فيديو متداول للفنان محمد رمضان وهو يبكي ضحايا فيضانات ليبيا
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه يُظهِر الممثل المصري محمد رمضان وهو يبكي تأثرًا بعد الفيضانات التي ضربت مدينة درنة الليبية وأوقعت آلاف الضحايا.
ويُظهر الفيديو محمد رمضان وهو يلقي كلمة يبدو خلالها متأثرًا ثم يجهش بالبكاء.
وجاء في التعليق المرافق للمقطع الذي حصد آلاف المشاركات في موقع فيسبوك ”لحظة انهيار محمد رمضان بالبكاء على جمهوره في درنة خاصة وفي ليبيا عامة“.
ويأتي تداول هذا المقطع بعد الفيضانات المدمّرة التي ضربت مدينة درنة في الشرق الليبي إثر انهيار سدين تحت ضغط الأمطار الغزيرة التي حملتها العاصفة دانيال في 10 أيلول/سبتمبر وجرفت أجزاء واسعة من المدينة.
وتسبّبت هذه الكارثة بوفاة أكثر من 3300 شخص وفقًا لآخر حصيلة رسمية ونزوح 43059 شخصًا بحسب آخر تقديرات المنظمة الدولية للهجرة.
إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بليبيا، وهو غالبًا قديم، إذ إن محمد رمضان يظهر فيه مرتديًا كمّامة طبية بما يتوافق مع إجراءات الوقاية التي اعتمد خلال السنوات الماضية لمكافحة فيروس كورونا.
وبالفعل أرشد البحث عن لقطة ثابتة من الفيديو إلى النسخة الكاملة منه منشورة قبل ثلاث سنوات في صفحات مواقع محلية مصرية على يوتيوب.
وجاء في التعليقات المرافقة لها ”محمد رمضان يبكي متأثرًا بمرضى مستشفى أهل مصر للحروق“.
مجموعة صور من درنة تثير جدلاً واسعًا
كما يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مجموعة صور يدعي ناشروها أنها للأمواج العاتية التي ضربت درنة بعد انهيار سدّي المدينة تحت ضغط الأمطار الغزيرة التي حملتها العاصفة دانيال في 10 أيلول/سبتمبر.
ويضم المنشور ثلاث صور تبدو فيها أمواج عاتية تبتلع المباني. وعلّق ناشرو الصور بالقول إنها ”للحظة وصول المياه إلى درنة بعد انهيار السد“.
وانهار السد الأول، وهو سد أبو منصور بسعة 22,5 مليون متر مكعب والواقع على بعد 13 كيلومترًا من درنة، فتدفقت منه أنهار من المياه واجتاحت السد الثاني وهو سد ”البلاد“ بسعة 1,5 مليون متر مكعب، ويقع على بعد كيلومتر واحد فقط من المدينة الساحلية.
وفي دراسة أجريت في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، حذر المهندس والأكاديمي الليبي عبد الونيس عاشور من ”كارثة“ تهدد درنة، إذا لم تبادر السلطات إلى صيانة السدين.
ورغم التحذير، لم تنفّذ أي أعمال صيانة رغم أن ليبيا تمتلك احتياطيات النفط الأكبر في إفريقيا، ولا تشكو من نقص التمويل في ميزانيتها.
إلا أنّ الصور لم تلتقطها عدسات الكاميرات بل هي مولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
فبادئ الأمر يمكن ملاحظة علامة مائية تعود إلى موقع صحيفة المرصد الليبية.
وعلى ضوء ذلك، يرشد التفتيش في حساب الصحيفة على فيسبوك إلى مقطع فيديو منشور في 15 أيلول/ سبتمبر يضمّ شرحًا تفصيليًا بالرسوم البيانية عن سدّي درنة وكميات المياه المتراكمة خلال العاصفة دانيال وكيف وقعت الكارثة.
وتظهر ضمن التقرير (الدقيقة 2:40) صور المنشورات نفسها مرفقة بتعليقٍ صوتيّ جاء فيه ”في المرصد حاولنا إعادة تخيّل المشهد باستخدام تقنيّة الذكاء الاصطناعي فكانت هذه الصور المرعبة“.