المعرض صورا من أرشيف مجلة الإذاعة والتلفزة التونسية (سابقا) توثّق كل دورات المهرجان السابقة باعتبار أنّ مجلّة الإذاعة والتلفزة كانت في تلك الفترة شريكا رسميا فاعلا لوزارة الشؤون الثقافية من خلال مشاركة فرقة الإذاعة، ومنشطي السهرات والتغطية الأذاعية والتلفزية الشاملة لفعاليات المهرجان بالتوازي مع التصوير الفوتوغرافي الذي أمنته بعدسة العديد من المصورين المحترفين من بينهم مصورو “وات”.
العروض الموازية
وللمرة الأولى منذ تأسيس المهرجان، أعدت الهيئة المديرة للدورة 21، برمجة موازية تتمثل في تنظيم ثلاثة عروض بمركز رعاية المسنين وعدد من الوحدات السجنية، وذلك بالتنسيق مع إدارة الموسيقى والرقص بوزارة الشؤون الثقافية والهيئة العامة للسجون والإصلاح. وتهدف هذه البرمجة الموازية إلى تكريس مبدأ الحق في الثقافة للجميع وإتاحة المنتوج الثقافي لكافة فئات المجتمع.
وسيحتضن سجن النساء بمنوبة عرض الفنانة مريم نور الدين يوم الأربعاء 8 مارس (اليوم العالمي للمرأة). ويزور المهرجان يوم الجمعة 10 مارس السجن المدني بأوذنة بعرض الفنان سفيان سفطة، ليكون الموعد يوم 11 مارس مع عرض الفنان الزين الحداد بمركز رعاية المسنين بمنوبة.